الإعلام ودوره في بناء الأمة
محمد بن زيتون
الوسائل الإعلامية يمكن أن تكون سلاح ذو حدين إما أن تكون لبناء الأمة ونقلها من التخلف والجهل لأعلى مراتب الحضارة ومن التعصب والغلو والتطرف إلى سيادة القانون والعدالة والدولة المدنية ويمكن أن يساهم في بناء جيل يبني الأمة وينقلها إلى أعلى مراتب الحضارة أو يفتك بسلامة الوطن فيتفرق ويضعف ويضيع الأمن والأمان وتنتهك سيادة الدولة الضعيفة ولقد شهدنا إعلاما محسوبا على الدولة الليبية يحرف الحقائق ويزيف الواقع ويلقي بالتهم جزافا بل يشجع على القتل وانتهاك حقوق الإنسان والتخريب والتدمير بل يهلل لذلك فرحا ومبتهجا وكأنه ليس مسلما او من أبناء هذه الدولة .
إن تدخل الجهات الخارجية بواسطة السيطرة المادية والتهديد وغيرها بواسطة رجال الاستخبارات والمنظمات والعملاء وغيرهم وذلك لتحقيق مآرب واجندات بما يتمشى مع مصالح تلك الدول والمنظمات والجهات بقصد التضليل وتزوير وتزييف الحقائق ونشر الفتن والأخبار الكاذبة والتي تحض على القتل وانتشار الجريمة وعدم الاستقرار, ولهذا سنت وشرعت القوانين المنظمة لذلك يجب تطبيقها والإبلاغ عنها برفع قضايا وإلزام القنوات والوسائل الإعلامية بعدم الخروج عن السياق المهني والوطني والقانوني والأخلاقي ومراعاة القدسية الدينية والعرف والعادات المجتمعية .
في عالمنا اليوم تعج أجهزة الاستقبال بآلاف المحطات الفضائية بسبب التقنيات الحديثة والعولمة كذلك الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي وكل الوسائل الناقلة للخبر والتي توثر في المواطن المتلقي سلبا أو إيجابا فقد تصنع الأحداث ما يطيح بحكومات قائمة ويهدد مستقبل شعوبها , وقد يجعل الأمة كاملة أن تعيش في وهم وتضيع في تحديد أهدافها.
أفضل مثل جاء به الحق سبحانه في كتابه الكريم في سورة المسد عن خطورة وشيطنة الإعلام الفاسد في شخص أبي لهب عم رسولنا الكريم وأمرأته أم جميل أشد خطرا على رسولنا الكريم من كفار قريش كلهم فاستحقا اللعنة الإلهية إلى يوم القيامة يكون درسا لكل مثيل لهما يحرفان الحق وينتهجان سبل الباطل والشيطان فهما يمشيان بالنميمة بين الناس فعمه يكذبه في وجهه ويدعي بأن محمد كاذب وصابئ لكل من يراه بينما أمرأته كانت على ذات الخطورة فهي حملت الحطب وأشعلت النار أمامه وهو عائد إلى بيته وصاغت شعرا عن الرسول صلوات الله عليه بأنه مذمم وليس محمد وكانت تشيع ذلك بين النساء والرجال على حد سواء بين المجتمع لتنشر أكاذيبها وضلالها وأن الشيطان يأتيه وليس ملاكا كما يدعي وكانت لا تضيع فرصة سانحة دون إيذاء النبي الكريم .
خطورة الإعلام لا يختلف عليها اثنان فإذا كان الإعلام جيد وهادف وصادق وشفاف ومتوازن وعلى كفاءة ينجح في بناء المجتمع ويخلق أفرادا قادرين على البناء وخدمة الوطن والدفاع عنه وإذا ابتليت البلاد بإعلام سيء عميل فالنتيجة لن تكون في صالح الوطن والمواطن وسيكرس الفرقة والفتنة وتشويه الحقائق والأشخاص وسيدافع عن الظلم والطغيان ومصالح الدول المسيرة والمسيطرة عليه .
الأعلام الفاسد يمكن ان يقلب الوضع في دولة ما ويؤدي إلى كوارث سياسية واقتصادية خطيرة فإن الأعلام يعد سلطة رابعة من السلطات ولهذا تعمل الدولة على الهيمنة على وسائل الإعلام أو تضع قوانين منظمة لذلك لوسائل الإعلام الحرة والخاصة حتى لا تتعدى على سلطات الدولة وتلتزم بمعايير حرية الرأي والتعبير ومضمون الشفافية والوضوح وعدم التعدي على حرية الآخرين واستغلال السلطة الرابعة في مآرب شخصية أو سياسية أو لأي أمر آخر .