الرئيسية

الاختنــقات المـرورية .. زخات من المطــر تفضح الـبنيـة التحتيـة!!

اعداد / منى الساحلى

مع‭ ‬حلول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬قدرة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأمطار،‭ ‬ومدى‭ ‬جاهزية‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬والسيول‭ ‬المفاجئة‭. ‬فبين‭ ‬ضعف‭ ‬التخطيط،‭ ‬وتراكم‭ ‬الإشكاليات‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬تجد‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬نفسها‭ ‬سنويًا‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬يتكرر‭ ‬دون‭ ‬حلول‭ ‬جذرية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‭ ‬ومصراتة،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬الشريان‭ ‬الأكبر‭ ‬للحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسكانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭…‬

ورغم‭ ‬امتلاك‭ ‬ليبيا‭ ‬شبكة‭ ‬طرق‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬34‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬المعبّدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬منها،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الطرق‭ ‬الثانوية‭ ‬والزراعية،‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬نتيجة‭ ‬ضعف‭ ‬الصيانة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المحاور‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الطريق‭ ‬الساحلي‭ ‬بحالة‭ ‬جيدة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطرق‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬تبقى‭ ‬ضيقة‭ ‬وغير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الكثافة‭ ‬المرورية‭ ‬العالية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬الذروة‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭.‬

وتتصدر‭ ‬ليبيا‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ملكية‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمعدل‭ ‬يقارب‭ ‬490‭ ‬سيارة‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬شخص،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يعكس‭ ‬غياب‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭. ‬هذا‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬يفاقم‭ ‬الازدحام‭ ‬ويزيد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬المتضررة‭ ‬أصلًا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬الشاحنات‭ ‬والمركبات‭ ‬الثقيلة،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الصناعية،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬الطرق‭ ‬وزيادة‭ ‬الازدحام‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭.‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬الازدحام‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭. ‬فالإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3000‭ ‬وفاة‭ ‬نتيجة‭ ‬حوادث‭ ‬المرور،‭ ‬مع‭ ‬آلاف‭ ‬الإصابات‭ ‬الخطيرة‭. ‬وفي‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬سُجلت‭ ‬2‭,‬384‭ ‬حادثة‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬629‭ ‬وفاة،‭ ‬و1‭,‬006‭ ‬إصابات‭ ‬خطيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أضرار‭ ‬مادية‭ ‬واسعة‭. ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تكشف‭ ‬حجم‭ ‬التدهور‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الطرق،‭ ‬وتبيّن‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لا‭ ‬تعاني‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الزحام،‭ ‬بل‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬لحياة‭ ‬المواطنين‭.‬

وتُظهر‭ ‬أولى‭ ‬زخّات‭ ‬المطر‭ ‬سنويًا‭ ‬هشاشة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الليبية،‭ ‬سواء‭ ‬بفعل‭ ‬عمرها‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬الصيانة‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬تجهيز‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭. ‬ففي‭ ‬طرابلس،‭ ‬تتكرر‭ ‬تجمعات‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬رئيسية‭ ‬مثل‭ ‬طريق‭ ‬الشط،‭ ‬طريق‭ ‬السكة،‭ ‬الفرناج،‭ ‬وجنزور،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬مؤقت‭ ‬للطرق‭ ‬وتعطل‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬وتضرر‭ ‬المركبات‭. ‬وفي‭ ‬بنغازي،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬مناطق‭ ‬الهواري‭ ‬والليثي‭ ‬والبركة‭ ‬تواجه‭ ‬انسدادات‭ ‬مزمنة‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬الصرف،‭ ‬رغم‭ ‬أعمال‭ ‬الصيانة‭ ‬المتفرقة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

ويرجع‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬العمراني‭ ‬غير‭ ‬المنضبط‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭. ‬فالبناء‭ ‬العشوائي‭ ‬وتغيّر‭ ‬استخدام‭ ‬الأراضي‭ ‬دون‭ ‬خطط‭ ‬هندسية‭ ‬واضحة‭ ‬شكلا‭ ‬ضغطًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬المصممة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬عدد‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬دراسات‭ ‬الأثر‭ ‬البيئي‭ ‬والهيدرولوجي‭ ‬عند‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬لمواقع‭ ‬تجمع‭ ‬المياه‭ ‬وخطوط‭ ‬الجريان‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬مشاكل‭ ‬الغرق‭ ‬والفيضانات‭.‬

أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإدارية،‭ ‬فتبرز‭ ‬إشكالية‭ ‬غياب‭ ‬الصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬لدى‭ ‬البلديات،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬غالبًا‭ ‬على‭ ‬حملات‭ ‬موسمية‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الشتاء‭ ‬بأسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬برامج‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭. ‬ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬نقص‭ ‬المعدات‭ ‬اللازمة‭ ‬مثل‭ ‬سيارات‭ ‬الشفط‭ ‬والكوادر‭ ‬الفنية‭ ‬المدربة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬بطيئًا‭ ‬وغير‭ ‬فعّال‭. ‬ويعاني‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬مثل‭ ‬البلديات،‭ ‬جهاز‭ ‬المرافق،‭ ‬ومصلحة‭ ‬الطرق‭ ‬والجسور‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬واضح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تداخل‭ ‬الاختصاصات‭ ‬وغياب‭ ‬آليات‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬تعثر‭ ‬المشاريع‭ ‬أو‭ ‬تأخرها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬المتكررة‭ ‬بشأن‭ ‬شبهات‭ ‬الفساد‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬التسيير‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الوضع‭.‬

ورغم‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬جهودًا‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭. ‬ففي‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي،‭ ‬نُفذت‭ ‬حملات‭ ‬تنظيف‭ ‬موسعة‭ ‬للمناهل‭ ‬والمصارف،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أعمال‭ ‬صيانة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متضررة‭ ‬مثل‭ ‬طريق‭ ‬السواني‭ ‬وسوق‭ ‬الجمعة،‭ ‬وتركيب‭ ‬مضخات‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬المنخفضة‭. ‬كما‭ ‬أُطلق‭ ‬مشروع‭ ‬البيانات‭ ‬المكانية‭ ‬‮«‬LSDI‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬موحدة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬والمروري‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬رغم‭ ‬أهميتها،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬محدودة‭ ‬ولا‭ ‬تعالج‭ ‬جذور‭ ‬المشكلة،‭ ‬لأنها‭ ‬تركز‭ ‬غالبًا‭ ‬على‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬الأزمات‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬منعها‭.‬

وفي‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬تحديدًا،‭ ‬يتفاقم‭ ‬الازدحام‭ ‬بسبب‭ ‬تدهور‭ ‬الطرق،‭ ‬وانخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬الرؤية،‭ ‬وتعطل‭ ‬إشارات‭ ‬المرور،‭ ‬وتجمع‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المفترقات‭ ‬الحيوية‭. ‬ففي‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭ ‬مثلًا،‭ ‬تتحول‭ ‬طرق‭ ‬مثل‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬وأبوسليم‭  ‬الهضبة‭ ‬وقرقارش‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬اختناق‭ ‬مروري‭ ‬حادة،‭ ‬وقد‭ ‬يمتد‭ ‬زمن‭ ‬رحلة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬العادية‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬هطول‭ ‬للأمطار‭. ‬ويعود‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬التخطيط‭ ‬الهيكلي‭ ‬للطرق،‭ ‬وعدم‭ ‬توسيع‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬رغم‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬غياب‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬وانتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الوقوف‭ ‬العشوائي‭.‬

ويرى‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬لإدارة‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬وتنظيم‭ ‬المرور‭. ‬فالحلول‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬تقتصر‭ ‬غالبًا‭ ‬على‭ ‬تنظيف‭ ‬المناهل‭ ‬أو‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬بعد‭ ‬تجمعها،‭ ‬تبقى‭ ‬حلولًا‭ ‬ترقعية‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬تكرار‭ ‬الأزمة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬فقط‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف،‭ ‬بل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬نقل‭ ‬عام‭ ‬فعالة،‭ ‬تخفف‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬وتقلل‭ ‬الازدحام‭.‬

ولمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المتراكمة،‭ ‬يقترح‭ ‬المختصون‭ ‬عدة‭ ‬حلول،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬تشمل‭ ‬تنظيف‭ ‬المصارف‭ ‬وصيانة‭ ‬الشبكات‭ ‬وتحديث‭ ‬الخرائط‭ ‬القديمة‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الطرق‭ ‬البالية‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭ ‬واستخدام‭ ‬مواد‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تقلبات‭ ‬المناخ‭. ‬وإطلاق‭ ‬منظومة‭ ‬نقل‭ ‬عام‭ ‬حديثة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الحافلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬وربما‭ ‬خطوط‭ ‬قطارات‭ ‬خفيفة‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للتوسع‭ ‬العمراني‭ ‬لمنع‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬الذي‭ ‬يرهق‭ ‬شبكات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬الطوارئ‭ ‬عبر‭ ‬فرق‭ ‬متخصصة‭ ‬لفصل‭ ‬الشتاء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬ويسرع‭ ‬الاستجابة‭ ‬للأزمات‭.‬

الخلاصـــــــــــة‭:‬

تواجه‭ ‬ليبيا‭ ‬كل‭ ‬شتاء‭ ‬أزمة‭ ‬تتجدد‭ ‬مع‭ ‬أولى‭ ‬القطرات،‭ ‬لتكشف‭ ‬هشاشة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وغياب‭ ‬التخطيط‭ ‬والصيانة‭ ‬المستدامة‭. ‬ورغم‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الجهود‭ ‬الإيجابية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬يتطلب‭ ‬رؤية‭ ‬أعمق،‭ ‬وخطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬تضمن‭ ‬تطوير‭ ‬شبكة‭ ‬طرق‭ ‬وصرف‭ ‬حديثة،‭ ‬وتقديم‭ ‬منظومة‭ ‬نقل‭ ‬متكاملة،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تقليل‭ ‬الزحام،‭ ‬وحماية‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭.‬

الأزمة‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬غيــــــــاب

‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنيـــــــة

مـطـر‭ ‬الـشـتـــــاء‭ ‬وضــعــف‭ ‬الـجـاهــزيـة

الإحصائيات‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3000‭ ‬وفاة‭ ‬نتيجة‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ !!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى