تعتبر الفترة ما بين سبتمبر 2022 وديسمبر 2025 مرحلة مفصلية في تاريخ صحيفة فبراير، حيث شهدت تحولاً جذرياً من الصحافة الورقية التقليدية إلى نموذج «المؤسسة الإعلامية الشاملة». ركزت الاستراتيجية خلال هذه السنوات الثلاث على الموازنة بين الحفاظ على الإرث الصحفي الرصين وبين مواكبة الطفرة الرقمية، بهدف الوصول إلى شريحة أوسع من القراء محلياً ودوليا بل واتسمت هذه الفترة بالتحول نحو «صحافة الملفات»،
وانتهجت صحيفة فبراير خلال هذه الفترة سياسة «الملفات المفتوحة»، حيث تم تخصيص مساحات واسعة لسلسلة من القضايا التي تمس الأمن القومي، والنسيج الاجتماعي، والصحة العامة.
حيث كان أهم ما تم إنجازه في هذه الملفات:
. ملف الصحة «الأورام والأدوية المغشوشة»
ملف مرضى الأورام: خصصت الصحيفة أكثر من 40 تقريراً لمتابعة معاناة مرضى الأورام، مع التركيز على منظومة الإمداد الطبي. تم توثيق النقص الحاد في الجرعات الكيماوية والمطالبة بتفعيل «البطاقة الإلكترونية لمحارب المحاربين» لضمان وصول الدواء لمستحقيه.
ملف الأدوية والرقابة: تم فتح ملف «الأدوية المهربة» و»المغشوشة» التي تدخل عبر المنافذ غير الرسمية، مما ساهم في تحريك لجان الرقابة على الأغذية والأدوية للقيام بحملات تفتيشية
. ملف الشؤون الاجتماعية «الزواج من الأجانب»
التوعية والقانون: ناقشت الصحيفة في سلسلة مقالات الآثار القانونية والاجتماعية المترتبة على زواج الليبيين والليبيات من أجانب، مع التركيز على حقوق الأبناء «ملف منح الجنسية لأبناء الليبيات».
دراسات الحالة: تم نشر قصص واقعية لمشاكل قانونية واجهت عائلات نتيجة غياب الوعي بالإجراءات الإدارية المتبعة في وزارة الشؤون الاجتماعية والخارجية.
. ملف الهجرة غير الشرعية والعمالة الوافدة ملف الهجرة: لم تكتفِ الصحيفة بنقل أرقام الغرقى، بل غاصت في «اقتصاد الهجرة» وشبكات التهريب، مع تسليط الضوء على مراكز الإيواء والتعاون الليبي الأوروبي في هذا الصدد.
ملف العاملات الأفريقيات: فتحت الصحيفة ملفاً حساساً حول العمالة المنزلية الوافدة، وظروف عملهن، والمخاطر الصحية والقانونية المرتبطة بتشغيل العمالة غير المنظمة، ودعت إلى تقنين أوضاعهم عبر مكاتب استخدام رسمية.
. ملف التعليم «أزمة الكتاب المدرسي».
تأخر التوزيع: تابعت الصحيفة سنوياً «مواسم 2022، 2023، 2024، 2025» أسباب تأخر طباعة وتوزيع الكتاب المدرسي، وكشفت عن كواليس العقود والطباعة في الخارج مقابل الداخل.
التحول الرقمي التعليمي: رصدت الصحيفة مدى نجاح بدائل «الكتاب الإلكتروني» والمنصات التعليمية التي أطلقتها وزارة التعليم كحلول مؤقتة.
. ملف الاقتصاد واللقمة المعيشية
تذبذب الأسعار: رصد أسبوعي لأسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية، وفتح ملف «الاعتمادات المستندية» وتأثيرها المباشر على المواطن.
أزمة السيولة: توثيق معاناة المواطنين أمام المصارف واقتراح حلول تقنية «الدفع الإلكتروني» من خلال استضافة خبراء اقتصاديين.
. ملف البنية التحتية والإسكان
مشروعات عودة الحياة: رصد ميداني لمشاريع الطرق والجسور التي نُفذت خلال هذه الفترة، مع تقييم جودة التنفيذ والمدد الزمنية.
ملف التعويضات: متابعة ملف المتضررين من الحروب والحرائق والكوارث الطبيعية«مثل تداعيات إعصار دانيال في درنة والمناطق المجاورة»، وضمان إيصال صوتهم للمسؤولين.
الملاحق الثقافية والفكرية: تمت استعادة بريق الملحق الثقافي من خلال استضافة كتاب ومثقفين ليبيين وعرب، وتخصيص مساحات للمبدعين الشباب، وتوثيق النشاطات الثقافية في كافة المدن الليبية.
تطوير لغة الخطاب: تم تبني سياسة تحريرية تعتمد على الدقة والموضوعية والابتعاد عن خطاب الكراهية، مما جعل الصحيفة مرجعاً موثوقاً لوكالات الأنباء الدولية والمحلية.
ولهذا نعيد ونكرر بان صحيفة فبراير خلال 39 شهراً «من 9/2022 إلى 12/2025» شهدت طفرة في «صحافة الملفات»، حيث تجاوزت التغطية الخبرية التقليدية نحو بناء ملفات متكاملة تلامس هموم المواطن الليبي. تم إنجاز ما يقارب 170 ملفاً أسبوعياً دورياً، بمعدل ملف شامل كل أسبوع، بالإضافة إلى الملفات الطارئة والخاصة.
أولاً: الملفات الخدمية والأمنية «معاناة المواطن»
كانت الصحيفة صوتاً للمواطن في ردهات المؤسسات المزدحمة، وأبرز ما تم إنجازه:
ملف الجوازات «أزمة الازدحام»: رصدت الصحيفة عبر سلسلة تحقيقات معاناة المواطنين في الحصول على جواز السفر، وتابعت آليات الحجز الإلكتروني، مما ساهم في تسليط الضوء على ضرورة فتح فروع جديدة.
ملف الحرس البلدي: تغطية مكثفة لجولات الحرس البلدي في مراقبة الأغذية والصيدليات، وفتح ملف «المجازر غير القانونية» و«المطاعم المخالفة».
ملف الامتحانات: واكبت الصحيفة مواسم الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية، وناقشت ظاهرة «الغش الإلكتروني» وتسريب الأسئلة، مع استضافة خبراء تربويين.
ملف الأخطاء الطبية: ملف جريء تناول قضايا الإهمال الطبي في المستشفيات العامة والمصحات الخاصة، والمطالبة بتفعيل قانون المسؤولية الطبية.
ثانياً: ملفات الصحة والأمن الغذائي
ملف الأورام «الملف الأكبر»: استمر هذا الملف لأكثر من عامين، تتبع فيه الصحفيون المتميزون فى الصحيفة أزمات نقص الجرعات، ومعاناة المرضى في الخارج، وصولاً إلى ملف «توطين العلاج بالداخل».
ملف الأدوية «السعر والرقابة»: ناقشت الصحيفة «جنون الأسعار» في الصيدليات، وتفاوت سعر الدواء بين المدن، وملف الأدوية المهربة التي تهدد حياة المواطن.
ملف الدولار والأسعار «العلالي»: تحت عنوان «الأسعار في العلالي»، رصدت الصحيفة يوميات المواطن مع غلاء المعيشة، وتأثير تذبذب سعر الصرف على السلع الأساسية.
ثالثاً: الملفات الاجتماعية والنفسية
ملف «الشغالات»«العمالة المنزلية»: فتحت الصحيفة ملف العمالة الأجنبية، والمخاطر القانونية والاجتماعية المرتبطة بالاستقدام غير القانوني، وحقوق العاملات.
ملف الانتحار: في طرح مهني وحساس، ناقشت الصحيفة تزايد حالات الانتحار بين الشباب، مع تحليل الأسباب الاقتصادية والنفسية بالتعاون مع مختصين.
ملف السحر والشعوذة: رصدت الصحيفة انتشار هذه الظاهرة في المجتمع، والجهود الأمنية والوعظية لمكافحتها، وتأثيرها على النسيج الاجتماعي.
رابعاً: الملفات الوطنية والدستورية
ملف الانتخابات: متابعة دقيقة لكل مسارات المفوضية العليا للانتخابات، وتوعية الناخب بحقوقه، والعوائق القانونية التي حالت دون إتمام الاستحقاق.
ملف الدستور: فتح باب النقاش حول المسودة الدستورية، واستضافة أعضاء من لجنة الستين لتقريب وجهات النظر للمواطن.
خامساً: ملفات البيئة والتنمية المستدامة
ملف التصحر والبيئة: حذرت الصحيفة من زحف الرمال وتآكل الغطاء النباتي، وناقشت أزمة «تلوث الشواطئ» و«الصيد الجائر».
ملف السيول 2024: تغطية استثنائية للكوارث الطبيعية التي ضربت بعض المناطق، مع رصد لقصور البنية التحتية في تصريف مياه الأمطار.
سادساً: ملفات الهوية، الثقافة، والجمال
ملف «يا طرابلس» و«ليالي المدينة»: ملفات احتفت بجمال العاصمة، وتاريخ المدينة القديمة، وإعادة إحياء النشاط الثقافي في أزقتها
ملف موروثنا الشعبي: توثيق للأزياء، العادات، والتقاليد الليبية المهددة بالاندثار أمام العولمة.
ملف الأغنية الليبية: استعادة لتاريخ الفن الليبي، وحوارات مع قامات فنية، ونقاش حول «هبوط مستوى الكلمات» في الموجات الحديثة.
ملف السياحة والمصايف: رصد لواقع المصايف الليبية في الصيف، وغلاء الأسعار، وغياب الخدمات السياحية في المناطق الأثرية
ملف «صناع المحتوى»: ناقشت الصحيفة تأثير «البلوجرز» والمؤثرين على قيم المجتمع، والفرق بين المحتوى الهادف والمحتوى المثير للجدل.
ملف الرياضة الليبية: بعيداً عن أخبار الملاعب التقليدية، ناقشت الصحيفة «فساد الاتحادات»، وتعثر المنتخب الوطني، وضعف البنية التحتية الرياضية.
إحصائيات الإنجاز «سبتمبر 2022 – ديسمبر 2025»:
عدد الملفات الأسبوعية الكبرى: 170 ملفاً «بواقع ملف كل عدد أسبوعي».
إن صحيفة فبراير خلال هذه الأعوام الثلاثة، تحولت من ناقل للخبر إلى «مختبر للسياسات»، حيث كانت ملفاتها مرجعاً للمسؤولين لاتخاذ قرارات إصلاحية، ومرجعاً للباحثين لتوثيق التحولات الاجتماعية والاقتصادية في ليبيا
دخلت «صحيفة فبراير» عام 2025 وهي تحمل إرثاً صحفياً يمتد
لسنوات، لكن هذا العام كان بمثابة نقطة تحول في كيفية معالجتها للقضايا المحلية الليبية. لم تكتفِ الصحيفة بنشر الأخبار الجافة، بل تحولت إلى منصة استقصائية تركز على القضايا الاجتماعية والخدمية، معززةً تواجدها الرقمي لضمان وصول المعلومة للمواطن الليبي في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.



