إقتصادرأي

الاقتصاد أم قطار الأنفاق؟؟

تفاءل الشعب كثيراً خاصة في العاصمة طرابلس بعد أن فوض وزير اقتصاد بمثل قامة هذا الوزير الأخير والذي له صيت اقتصادي كبير وعتيد وكان المواطن ينتظر قرارات وتحول في سياسة السوق بما يخدم كل المواطنين خاصة الذين يتقاضون مرتبات متدنية حدود ( 450 ديناراً) والذين يجوبون كل الأسواق بحثا عن مواد غدائية أو استهلاكية أو معمرة أسعارها معقولة  تناسب خاصة الفئة الكبيرة النازحة والمهجرة والمتواجدة في طرابلس والمدن الأخرى ولكن اليوم تكاد تكون الأسعار متوافقة مع جشع التجار الكبار والذين مازالوا يهيمنون  على استيراد المواد كل حسب تحكمه في السلعة المتخصص بها في السوق وهو من يحدد أسعارها ولا يمكن أن ينافسه عليها أحد والا سوف يتم القضاء عليه بإنزال الأسعار حتى لا يستفيد التاجر المنافس ويخسر خسارة كبيرة بل لن يفكر في التجارة مستقبلا أو إعادة الكرة مرة أخرى .

إن السلع الملاحظ نزول أسعارها أخيرا ليست بذات أهمية كبيرة ولكن القطع الغيار الهامة والأدوية الخاصة بالأمراض الطويلة الأجل ماتزال تحتفظ بأسعارها المرتفعة ,ويلاحظ المواطن عدم استغنائه عن السلع الأساسية كالمواد الغدائية والسلع المعمرة خاصة بعد ضياع أملاكه وأثاته في هذه الحرب الغاشمة على العاصمة طرابلس الأبية ولديه أطفال يتابعون حياتهم ويحتاجون للوصول لمدارسهم وإقتناء إحتياجاتهم من ملابس وأدوات مدرسية متنوعة وفق المستويات التعليمية المختلفة .

ويظل المواطن ينظر مشدوها لما خرج به وزيرنا العتيد من طرحه لموضوع تخطيط قطار الأنفاق في العاصمة  بدلا من النظر في سبل وضع حدود للتسعيرة المجحفة وخطة ميسرة في كل مناحي الحياة اليوم مما أدى إلى امتعاضه من تمخض عقلية الوزير والذي يحلم بقطار الأنفاق بينما يعجز المواطن  عن شراء مواد غدائية كانت أرخص مما هي عليه اليوم عندما كان الدولار بتسعة وعشرة دينارات  فقنينة زيت الذرة  مثلا كان لا تتعدى (3 دينارات ) بينما علبة معجون الطماطم يتراوح سعرها بين (750 درهما –ودينار واحد) اليوم سعرقنينة الزيت  لم يتحرك عن 5 دينارات وعلبة معجون الطماطم بين دينارين وثلاثة دينارات أحببت أم كرهت والأدوية تتصاعد أسعارها أحيانا بشكل مذهل بدلا من نزولها مع نزول سعر الصرف في السوق الموازي, وقد يدعو إلى الله سبحانه وتعالى صباح مساء الا تتوقف سيارته بسبب عطل فقد يحتاج إلى مبلغ كبير لإصلاحها مع وضع  المواصلات العامة المتوقفة أصلا والتي تعد حلما بسيطا بدل ذلك القطار الذي يتخوف المواطن بإنه سينتظر سنوات عجاف حتى يرى ذلك الحلم الكبير النور مثل قطار المقبور الذي أستمر بنائه  حقب ولم يولد كاملا بل كان عبارة عن أكذوبة خضراء مثل البيض شاكير  الأخضر تماما.

محمد بن زيتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى