إجتماعي

الانتحار للهروب من الواقع

فايزة العجيلي

نسمع‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬أحدهم‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬حياته‭ ‬‮«‬الانتحار‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬آخر‭ ‬قصة‭ ‬سمعتها‭ ‬عن‭ ‬فتاة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬تقطن‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدن‭ ‬القريبة،‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬تأخرت‭ ‬عنها‭ ‬حافلة‭ ‬المدرسة‭ ‬فرجعتْ‭ ‬للبيت،‭ ‬وانتحرت‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭.‬

ويقال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬ذات‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬خلق،‭ ‬وجمال،‭ ‬وعلم،‭ ‬ومن‭ ‬عائلة‭ ‬محافظة،‭ ‬ومعروفة‭.‬

ونظل‭ ‬نتساءل‭ ‬كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬وفيما‭ ‬كانت‭ ‬تفكر؟،‭ ‬وهل‭ ‬قرار‭ ‬الانتحار‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬عقوبة‭ ‬للمنتحر‭ ‬أم‭ ‬هروبًا‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬وفتيات‮ ‬‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬يقدمون‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬حياتهم‭ ‬بهذه‭ ‬السهولة،‭ ‬ودنما‭ ‬تفسير‭ ‬محدد،‭ ‬وواضح‭.‬

تظل‭ ‬ظاهرة‭ ‬انتحار‭ ‬الشباب‮ ‬‭ ‬هروبا‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ .. ‬و‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬الانتحار‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الا‭ ‬نسب،‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬المؤلمة‭ ‬والمزعجة‭ ‬والتي‭ ‬تثير‭ ‬القلق‭ ‬والفزع‭ ‬معا‭ ‬ولماذا‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬التالي‭ . ..‬

قد‭ ‬يعود‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬داخلية،‭ ‬وخارجية‭ ‬منها‭ ‬القلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬فقدان‭ ‬الأقارب،‭ ‬وضغوط‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬صعوبات‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والسعي‭ ‬وراء‭ ‬تحقيق‭ ‬المكاسب‭ ‬الشخصية‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬مادية‭ ‬أم‭ ‬معنوية‭.‬

كل‭ ‬ما‭ ‬ذكرناه‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬بالبعض‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الامل‭ ‬واتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬اعتقادا‭ ‬منه‭ ‬انه‭ ‬الخيار‭ ‬الانسب‭ ‬دونما‭ ‬أي‭ ‬تفكير‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬فيمن‭ ‬هم‭ ‬حوله‭ .‬

من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬أن‭ ‬الانتحار‭ ‬سلوك‭ ‬خاص‭ ‬متعلق‭ ‬بالفردية‭ ‬ومصدره‭ ‬ذاتي‭ ‬ومن‭ ‬صعب‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬خصوصا‭ ‬انه‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬الملاذ‭ ‬الاخير‭ ‬لحل‭ ‬كل‭ ‬المشكلات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الشخص‭ ‬قبل‭ ‬قدومه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬القصير،‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬يمكن‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬لمن‭ ‬يعانون‭.‬

لذا‭ ‬يجب‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬وتقوية‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭  ‬والاجتماعي‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬المناسبة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى