
إنّ عرض البضائع المنتهية الصلاحية في الأسواق لا يعد فقط مخالفة قانونية وأخلاقية، بل يمثل جريمة صامتة بحق المستهلكين. فالمواد الغذائية والسلع التي تجاوزتْ تاريخ صلاحيتها تتحوَّل إلى سموم بطيئة، تحمل في ظاهرها الشكل المألوف للمنتج لكن في حقيقتها تفقد قيمتها الغذائية وتكتسب خطورة صحية قد تؤدي إلى أمراض تسمَّم، أو مضاعفات مزمنة.
ما يثير الاستغراب هو كيف يسمح بعض أصحاب المولات لأنفسهم بتحويل رفوفهم إلى مصيدة لزبائن يبحثون عن غذاء آمن، بينما هم يخفون وراء العروض الوهمية بضاعة بائرة لم تجد طريقها إلى الشراء في وقتها.
إن هذه الممارسات ليستْ مجرد استهتار، بل استهداف مباشر لصحة المجتمع، خصوصًا مع غياب الرقابة الصارمة وضعف وعي المستهلك.
إن مسؤولية التاجر لا تقتصر على الربح السريع، بل تتعداها إلى احترام إنسانية المستهلك وحماية صحته. ومن غير المقبول أن تتحوَّل بعض المتاجر إلى «مستودعات للسموم»، فيما المفترض أن تكون المولات واجهة للثقة والجودة.
من جهته قال أ. جمعة خلف الله :
أنا لا اشتري مثل هذه البضائع لأنها تضر بصحتي، وصحة أبنائي، وتجنبها أفضل لأنني ليستُ بمأمن منها ولأن المادة الغذائية أو الدوأئية فيها تساؤلات تحكم المادة التى بها وعندما أقارب مدة نهاية صلاحيتها لن تكون بالقيمة الغذائية نفسها التى كانت عليها عند بداية الصُنع وعلى المستهلك أن يتجنها حتى يتجنب مضار محتملة مع سوء التخزين …
وحسب رأي السيدة ابتسام علي: أنا ليس ثقة فى البضاعة المستوردة، وهل هناك رقابية ذاتية من المصنع فى حد ذاته؟، وهل يتم فحصها كما ينبغى وآخذ عينات وتحليلها؟، وهل هي صالحة للأكل فنحن كمستهلكين لا نعرف المواد ولا حتى تاريخ الصنع ولا الانتهاء الصالحية، أو تم تغيره والكثير من الأشياء التى دائمًا اتساءل عنها.
لهذا دائمًا احاول أن انتقي الجيد منها لأن البضائع كثيرة اقرأ النشرة التى عليها وأحاول أن ابتعد قدر الأمكان واختيار الطبيعي الحليب الطبيعي، والفواكه والعصائر الطبيعة وأحاول صنع الكيك والخبزة لوحدي لتقليل ضرر المواد الحافظة ولكن يجب على الجهات الرقابية، وأمن الحدود وغيرها مراقبة المواد الغذائية التى تصلنا وحتى التاجر عليه أن يهتم بذلك لأنه فى يوم من الأيام سيحاسب.
وأفادتنا الصحفية فاطمة الثني:
فيما يخص السلع والتى مازال على صلاحيتها شهر أو شهرين أو حتى أكثر عمري ما نأخذها بتاتًا، والتاجر يضعوها فى بداية الاسواق لكي يركز عليها المواطن ويقتنيها، أو قريبة من القاصة ويغروا فى المشتري وللأسف لاحظتُ منذ فترة سواء فى طرابلس، أو غدامس غالبًا ما يشتريها المواطنون الذين لديهم أطفال وهى تسبب أمراض لهؤلاء الأطفال والسلع التى قاربتْ على انتهاء صلاحيتها يفترض سحبها من الأسواق؛ فهناك تايم معين، وخط أحمر فلو افترضنا الجبن، والزبادي، والحليب لو مازال عليهم وقت بسيط على الانتهاء لا اشتريه لاأنه يسبب الأمراض حتى مش وقتية وربما مستقبلية إضافة إلى أنه لا توجد فيها فائدة صحية .
وأتأسف حين أجد النَّاس تشتريها بكثرة ولأطفالهم ولا توجد رقابة من الجهات المنوطة بمراقبة هذه الأشياء وإزالتها ولا يوجد قانون يحمي المواطن.
هيفاء عبد الرزاق قالت :
لا أنكر أنني عند دوخلي للمول أو محل فيه تخفيضات على المواد الغذائية أجد هناك بضائع مكدسه واستراد من دول عربية وغير عربية وفى امكانية أن اشتريها بسعر زهيد لما لا أنا وغير انتظر هذه الفرصة فلا يستطيع احد سوى متوسطى الدخل أو الفقير ومن لديهم اسر كبيرة ولم يحذر أحد من خطورة هذه السلع أو يمانع ذلك واعتقد انه لو انتهى تاريخ صلاحيتها عادي لكن مازال على الانتهاء أيام أو شهر المهم كلها قبل الوقت ويفترض أحد من الرقابة أو الحرس البلدي أو أحد المسؤولين يحدثنا عن ذلك لو في خطورة ويعوا الناس لأن الكثير من الناس تغريها التخفيضات فى كل شيء
سالم قصيعة:
أنا شخصيًا لا أثق في شراء السلع التي تبقى عليها فترة قصيرة من الصلاحية، حتى لو كانت مخفضة السعر. أعتقد أن التجار يضعون هذه السلع في أماكن بارزة لجذب الزبائن، ولكن في الحقيقة هي تشكل خطرًا صحيًا خصوصًا على الأطفال وكبار السن. المفروض هناك رقابة صارمة على هذه المواد وسحبها فورًا من الأسواق، لأن بعض هذه السلع تسبب مشكلات صحية طويلة الأمد.
رنا محفوظ:
كمواطنة وربة منزل، أحرص على فحص تواريخ الصلاحية قبل شراء أي منتج. ولكن المشكلة أن هناك تخفيضات مغرية على سلع انتهاء الصلاحية قريب، وهذا يجعل الكثيرين يشترونها خصوصًا أصحاب الدخل المحدود. للأسف، هذه السلع قد تؤدي لمشكلات صحية مثل التسمَّم أو الحساسية، وأشعر أن الجهات المسؤولة لا تقوم بدورها بشكل كافٍ في حماية المستهلك.
مروان القصبي:
في كثير من الأحيان أجد أن المحال تضع هذه المنتجات في أماكن قريبة من الصندوق لتشجيع الشراء السريع. للأسف، الناس يفضلون السعر على الجودة والصحة، وهذا خطر على الأطفال بشكل خاص. أتمنى أن يكون هناك حملات توعية ورقابة فعلية من الجهات المختصة تحمي المستهلكين من شراء هذه السلع.
ليلى حسن:
«أحيانًا ألاحظ أن بعض المحلات تعرض سلعًا عليها خصومات كبيرة بسبب قرب انتهاء الصلاحية، وهذا يجذبني خاصة وأن الأسعار تكون أقل، لكن بعد تجربتي وجدت أن هذه السلع تسبب لي ولأسرتي مشاكل في الهضم والحساسية. لو كانت هناك رقابة فعلية تمنع بيع هذه المنتجات أو على الأقل توعية المستهلكين، لكان الوضع أفضل بكثير.»
سعيد مصطفى:
«أنا شخصياً أتجنب شراء أي منتج تكون صلاحيته على وشك الانتهاء، لأني أخاف على صحتي وصحة أولادي. للأسف، ليس هناك توعية كافية حول مخاطر هذه السلع، وغالبًا ما يشتريها الناس بسبب الأسعار الرخيصة. يجب على الجهات المعنية فرض قوانين صارمة وسحب هذه السلع من الأسواق بشكل فوري.»
خليفة الاشهب:
أحيانًا لا يكون أمامنا خيار سوى شراء هذه السلع إذا كانت أسعارها مناسبة للميزانية، خاصة للأسر الكبيرة أو محدودة الدخل. ولكن يجب أن تكون هناك شفافية أكبر من المحال حول تاريخ انتهاء الصلاحية، وأن تقدم لنا معلومات دقيقة حول مدى أمان هذه المنتجات.
عمر الكوني:
السلع التي تقترب من انتهاء الصلاحية غالبًا ما تكون غير صحية وتسبب أمراضًا مزمنة. أعتقد أن من حق المستهلك أن يعرف المخاطر المرتبطة بهذه المنتجات، والسلطات يجب أن تشدد الرقابة وتفرض غرامات على المخالفين، ولا تترك المستهلك ضحية للإغراءات السعرية فقط.
قالت د. مروه محمد الطبيب :
تعد سلامة الأغذية والأشربة أحد المتطلبات الأساسية لضمان صحة الإنسان، ومن أجل تأمين هذه السلامة تم ابتكار ما يعرف بفترة الصلاحية.
فترة الصلاحية، هي المسافة الزمنية التي تفصل بين تاريخين، تاريخ إنتاج، أو صنع، أو تعبئة، أو إعداد المادة الغذائية، وتاريخ انتهاء صلاحية المادة الغذائية.
العوامل المحدَّدة لصلاحية المواد الغذائية
أعراض التسمَّم الغذائي
صلاحية عبوات المياه
صلاحية المواد الغذائية المجمدة
هل تتأثر الأغذية مع مرور الوقت؟.
ملاحظات حول انتهاء صلاحية المواد الغذائية.
العوامل المحدَّدة لصلاحية المواد الغذائية
توضع فترة الصلاحية على المنتج في شكل تواريخ هجرية، أو ميلادية أو كليهما معاً، وتختلف طول هذه الفترة بحسب:
طبيعة السلعة.
تركيبها الكيماوي.
خواصها الفيزيائية.
محتواها من الماء.
الحمل الميكروبي الموجود فيها.
درجة حساسيتها تجاه عوامل الفساد المختلفة.
طبيعة العبوة التي توجد فيها، وقدرة هذه الأخيرة على توفير الحماية الضرورية للمادة الموجودة في داخلها على مختلف الصُعد المتعلقة بالنقل والتداول والتخزين.
قد تكون فترة الصلاحية أيامًا معدودة لبعض المنتجات مثل : الألبان ومشتقاتها، وشهورًا لأخرى مثل العصائر : المشروبات، وسنوات ثلاث مثل الأغذية المجففة والمعلبة والمجمدة، وهذه الفترة هي دليل تشريعي غذائي، وفي الوقت نفسه دليل إرشادي للصانع، والتاجر، والمستهلك من أجل ضمان جودة الغذاء، أو المنتج.
وحتى تكون فترة الصلاحية دليلاً أكيداً على جودة المنتج لا بد من تأمين الظروف المناسبة للتخزين والنقل والتوزيع، بدءاً بالصانع، مروراً بالتاجر والبائع، وانتهاءً بالمستهلك، لأنه في حال عدم التقيد بهذه الظروف فإن فترة صلاحية المواد الغذائية تصبح حبرًا على ورق.
والإجابة أنَّ انتهاء مدة صلاحية المواد الغذائية قد يعني بكل بساطة أنَّ المنتج أصبح فاسداً، وليس سليماً صحياً، وبالتالي يجب التخلص منه بأي وسيلة، أما في حال استعماله فقد يسبب عواقب وخيمة، قد تصل حد الموت.
أعراض التسمَّم الغذائي
ومن أكثر العواقب شيوعًا نتيجة انتهاء مدة صلاحية المواد الغذائية هو التسمَّم الغذائي الذي تظهر أعراضه وعلاماته في فترة زمنية قصيرة، وتكون على هيئة :
غثيان.
تقيؤ.
إسهالات.
مغص في البطن.
الحمى.
في بعض حالات التسمَّم قد يتأثر الجهاز العصبي فيحصل الشلل، كـ)التسمم بسم البوتوكس( الذي يصيب المعلبات.