الرئيسيةرصد

التعليم الفني المتوسط .. ضعف الوعي .. تأخرت الميزانية فقـل الاقبال

انتصار ميلاد

يُعد‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬أحد‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع؛‭ ‬فهو‭ ‬أحد‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬لتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واستدامتها‭. ‬

تأتي‭ ‬أهمية‭  ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬كونه‭  ‬يلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الشباب‭ ‬بالمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لدخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭.‬

وفي‭ ‬ليبيا‭ ‬يواجه‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭  ‬تعرقل‭ ‬تقدمه‭.‬

وقد‭ ‬أثرتْ‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭.. ‬

‭ ‬كما‭ ‬تتجلى‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الفني،‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ .. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقصًا‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬التقليدي‭. ‬

فما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط؟

وهل‭ ‬تهتم‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬بإقامة‭ ‬معارض‭ ‬لورش‭ ‬الدريب‭ ‬بالمعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسط؟

وكيف‭ ‬تتحقق‭ ‬جودة‭ ‬وتحسين‭ ‬أداء‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط؟

في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق،‭ ‬سنستعرض‭ ‬أبرز‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أنّ‭ ‬تحسن‭ ‬أداء‭ ‬مراكز‭ ‬التدريب‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭.‬

الأستاذة‭ ‬آمال‭ ‬عمر‭ ‬معلم‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭  ‬طرابلس‭ ‬أجابتْ‭ ‬قائلاً‭ :‬

إن‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتْ‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭  ‬ليبيا،‭ ‬والصراعات‭ ‬السياسية،‭ ‬والأمنية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتأخر‭ ‬صيانة‭ ‬ورش‭  ‬التدريب‭ ‬والمباني‭ ‬التعليمية؛‭ ‬كما‭ ‬سبب‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والمادية‭ ‬كـ‭)‬المعدات‭ ‬والتجهيزات‭( ‬اللازمة‭ ‬للتعليم‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬أداء‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭.‬

وأوضحت‭ ‬قائلة‭ :‬

لقد‭ ‬عانت‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬تأخر‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصَّصة‭ ‬لها‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الأداء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭. ‬وأكدت‭  ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬التمويل‭ ‬والموارد،‭ ‬و‭ ‬قلة‭ ‬الكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬ووجود‭  ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الطلاب‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهميته‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬الإقبال‭ ‬عليه‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬التقليدي‭. ‬وأضافت‭  ‬يتوجه‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭  ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬مديري‭ ‬مكاتب‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬ضعف‭ ‬وتدهور‭ ‬حال‭ ‬معاهد‭  ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭  ‬وعلى‭ ‬إدارة‭ ‬التوجيه‭ ‬والتقويم‭ ‬والقياس‭ ‬إلا‭ ‬إنه‭ ‬رغم‭  ‬مشكلات‭  ‬العمل‭ ‬التي‭  ‬تزدحم‭  ‬عليهم‭ ‬يومياً‭ ‬لكن‭ ‬أغلب‭  ‬المسؤولين‭  ‬يبذلون‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم‭ ‬في‭ ‬حلها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭.‬

كما‭ ‬شدَّدتْ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬صانعو‭ ‬القرار‭ ‬بتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬المتوسطة‭ ‬لأجل‭  ‬ضمان‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬وتوجيهه‭ ‬نحو‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬وفاعلية‭ ‬تامة‭.‬

الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬الهوني‭ ‬مدرب‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬سبها‭ ‬قال‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬مشكلات‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬هي‭ ‬سوء‭ ‬اختيار‭ ‬بعض‭ ‬المديرين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬فن‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة؛‭ ‬بل‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬حال‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬معهد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬فهو‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬سوء‭ ‬اختيار‭ ‬المدير،‭ ‬وكذلك‭ ‬سبب‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬مديري‭ ‬مكاتب‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مدن‭ ‬ليبيا‭ ‬خاصة‭ ‬بلديات‭ ‬الجنوب‭ ‬فبسبب‭ ‬تركز‭ ‬موقع‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬فقط‭ ‬ظهرت‭ ‬مشكلة‭ ‬صعوبة‭ ‬التنقل‭ ‬لأجل‭ ‬مراقبة‭ ‬ومتابعة‭ ‬سير‭  ‬العمل‭ ‬وجودته‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬والتي‭ ‬أغلبها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مبانٍ‭ ‬قديمة‭ ‬وعدم‭ ‬تجديدها‭ ‬بما‭ ‬يلائم‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأيضا‭ ‬أتاح‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬والمتابعة‭ ‬الإدارية‭  ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الغش‭ ‬والواسطة‭ ‬في‭ ‬التعيينات‭ ‬والمحسوبية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ظلم‭ ‬للمعلمين‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حقوقهم‭ ‬المالية‭ ‬وعدم‭ ‬تحصلهم‭ ‬على‭ ‬الفروقات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬معاشاتهم‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬نقابة‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬إلى‭ ‬تحصيلها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رفع‭ ‬قضية‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬لأجل‭ ‬كسبها‭ ‬واسترجاع‭ ‬حقوقهم‭ ‬المالية‭ .‬

وأضاف‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬مشكلة‭ ‬التهميش‭ ‬وعدم‭ ‬تميز‭ ‬ومكافأة‭ ‬المعلم‭ ‬والمدرب‭ ‬المجتهد‭ ‬في‭  ‬إحباط‭ ‬نفسي‭ ‬وحصر‭ ‬عملهم‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭  ‬التقليدي‭ ‬وغياب‭ ‬حافز‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬الذاتي‭ ‬للمعلم‭ ‬والمدرب‭  ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬شرح‭ ‬الدروس‭ ‬للمواد‭ ‬العلمية‭ )‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والتربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬والإبداع‭ ‬والتفكير‭ ‬وإدارة‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغرى‭(‬؛‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ )‬السبورة‭ ‬والكتاب‭(‬،‭ ‬ويركز‭ ‬موجه‭ ‬المواد‭ ‬على‭ ‬إتمام‭ ‬المنهج‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدَّد‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬الظروف‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬شهور‭ ‬الشتاء،‭ ‬وحر‭ ‬الصيف‭ ‬بل‭ ‬وإلى‭ ‬ضعف‭ ‬بعض‭ ‬أداء‭ ‬الموجه،‭ ‬أو‭ ‬المفتش‭ ‬المواد‭ ‬وتغيبه‭ ‬عن‭ ‬عمله‭ ‬وقلة‭ ‬زياراته‭ ‬ومتابعته‭ ‬للمعاهد‭ ‬المحدَّدة‭ ‬لمتابعتها‭ ‬مع‭ ‬المحاباة‭ ‬لبعضهم،‭ ‬أو‭ ‬لسماع‭ ‬شكاوى‭ ‬المعلمين‭ ‬والمدربين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬معاملة‭ ‬الموجه‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬لبعض‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشكلة‭ ‬ضعف‭ ‬بعض‭ ‬المناهج‭ ‬وعدم‭ ‬مرونتها‭ ‬وقابليتها‭ ‬لتطوير‭ ‬وفق‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬والتقنية‭ ‬الحديثة‭.‬

الأستاذ‭ ‬أسامة‭ ‬مغراوي‭ ‬مدرب‭ ‬بالمعهد‭ ‬المتوسط‭ ‬ومن‭ ‬مؤسسي‭ ‬نقابة‭ ‬معلمي‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬قال‭ ‬لقد‭ ‬أعلنا‭ ‬عن‭ ‬إشهار‭ ‬نقابتنا‭ ‬حديثاً،‭ ‬ودعونا‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يحضر‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬مديري‭ ‬مكاتبها،‭ ‬وقمنا‭ ‬بمحاولة‭ ‬إرجاع‭ ‬حقوق‭ ‬المعلمين‭ ‬المتقدمين‭ ‬بملفاتهم‭ ‬لأجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الفروقات‭ ‬المالية،‭ ‬وكسبنا‭ ‬القضية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سعينا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬لنهوض‭ ‬بالتعليم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬ليبيا،‭ ‬ونحن‭ ‬مع‭ ‬المعلم،‭ ‬والمدرب‭ ‬فهو‭ ‬أساس‭ ‬نجاح‭ ‬التعليم‭ ‬الفني،‭ ‬وحاليا‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬ووضع‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬بجودة‭ ‬وكفاءة‭. ‬

وقال‭ ‬المهندس‭ ‬جمال‭ ‬عليوة‭ ‬تخصص‭ ‬مادة‭  ‬الحساب‭ ‬الفني‭ ‬بمعهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬طرابلس‭ :‬

إن‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬هي‭ ‬تأخر‭ ‬صيانة‭ ‬ورش‭ ‬التدريب‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬مواد‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الورش‭ ‬مما‭ ‬سببت‭ ‬قفل‭ ‬بعض‭ ‬الأقسام،‭ ‬وبقاء‭ ‬الآلات‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬دون‭ ‬تشغيل،‭ ‬وهذا‭ ‬إهدار‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ .‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬الإحباط‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬أثّر‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬والتي‭ ‬يرجعها‭ ‬مديرو‭ ‬مكاتب‭ ‬الوزارة‭ ‬ومديرو‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬المال‭ ‬المخصص‭ ‬للأنشطة‭ ‬كإقامة‭ ‬مسابقات‭ ‬بين‭ ‬المعاهد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬وأفضل‭ ‬وسيلة‭ ‬تعليمية‭ ‬وتدريبة،‭ ‬أو‭ ‬منتجات‭ ‬تفيد‭ ‬الطالب‭ ‬المتدرب‭ ‬ويجعل‭ ‬عمله‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭  ‬خاصة‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬اختاروا‭ ‬مهنة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ )‬الكهرباء،‭ ‬أو‭ ‬الرسم‭ ‬المعماري،‭ ‬أو‭ ‬التبريد‭ ‬والتكييف،‭ ‬أو‭ ‬النجارة،‭ ‬والبناء‭ ‬والحاسوب‭ .. ‬وغيرها‭(.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬دراسي‭ ‬لمختلف‭  ‬المهن؛‭ ‬فهي‭ ‬تتيح‭ ‬بعث‭ ‬روح‭ ‬المنافسة‭ ‬والإبداع‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المهن‭ ‬لتجد‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬وتتخلص‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬بدل‭ ‬مشكلة‭ ‬الزوائد‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لموظفين‭ ‬ومعلمين‭  ‬زوائد‭ ‬في‭ ‬المعاهد،‭ ‬والمكاتب‭ ‬التابعة‭  ‬للوزارة‭.‬

وشدَّد‭ ‬عليوه‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تصرف‭ ‬الوزارة‭ ‬المال‭ ‬وتهتم‭ ‬بالبرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المعلمون‭ ‬والمدربون‭ ‬التابعين‭ ‬للمعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬ولا‭ ‬تهمش‭ ‬مقترحاتهم،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬مستمر‭ ‬ويشمل‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬قال‭ ‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬المحجوبي‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬طرابلس‭ ‬وأيضاً‭ ‬عضو‭  ‬نقابة‭ ‬معلمين‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭:‬

‭ ‬لنا‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملنا‭ ‬بالمعهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط،‭ ‬ويأسفنا‭  ‬حال‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬جلها‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭.‬

وأوضح‭ ‬قائلاً‭ ‬بخصوص‭ ‬مشاركة‭ ‬وإشراف‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬م‭  ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬لنا‭ ‬جولة‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬المعرض‭ ‬فلفت‭  ‬الانتباه‭ ‬حجم‭ ‬المشاركات،‭ ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬السؤال‭ ‬مَنْ‭ ‬هم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬المعرض؟‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اختيارهم‭ ‬ومشاركتهم‭  ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني،‭ ‬أي‭ ‬وزارتنا‭ ‬نحن‭  ‬المعلمين‭ ‬في‭  ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسط‭.‬

‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬مؤسسات‭  ‬التعليم‭ ‬الفني؟،‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬أنشطة‭ ‬ورش‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحدث؟‭ ‬فأين‭ ‬مشاركة‭ ‬ولو‭ ‬نص‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬التي‭ ‬عددها‭ ‬‮«‬400‮»‬‭ ‬معهد‭ ‬على‭ ‬مستوي‭ ‬ليبيا‭ ‬؟‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬مخرجاتهم‭ ‬وأين‭ ‬هي‭ ‬مشاركاتهم‭ ‬

وتساءل‭ ‬المحجوبي‭ ‬لماذا‭ ‬يحظى‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬بهذه‭ ‬الحفاوة،‭ ‬وهذا‭ ‬الاهتمام؟؛‭ ‬فأغلب‭ ‬المشاركين‭ ‬قطاع‭ ‬خاص،‭ ‬ومن‭ ‬تونس،‭ ‬وبلد‭ ‬أجنبي‭ .. ‬كما‭ ‬تساءل‭ ‬هل‭ ‬الإمكانات‭ ‬المالية،‭ ‬واللوجستية‭  ‬لوزارتنا‭ ‬نحن‭ ‬معلمو‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬مسخَّرة‭ ‬فقط‭  ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬اعتمد‭ ‬نشاط‭ ‬الوزارة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬معرض‭ ‬خاص‭ ‬ويكون‭  ‬أهم‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭.‬

موضحًا‭ ‬لمن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الإجابة‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬جودة‭ ‬وأداء‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسط‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أغلب‭ ‬مدن‭ ‬ليبيا‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭.‬

وقال‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭  ‬التي‭ ‬منها‭  ‬لماذا‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬ضعيفة،‭ ‬ولمن‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة؛‭ ‬فالإجابة‭ ‬واحدة‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬أرض‭ ‬معرض‭ ‬طرابلس‭ ‬الدولي،‭ ‬وهي‭ ‬اهتمام‭ ‬وزارتنا‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتهميش‭ ‬أنشطة‭ ‬ورش‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬كقطاع‭ ‬عام‭.‬

وأكد‭ ‬إن‭ ‬استمر‭ ‬عمل‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬إدارات‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والفني‭ ‬هكذا‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فهذا‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬واقع‭ ‬التعليم‭ ‬والتنبؤ‭ ‬بانهياره‭ ‬وفشله‭ ‬كما‭ ‬فشل‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬وتوقفه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭.‬

وختم‭ ‬قائلاً‭ : ‬نحن‭ ‬ينطبق‭ ‬علينا‭ ‬المثل‭ )‬نسمع‭ ‬جعجعة‭ .. ‬ولا‭ ‬نرى‭ ‬طحينًا‭(.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬أستاذ‭ ‬حسين‭ ‬مرادي‭ ‬موجه‭ ‬في‭  ‬المعهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬الخمس‭ : ‬لقد‭ ‬زرتُ‭ ‬أروقة‭ ‬معرض‭ ‬طرابلس‭ ‬الدولي‭ ‬للتعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬الذي‭ ‬افتتح‭ ‬من‭ ‬أسبوعين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تجوالي‭ ‬فيه‭ ‬لاحظتُ‭ ‬غيابًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لمشاركات‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬وكذلك‭ ‬أغلب‭ ‬المعاهد‭ ‬العليا‭ ‬باستثناء‭ ‬معهد‭ ‬المهن‭ ‬الزراعية‭ ‬القصيعة‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬بحفارة‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬لهم‭ ‬مني‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬المشاركين‭ ‬هم‭ ‬شركات‭ ‬تدريب‭ ‬خاصة‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية‭.‬

مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بالوجه‭ ‬الفعلي‭ ‬والمطلوب‭.‬

وتساءل‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬من‭ )‬412‭( ‬عدد‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬نجد‭ ‬معهدًا،‭ ‬واحدًا‭ ‬مشاركًا‭ ‬فقط‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ .. ‬اترك‭ ‬لكم‭ ‬التعليق‭ ‬للقراء‭ ‬الأفاضل‭.‬

أستاذ‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬ناشط‭ ‬حقوقي‭ ‬قال‭ :‬

بصفتي‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬أتكلم‭ ‬بكل‭ ‬حرقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭  ‬عامة،‭ ‬وأصبحتْ‭ ‬ليبيا‭ ‬طبقات‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬المال‭ ‬يتعلم،‭ ‬ومَنْ‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬المال‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الضريبة،‭ ‬وإن‭ ‬اللوم‭ ‬على‭  ‬الرقابة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين،‭ ‬وغيب‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وضعف‭ ‬رسم‭ ‬الخطط‭  ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التردي‭ ‬للمنظومة‭ ‬التعليمية‭  ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬فساد‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬عامة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ثورة‭ ‬للتصحيح،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭  ‬توفير‭ ‬الإمكانات‭ ‬المالية‭ ‬لصيانة‭ ‬المعاهد‭ ‬المتوسطة،‭ ‬وتوفير‭ ‬مواد‭ ‬الخام‭ ‬واختيار‭ ‬المدير‭ ‬الكفء‭ ‬والموجه‭ ‬المثالي،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬المفتش‭ ‬التربوي‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عمله‭ ‬باحترافية‭ ‬تامة‭  ‬واستمرار‭ ‬برامج‭ ‬التدريب،‭ ‬وإقامة‭ ‬المعارض‭ ‬والمسابقات‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭  ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬وتطوير‭ ‬المناهج،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الغش‭ ‬وتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬على‭ ‬المتغيبين‭ ‬عن‭ ‬عملهم‭  ‬وإعطاء‭ ‬الحقوق‭ ‬المالية‭  ‬للمعلمين‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬يكمل‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬البشرية،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬الطالب‭ ‬بسيارة‭ ‬فخمة‭ ‬والمعلم‭ ‬يعني‭ ‬تعطل‭ ‬سيارتهو،‭ ‬ويستنجد‭ ‬بالطالب‭ ‬الثري‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعب‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬وزارته‭ ‬له‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى