رأي

الدولار‭ ‬والإ‭ ‬التجار

معمر‭ ‬الزايدي

لستُ‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وخبرائه‭ ‬ولا‭ ‬أدعي‭ ‬أني‭ ‬درسته‭ ‬أو‭ ‬قدمتُ‭ ‬فيه‭ ‬بحثاً‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬ملم‭ ‬نسبياً‭ ‬بقدر‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬معاني‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسوق‭ ‬وغيرها‭ ‬بمعنى‭ ‬‮«‬عندي‭ ‬فكرة‮»‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬لكوني‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬ربي‭ ‬يعرفوه‭ ‬بالعقل‮»‬‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬حتى‭ ‬أنا‭ ‬‮«‬نفهم‭ ‬في‭ ‬البيجو‮»‬‭ ‬كالكثيرين‭ ‬الذي‭ ‬تضج‭ ‬بهم‭ ‬الساحة‭ ‬بمختلف‭ ‬منابرها‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬مختلفاً‭ ‬معهم‭ ‬وعنهم‭  ‬زمان‭ .. ‬وليس‭ ‬بالزمان‭ ‬البعيد‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ ‬تلت‭ ‬حروب‭ ‬الإخوة‭ ‬الأعداء‭ ‬بعد‭ ‬2014‭ ‬تحديداً‭ ‬وبعد‭ ‬عمليات‭ ‬تذكرني‭ ‬بسبيستون‭ ‬قناة‭ ‬شباب‭ ‬المستقبل‭ ‬مثل‭ ‬البرق‭ ‬الخاطف‭ ‬ورعد‭ ‬الفضاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسميات‭ ‬التى‭ ‬لسنا‭ ‬هنا‭ ‬بشأنها‭ ‬بقدى‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬بشأن‭ ‬نتائجها‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تهجير‭ ‬وقتل‭ ‬وتبدل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وارتفاعات‭ ‬مجنونة‭ ‬للدولار‭ ‬بالإضافة‭ ‬لفقدان‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬بما‭ ‬صاحب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬فاسدة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وجميع‭ ‬مرافق‭ ‬الدولة‭ ‬‭.. ‬غياب‭ ‬أو‭ ‬إنعدام‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬جعل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬وبالتالي‭ ‬بادر‭ ‬الى‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬متطلباته‭ ‬والسعي‭ ‬مه‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬التي‭ ‬إستغل‭ ‬التجار‭ ‬قدسيتها‭ ‬وضرورتها‭ ‬ومارسوا‭ ‬أبشع‭ ‬وسائل‭ ‬الإستغلال‭ ‬والتغول‭ ‬والمتاجرة‭ . ‬أذكر‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نشتري‭ ‬التموين‭ ‬‮«‬السبيزا‮»‬‭ ‬بالشيك‭ ‬المصدق‭ ‬تكرمًا‭ ‬من‭ ‬التاجر‭ ‬بزيادة‭ ‬وصلت‭ ‬لحد‭ ‬60‭% ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬الكاش‭ ‬ثم‭ ‬انخفضتْ‭ ‬تدريجيًا‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬وتفعيل‭ ‬بطاقات‭ ‬السحب‭ ‬الذاتي‭ ‬لتصل‭ ‬هي‭ ‬وبطاقة‭ ‬الـATM‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬الـ15‭%. ‬واختنق‭ ‬السوق‭ ‬بإنخفاض‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬للناس‭ ‬‮«‬بيش‭ ‬يشروا‮»‬‭.. ‬قمحت‭ ‬يعني‭ ..‬فبادر‭ ‬السراج‭ ‬باستصدار‭ ‬منحة‭ ‬‮«‬أرباب‭ ‬الأسر‮»‬‭ ‬بالدولار‭ ‬بسعر‭ ‬المصرف‭ ‬كتنفيس‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬والمواطن‭ ‬واستحداث‭ ‬نافذة‭ ‬للسيولة‭ ‬تحرك‭ ‬ولو‭ ‬نسبيًا‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المشلول‭ ..‬

حاصيلتوا‭ .. ‬بدأ‭ ‬الدولار‭ ‬يرقي‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬دينارات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬في‭ ‬ذروته‭ ‬إلى10دينارات‭ ‬متراوحًا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬فوق‭ ‬وتحتها‭ . ‬أتذكر‭ ‬أن‭ ‬باكو‭ ‬الحليب‭ ‬الإيطالي‭ ‬late‭ ‬وهو‭ ‬حليب‭ ‬درجة‭ ‬أولى‭ ‬كان‭ ‬والدولار‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬التسعة‭ ‬دينارات‭ ‬يساوي‭ ‬10دينارات‭ ‬ونصف‭ ‬للستيكة‭ ‬بها‭ ‬6‭ ‬باكوات‭ ‬وقد‭ ‬يزيد‭ ‬أو‭ ‬ينقص‭ ‬تقريبا‭ ‬دينارين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬يعني‭ ‬سعر‭ ‬الباكو‭ ‬يتراوح‭ ‬مابين‭ ‬2دينار‭ ‬إلى‭ ‬3دينارات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬والدولار‭ ‬وصل‭ ‬ذروته‭ ‬ب10دينارات‭  ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬‭.‬

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬وبمجرد‭ ‬إنخفاض‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬أو‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬ووصوله‭ ‬الى‭ ‬‮«‬تحديدا‮»‬‭ ‬6‭.‬50‭ ‬دينار‭  ‬يرتفع‭ ‬سعر‭ ‬نفس‭ ‬باكو‭ ‬الحليب‭ ‬ليصل‭ ‬الى‭ ‬ال8‭ ‬دينارات‭ ‬وأكثر‭ ‬ويختلف‭ ‬سعر‭ ‬البيع‭ ‬بالكاش‭ ‬عن‭ ‬الشيك‭ ‬والبطاقة‭ .‬

وكلنا‭ ‬عشناه‭ ‬الوضع‭ ‬هذا‭ .. ‬وهذا‭ ‬عجيب‭ .. ‬فلو‭ ‬أن‭ ‬لارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬علاقة‭ ‬بسعر‭ ‬السلع‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬ومباشر‭ ‬لرأينا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ولكن‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬وجشع‭ ‬التجار‭ ‬ولم‭ ‬تنخفض‭ ‬ولن‭ ‬تنخفض‭ ‬بإنخفاض‭ ‬الدولار‭ ‬وارتفاعه‭. ‬فالمعروف‭ ‬والبديهي‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار‭ ‬يعني‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ .‬فلماذا‭ ‬حدث‭ ‬العكس‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ .‬

برأيي‭ ‬وبإعتباري‭ ‬‮«‬نفهم‭ ‬فالبيج‮»‬‭ ‬إن‭ ‬مشكلة‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬التجار‭ ( ‬الفجار‭ ) ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الدولار‭ ( ‬المحتار‭) ‬التجار‭ ‬هم‭ ‬لصوص‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬الذين‭ ‬تحصلوا‭ ‬على‭ ‬الإعتمادات‭ ‬ليجلبوا‭ ‬لنا‭ ‬حاويات‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬القمر‭ ‬والمريخ‭ ‬و‭ ‬رشاد‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬زحل‭ ‬ورأيناهم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬كونوا‭ ‬الثروات‭ ‬كما‭ ‬كونها‭ ‬تجار‭ ‬الحروب‭ ‬ولصوص‭ ‬الأوطان‭. ‬وأطلقوا‭ ‬للمواطن‭ ‬شعار‭( ‬مشكلتك‭ ‬من‭ ‬الدولار‭  ‬بينما‭ ‬الحقيقة‭ ‬يابن‭ ‬البلد‭ .. ‬مشكلتك‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الفجار‭ . ‬وعصبني‭ ‬كان‭ ‬جاب‭ ‬لك‭ ‬رأس‭ ..‬

وشوطي‭ ‬كان‭ ‬جاب‭ ‬لك‭ ‬دوارة‭ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى