منذ عدة أسابيع، أعلنت شركة جوجل عن نموذجها «AlphaEvolve»، ومن خلال ما نعرفه عنه إلى الآن، فإنه توصل بالفعل لنظام يمكنه من تطوير نفسه بنفسه، ويرى عدد كبير من المطورين والخبراء أننا لا يفصلنا الكثير قبل أن نصل لما يُعرف بـمرحلة ال «Singularity»، أي أن الذكاء الاصطناعي سيتخطى مستوى الذكاء البشري لدرجة أننا سنكون غير قادرين على فهم كيفية عمله، وبالتالي التحكم به. ما يُزيل مخاوفنا هو أننا سنتمكن عندها من الوصول لحلول لمشاكل كبرى، من أهمها الأزمة المناخية والأمراض المستعصية…إلخ. قد تبدو هذه النظرة مفرطة في التفائل، ولكن السؤال الأهم الذي قد يُطرح هنا هو: هل من الممكن أن يصل هذا الذكاء إلى مستوى الوعي البشري، أي القدرة على استيعاب الواقع والإحساس بالجمال والتعبير عنه كما نُعبر عنه نحن البشر من خلال الفنون المختلفة، وعلى رأسها الأدب؟ لو تعمقنا قليلاً بالكيفية التي يعمل بها هذا الذكاء في إنشاء النصوص الإبداعية، يمكننا أن نعرف أنه يشتغل من خلال تدربه على النصوص المختلفة التي كُتبتْ من قبل مؤلفين وكتّاب بشر، وهو يطور من نفسه ويحاول أن يُحاكي ويُولّد ما يُشابهها في ما يُعرف بـ «النماذج اللغوية»، أي القدرة على تعلم أنماط الكتابة من خلال مليارات الكلمات الموجودة سلفًا،وبالرغم من أنّ هذه الطريقة تنفي عنه صفة الإبداع تمامًا، إلا أنها قادرة على التأثير في قرّائها بدرجات متفاوتة وربما لدرجات يصعب تمييزها عن نصوص بشرية، ويوجد العديد من الاختبارات الموجودة على الانترنت أو الدراسات الجامعية التي كانت نتائجها صادمة.