الرجل الذي قال: لا .. !! للناجي الحربي
حدثني صديقي الصحفي وكان رئيس تحرير مجلة ليبية مرموقة تتم طباعتها في مصر.. كان يسافر كل شهر حاملا معه مواد المجلة وخريطة إخراجها.. يقوم بتسليمها للمطبعة.. ثم يضع رجلا على رجل في المقهى الملاصق للمطبعة ينتظر الانتهاء من طباعتها وتغليفها ومن ثم شحنها .. قال لي: الموسيقى في الشارع تسمعها من الباعة المتجولين وأصحاب المقاهي والمحال التجارية .. فمن الشارع المصري تستطيع أن تسجل انطباعك عن حياة المصريين..
قال لي: اقترب مني أحد الباعة المشهورين بصناعة النكتة في ذلك الحي وهمس في أذني قائلا: أبي الوحيد في مصر الذي قال للريس عبدالناصر: لا..!!
فزع صاحبنا وكانت وقتها القبصة الأمنية شديدة جدا لدرجة أن المواطن المصري يخاف من ظله.. فقال: قلت والخوف ينتابني: وماذا حدث لوالدك بعد أن قال لا؟!!
وبروح الفكاهة قال البائع وهو في حالة هستيرية من الضحك: مشيت فين يا فندم.. أبوي آل لعبدالناصر: لا للاستعمار.. وغير هذه العبارة ما آلش حاجه تانية..
قال صديقي: أنفجرت ضاحكا وقلت في ذات نفسي.. الشعب المصري يصنع النكتة السوداء في قالب ساخر.. لكنها قوية التأثير على الرأي العام..