
فنان من العيار الثقيل بكل المقاييس، وذو حس مرهف عشق الغناء منذ نعومة أظافره، فريد بقامة صوته يعبر عن إبداعه وخياله من خلال أعماله بمختلف الانماط الموسيقية، ولد وترعرع وسط أسرة فنية استطاع بصوته الشجي وألحانه الراقية أن يعبر بالأغنية الليبية حدود الوطن لتصل إلى قلوب كل العرب حين يغني يطرب مَنْ يسمعه وهو من الرموز الموسيقية، قدَّم الكثير للساحة الفنية الليبية والعربية له أعمال غنائية رائعة وضع لمسته الخاصة على الأعمال الموسيقية والحقيقة لا نجد وصفًا يوازي صوت هذا النجم الكبير رغم أنه كان قليل الكلام أثناء الحوار إلا أنه يملك روح الفكاهة، وخفة دم، له خبرة واسعة في المجال الفن ولا ننسي أنه عازف متمكن على معظم الالات الموسيقية إلا أن العود كان يلازمه ويرافقه في كل الأوقات تفنَّن في التأثير على القلوب والمشاعر وما يسعنا أن نقول عنه إلا انه نجم ٌيتلألأ في سماء الموسيقي الليبية والعربية كما انه تميز بأصالته الشرقية وشغفه للموسيقى ليكون نموذجًا للفنان الذي يحمل هوية وطنه في كل عمل يقدمه ومقابل هذا الجهد والعطاء نرفع له القبعة على كل ما قدمه من أعمال مميزة ضيفنا هو الفنان الراقي والكبير )الشاب الجيلاني(.
ما رأيكَ بالأغنية الليبية الآن، وهل بدأتْ تأخذ مكانها بين الأغاني العربية أم أنها مازالت تفتقد للكاتب والملحن أو لكَ رأي آخر؟
بكل أسف مازالتْ الأغنية الليبية لم تنتشر على نطاق واسع وبالطريقة الصحيحة كغيرها من الأغاني العربية الأخرى ويرجع هذا لعدم وجود شركات إنتاج حقيقية تدفع بالأعمال الليبية لتصل للساحة العربية، وتكتسح الفن من كل النواحي، وترصد مكانها مثلها مثل أي أغنية عربية ولكن يظل سوء كفاءة المسؤولين حول الثقافة في ليبيا هو نتاج ما تحصده الأغنية الليبية الآن فإن أردنا أن تنجح الأغنية الليبية علينا أن ندعمها بإنتاج ممتاز يساعدها في انتشار بعد ذلك لدينا أعمال جميلة وكلمات رائعة ولكن يظل الانتاج على هذه الأعمال هو العائق الوحيد الذي يقف ضد انتشارها عربيًا
أغنيات )أنتِ أنا، وبتروحي واحشني ياحبيبي(، وعديد الأعمال الجميلة التي غنيتها ومازال الجمهور يحبها ويرددها رغم مضي عدة سنوات ومزال الجمهور يعشقها فلماذا بعض الفنانين تختفي أعمالهم فجأة؟
مع الأسف نحن في حالة هبوط للكلمة واللحن ويعود هذا السبب لظهور الأغنية التي تجتاح الساحة الفنية من أصحاب «السوشل ميديا» دون أن يراعوا أهم خطوط الاساسية للأغنية ولكن ما يصح إلا الصحيح فلن تظل سوى الأغنية الجيدة، والثابتة سواء من كلمات أو ألحان فهي التي ستعيش على مر الزمن إما كغيرها من الأغاني ستكون محظ النسيان في أوانها ليس إلا كما أنه يعود السبب في نجاح الأغاني الجيدة لكلمات والألحان الأغنية وتنفيذها من ناحية الموسيقية.
ما سبب ابتعادكَ عن الإعلام المقروء، أو المرئي هل كان خيارًا متعمدًا؟
ليس بالضبط !! وبصراحة أقولها ليس عزوفًا مني عدم الظهور بالإعلام أو قاصدًا ذلك ولكن الذي نراه الآن يطفو على الإعلام لا يشجع على الظهور وبسبب تراجع مستوى بعض البرامج وربما الابتعاد قليلاً عن الساحة الفنية يجعلكَ ترتب أفكارك رغم ذلك احافظ على تواصلي مع جمهوري واحرص على تقديم الجديد لهم فجمهوري غالٍ علي قلبي اريده دائمًا أن يعرف كل جديد عني وأخباري الفنية التي يجب أن يظلوا على معرفة ودراية بها
«طبعًا اغار» كلمات نستنبط منها رصانة الشاب الشرقي وحرصه على الحبيب فكيف هو الحال مع الجيلاني ؟
هذه الأغنية هي من كلمات الشاعر العراقي المرحوم كريم العراقي وألحان الفنان الليبي محمد الصادق كلماتها تدل على غيرة العربي على عرضه وشرفه لأن الغيرة هي ملح الحب كما أنني غيور جدًا فأنا شاب ليبي شرقي يملك من مواصفات الشاب الرصين والمحترم وشجاعة والغيرة على بلده وأهله وأرضه وعرضه.
اختفيتَ فترةً عن الساحة الفنية فما سبب ؟
أحيانًا الابتعاد قليلاً ضروريًا بسبب الوسط الفني السيء في العموم ولكنَّني لا استطيع الابتعاد أو الاختفاء فكل ما يهمني جمهوري الذي يلازمني دائمًا ويتابعني في كل أعمالي
منذ فترة قدمتَ عملاً بعنوان )واضح( لاقي صدى ونجاحًا لافتًا بين النَّاس حدثنا عن هذا العمل؟، وما الذي ميزه؟
«واضح» من كلمات الشاعر عماد حامد، وألحان الفنان حكيم الجيلاني، وتوزيع الموسيقي محمود الشاعري جرى تصويرها داخل ربوع ليبيا الحبيبة؛ حيث جسد العمل مجموعة من الشباب الموهوبين المميزين بقدرات عالية وحرفية وقد سلطنا الضوء على هذه الطاقات الإبداعية الواعدة وابراز أعمالهم بما يواكب تقنيات الصورة الحديثة وتكنولوجيا من مختلف الزوايا والنتيجة كانت عملاً بصريًا وموسيقيًا نال اعجاب الجمهور وحظي بانتشار واسع على المنصات المختلفة ومن هنا اجدَّد شكري وامتناني لجمهوري الذي كان ومازال الداعم الاكبر لمسيرتي.
برايكَ ماذا تحتاج الأغنية الليبية لتصل إلى المنافسة العربية ؟
الأغنية الليبية لا تحتاج لشيء حتي تثبت مكانتها على العكس هي معروفة لدى الجميع فهي أغنية بالكلمات واللحان المتميزة ولكنها تفتقر الي شركات إنتاج ضخمة وقوية وتمتلك خطط تسويقية مدروسة تدفعها الي العالمية علي نطاق واسع ايضا فلو تحقق كل ذلك ستصبح الاغنية الليبية تفوق إنتاج وتسويق الاغاني العربية فنحن لدينا فن عريق يحتاج إلى دعم حقيقي ليس الا
هل تم تكريمكَ محليًا أو عربيًا؟
تم تكريمي عربيًا كما تم منحي سفير الفن العربي سنة 2004 وأنا فعلاً سعيد بهذا التكريم العربي
«وعيوني سهاري» فلكلور ليبي وكان بوابتك إلى الجمهور العربي كيف تصف هذا النجاح؟
كانتْ هذه الأغنية محطة فارقة في مسيرتي فقد كانت آخر ما سجلته في البومي الأول ولاقتْ نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا عربيًا، وهي من كلمات علي السني، ولحن فلكلور ليبي وتوزيع موسيقي الفنان حميد الشاعري وبكل صراحة كنا قد توقعنا نجاحًا كبيرًا لها مما جعلني افتخر بقدرتي على تقديم عمل يعبر عن هويتي الليبية لذا فهذه الاغنية كانت بمثابة الحظ السعيد ليَّ.
الجميع يعرف الفنان حسين الجيلاني او الشاب الجيلاني كما هو معروف عنه والنجاح الذي حققته فلو طلبنا منك بطاقة تعريف لك ليعرفك الجمهور اكتر فماذا ستقول؟
الجيلاني فنان ليبي يعتز ببلده وتراثه كافح وتابر من اجل طموحه الذي لم يفارقه لحظة وسعي في المضي قدما نحو سلم الغناء والنجومية لم يكن ذلك بالأمر السهل والهين ولكن بالصبر والاصرار حققت ما رسمته من خطوط عريضة في بداية مشواري الفني ورغم سوء معترك الفن الذي كان يحيط به الا انني حققت ما سعيت اليه وهذا جاء بفضل جمهوري الغالي الذي كان يدعمني منذ ظهور اول اعمالي لهم
ما هي الآلة الموسيقية التي تجيد العزف عليها ببراعة؟
أُجيد العزف على معظم الآلات الموسيقية إلا إنني اعشق آلة «العود»، وماهر بالعزف عليه كما أنه رفيق دربي وملاذي اينما ذهبت.. فكلما عزفت على اوتار العود أجد راحتي معه ورغبتي بالاستمرار في العزف وأي شخص يحتاج أن يسمع العزف وكما يقولون الموسيقي علاج الروح وبلسم المشاعر.



