
أصبحتْ مخاوف المواطنين من قدوم فصل الشتاء وما يصحبه من أمطار غزيرة.
هذه المخاوف لا تأتي من فراغ، بل نتيجة لتجارب مريرة كل سنة تتكرر المشاهد نفسها، فما بين برد قارس، وأمطار غزيرة، وشوارع تُغرقها المياه، وطرق رئيسة تتحوَّل إلى بحيرات، وكهرباء تنقطع لساعات طويلة.
هذه ليستْ مجرد أضرار عابرة، بل هي معاناة حقيقية تزيد من أعباء المواطنين، وتُعطّل حياتهم اليومية، وتُعرّضهم للخطر.
ويبقى السؤال الأبرز ما هي خطط المسؤولين لمواجهة هذه الأضرار؟، وهل ستكون الاستعدادات كافية لحماية المواطنين وممتلكاتهم؟، أم أن فصل الشتاء سيأتي هذا العام ليؤكد مرة أخرى أن الوعود الحكومية لا تتجاوز حدود التصريحات، وأن المواطن هو من يدفع ثمن الاهمال والتقصير؟!.
صحيفة فبراير قامتْ باستطلاع آراء الموطنين ليحكوا عن مخاوفهم بقدوم فصل الشتاء..
عبد القادر البدوي :
عندي تجربة قاسيةمع قدوم فصل الشتاء أولاً انسداد قنوات، وتصريف المياه هذا مش حاجة جديدة في عديد المدن الليبية خاصة طرابلس لأن مجري الماء قديم وغير قادر على استيعاب كميات الأمطار الغزيرة التي تهطل في فترة قصيرة مما يؤدي انسداد القنوات إلى تجمع المياه بكميات كبيرة على الطرق، مما يجعلها غير صالحة للسير.
الأمطارُ تتسبب في تشكل برك مياه كبيرة تغمر الطرق السريعة والجسور، مما يعيق حركة المرور بشكل تام ويشكل خطرًا على سلامة السائقين، ومركباتهم، وهذا ما حدث ليَّ السنة الماضية تحديدًا في السريع منطقة تاجوراء كانتْ الأمطار بسيطة فجاءةً زادتْ قوتها، وجدتُ نفسي غارقًا في السيارة خرجتُ من الشباك، ثم صعدتُ فوق السيارة وبقيتُ أكثر من عشر ساعات إلى أن وصلتْ سيارات الشفط بعد أن خسرتُ سيارتي لعدم وجود حلول لمشكلة ليستْ بجديدة، وتتكرر كل شتاء، لكن الحكومات المتعاقبة لم تقدم حلولاً جذرية لهذه المشكلة.
يتم عادةً الاعتماد على حلول مؤقتة مثل شفط المياه، بدلاً من صيانة وتحديث شبكة الصرف الصحي.
هنادي التاورغي :
في بعض المناطق يمكن أنَّ تؤدي الأمطار الغزيرة إلى جريان السيول في الأودية، مما يشكل خطرًا على الأحياء القريبة منها، ويتطلب إغلاق الطرق المؤدية إليها لضمان سلامة المواطنين.بشكل عام، ويعد إغلاق الطرق السريعة عند هطول الأمطار إجراءً وقائياً لضمان سلامة المواطنين، وهو يعكس في الوقت نفسه الحاجة الماسة إلى إصلاح وتطوير البنية التحتية.
الصيد الورفلي :
يمثل فصل الشتاء بالنسبة ليَّ فصلًا مخيفًا لأنني مررتُ بتجربة مخيفة اتلفتْ فيها سيارتي التي اشتريتها بالأقساط المحرك اتصكر بسبب دخول الماء، وأنا عاجزٌ عن فعل أي شي، الشوارع غارقة والسبب تهالك البنية التحتي، لذلك اتمنى أن يستيقظ المسؤولون ويضعوا خططًا لتفادي هذه الحوادث بدل اغلاق المدارس وتعطيل الدراسة والأعمال.
جلال السنوسي :
السبب الرئيس لكل ما يحدت من وجهة نظري في فصل الشتاء من مائسي لكل منزل يقع في منطقة لا توجد بيها بنية تحتية.ان ضعف شبكات الصرف الصحي في المدن مصممة لاستيعاب كميات معينة من الأمطار، ولكن مع تزايد كمية الأمطار وسرعة هطولها، تصبح هذه الشبكات غير قادرة على استيعاب كل المياه، مما يؤدي إلى تراكمها في الشوارع.
وانسداد بالوعات الصرف: كل هذا يتسبب في تراكم القمامة والمخلفات وفي انسداد بالوعات الصرف، مما يمنع المياه من الوصول إلى الشبكة، حتى لو كانت قادرة على استيعابها.
كذلك التصميم العمراني بعض المدن مصممة بشكل لا يساعد على تصريف المياه، مثل وجود مناطق منخفضة تتجمع فيها المياه بشكل طبيعي، أو انتشار الأسطح الخرسانية التي لا تمتص الماء..
أم ميرال :
قد تكون البنية التحتية متهالكة، أو قديمة، مما يجعلها عرضة للانهيار، أو التوقف عن العمل عند هطول الأمطار الغزيرة، مما يزيد من مشكلة الغرق.
الشوارع والمدارس إغلاق المدارس هو إجراء احترازي تتخذه الحكومات لضمان سلامة الطلاب في حالات الطقس السيء ومن اهم، الأسباب الرئيسة لإغلاقها:
سلامة الطلاب:
تتسبب الأمطار الغزيرة في غرق الشوارع وصعوبة حركة المرور، مما يعرض الطلاب للخطر أثناء ذهابهم إلى المدرسة أو عودتهم منها.
فالبنية التحتية للمدارس: قد لا تكون المباني المدرسية مجهزة بالقدر الكافي للتعامل مع الأمطار الغزيرة، مما قد يؤدي إلى تسرب المياه داخل الفصول، أو انهيار أجزاء من المبنى، مما يشكل خطرًا على الطلاب، وأحيانًا يقومون بالصيانة العاجلة بسبب انقطاع الكهرباء، أو المياه، أو غيرها من المشكلات التي تنتج عن الظروف الجوية السيئة، مما يستدعى إغلاقها ليوم واحد، أو أكثر، كذلك تغير المناخ مما يؤدي إلى زيادة تواتر الناس، والقلق من الظواهر الجوية المتطرفة مثل :
العواصف والأمطار الغزيرة: التي تؤدي إلى غرق الشوارع وإغلاق المدارس إلى تعطيل حركة المرور وإعاقة وصول النَّاس إلى أعمالهم وخدماتهم الأساسية، مما يسبب ضغطًا وتوترًا كبيرين.
هل سيشهد هذا الشتاء تغييراً..؟!
عبدالمنعم البوسيفي :
بصراحة أمطار طرابلس خسائر ومعاناة حقيقية خسائر الأمطار وضعف البنية التحتية أسباب للخوف من فصل الشتاء، غرق الشوارع، والمدارس ما تسبب في فيضانات وسيولًا جارفة، خاصة في المناطق المنخفضة. ورغم أن الكارثة الأكبر التي ضربتْ ليبيا كانت في درنة، إلا أن طرابلس أيضًا شهدت أضرارًا جسيمة في مناسبات مختلفة، أثرتْ على حياة الناس وممتلكاتهم. منها غرق السيارات في إحدى المرات، أدت السيول إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق في عدة أودية ومناطق جنوب طرابلس، مثل منطقة وادي الربيع. حيث تسببت هذه السيول في جرف عديد السيارات التي كانت تسير على الطرقات، وفي إحدى الحالات تمكنتْ فرق الإنقاذ من انتشال جثتين لشخصين غرقا بعد أن علقت سيارتهما في أحد الأودية.
هذه الحادثة أبرزتْ مدى خطورة الفيضانات المفاجئة وكيف يمكن أن تتحول الطرق العادية إلى مصائد قاتلة في لحظات قليلة.
ايضًا تعرضتْ عدة أحياء سكنية للغرق بسبب عجز شبكات تصريف المياه عن استيعاب الكميات الهائلة من الأمطار السكان في هذه المناطق وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منازلهم؛ حيث وصلت المياه إلى مستويات عالية، مما أدى إلى تلف الأثاث والأجهزة الكهربائية وممتلكاتهم. بعض الأسر اضطرت إلى النزوح من منازلها تاركة وراءها كل شيء، بينما لجأت أخرى إلى الطوابق العليا في انتظار انحسار المياه. هذه الفيضانات ليست مجرد خسائر مادية، بل هي أيضًا صدمة نفسية كبيرة للأسر التي ترى كل ما تملكه يتدمر أمام أعينها.بكل اسف تسببت الأمطار في شلل تام للحياة في العاصمة؛ حيث تحولتْ الشوارع الرئيسة إلى ما يشبه البحيرات، مما أدى إلى توقف حركة المرور تمامًا.
تداول الليبيون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو في السريع تظهر سيارات غارقة وعالقين يحاولون النجاة. كانت هناك أيضًا جهود بطولية من فرق الطوارئ والدفاع المدني، التي عملت على مدار الساعة لشفط المياه وتقديم المساعدة للعائلات المحاصرة.
هذه الظروف الصعبة كشفتْ عن تضامن كبير بين المواطنين؛ حيث فتح الكثيرون أبواب بيوتهم لإيواء المتضررين، وقدموا لهم المساعدة والدعم لذلك على المسؤولين أن يهتموا بصيانة البنية التحتية، خاصة شبكات تصريف المياه، لمواجهة الظواهر الجوية القاسية التي تحدث في فصل الشتاء.
ختامًا .. بعد الاستماع إلى آراء المواطنين ومخاوفهم المتعدَّدة من فصل الشتاء، يتضح أن هناك شعورًا عامًا بالقلق من الأضرار المحتملة، سواء أكانت على مستوى البنية التحتية، أو الصحة، أو حتى الأعباء الاقتصادية. شهاداتهم كشفتْ حجم التحديات التي يواجهونها، بدءًا من تهالك الطرق وتكدس المياه.
هذه الأضرار ليستْ مجرد مشكلات فردية، بل هي انعكاس لقصور واضح في التخطيط والاستعداد لموسم الأمطار، ودور المسؤولين هنا لا يقتصر على الاستجابة للطوارئ عند حدوثها، بل يجب أن يكون استباقيًا وشاملًا. فالمواطنون يأملون في رؤية حلول جذرية تمنع تكرار هذه المعاناة كل عام، من خلال صيانة البنية التحتية، وتوفير الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجًا، ووضع خطط طوارئ فعالة.