الرئيسية

الشتاء‭  ‬سيناريو‭ ‬كل‭ ‬عام..وعود‭ ‬الحكومة‭ ‬مجـرد‭ ‬تصريحات

هدى‭ ‬الميلودي‭ ‬

‭ ‬أصبحتْ‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬قدوم‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬وما‭ ‬يصحبه‭ ‬من‭ ‬أمطار‭ ‬غزيرة‭.‬

هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬لتجارب‭ ‬مريرة‭  ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬تتكرر‭ ‬المشاهد‭ ‬نفسها،‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬برد‭ ‬قارس،‭ ‬وأمطار‭ ‬غزيرة،‭ ‬وشوارع‭ ‬تُغرقها‭ ‬المياه،‭ ‬وطرق‭ ‬رئيسة‭ ‬تتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬بحيرات،‭ ‬وكهرباء‭ ‬تنقطع‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭.‬

هذه‭ ‬ليستْ‭ ‬مجرد‭ ‬أضرار‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬معاناة‭ ‬حقيقية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتُعطّل‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬وتُعرّضهم‭ ‬للخطر‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأبرز‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬خطط‭ ‬المسؤولين‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأضرار؟،‭ ‬وهل‭ ‬ستكون‭ ‬الاستعدادات‭ ‬كافية‭ ‬لحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬وممتلكاتهم؟،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬سيأتي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ليؤكد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬الوعود‭ ‬الحكومية‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬التصريحات،‭ ‬وأن‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬الاهمال‭ ‬والتقصير؟‭!.‬

صحيفة‭ ‬فبراير‭ ‬قامتْ‭ ‬باستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬الموطنين‭ ‬ليحكوا‭ ‬عن‭ ‬مخاوفهم‭ ‬بقدوم‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭..‬

عبد‭ ‬القادر‭ ‬البدوي‭ : ‬

عندي‭ ‬تجربة‭ ‬قاسيةمع‭ ‬قدوم‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬أولاً‭ ‬انسداد‭ ‬قنوات،‭ ‬وتصريف‭ ‬المياه‭ ‬هذا‭ ‬مش‭ ‬حاجة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬خاصة‭ ‬طرابلس‭ ‬لأن‭ ‬مجري‭ ‬الماء‭ ‬قديم‭ ‬وغير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬التي‭ ‬تهطل‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬انسداد‭ ‬القنوات‭ ‬إلى‭ ‬تجمع‭ ‬المياه‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الطرق،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسير‭.‬

الأمطارُ‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تشكل‭ ‬برك‭ ‬مياه‭ ‬كبيرة‭ ‬تغمر‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬والجسور،‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬ويشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬السائقين،‭ ‬ومركباتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ليَّ‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬تحديدًا‭ ‬في‭ ‬السريع‭ ‬منطقة‭ ‬تاجوراء‭ ‬كانتْ‭ ‬الأمطار‭ ‬بسيطة‭ ‬فجاءةً‭  ‬زادتْ‭  ‬قوتها،‭ ‬وجدتُ‭ ‬نفسي‭ ‬غارقًا‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬خرجتُ‭ ‬من‭ ‬الشباك،‭ ‬ثم‭ ‬صعدتُ‭ ‬فوق‭ ‬السيارة‭ ‬وبقيتُ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬ساعات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلتْ‭ ‬سيارات‭ ‬الشفط‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خسرتُ‭ ‬سيارتي‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬حلول‭ ‬لمشكلة‭ ‬ليستْ‭ ‬بجديدة،‭ ‬وتتكرر‭ ‬كل‭ ‬شتاء،‭ ‬لكن‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬حلولاً‭ ‬جذرية‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭.‬

يتم‭ ‬عادةً‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬مؤقتة‭ ‬مثل‭ ‬شفط‭ ‬المياه،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬صيانة‭ ‬وتحديث‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

هنادي‭ ‬التاورغي‭ : ‬

في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬يمكن‭ ‬أنَّ‭ ‬تؤدي‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬إلى‭ ‬جريان‭ ‬السيول‭ ‬في‭ ‬الأودية،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬الأحياء‭ ‬القريبة‭ ‬منها،‭ ‬ويتطلب‭ ‬إغلاق‭ ‬الطرق‭ ‬المؤدية‭ ‬إليها‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭.‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ويعد‭ ‬إغلاق‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬عند‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬إجراءً‭ ‬وقائياً‭  ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهو‭ ‬يعكس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

الصيد‭ ‬الورفلي‭ : ‬

يمثل‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬بالنسبة‭ ‬ليَّ‭ ‬فصلًا‭ ‬مخيفًا‭ ‬لأنني‭ ‬مررتُ‭ ‬بتجربة‭ ‬مخيفة‭ ‬اتلفتْ‭ ‬فيها‭ ‬سيارتي‭ ‬التي‭ ‬اشتريتها‭ ‬بالأقساط‭ ‬المحرك‭ ‬اتصكر‭ ‬بسبب‭ ‬دخول‭ ‬الماء،‭ ‬وأنا‭ ‬عاجزٌ‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شي،‭ ‬الشوارع‭ ‬غارقة‭ ‬والسبب‭ ‬تهالك‭ ‬البنية‭ ‬التحتي،‭ ‬لذلك‭ ‬اتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستيقظ‭ ‬المسؤولون‭ ‬ويضعوا‭ ‬خططًا‭ ‬لتفادي‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬بدل‭ ‬اغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬وتعطيل‭ ‬الدراسة‭ ‬والأعمال‭. ‬

جلال‭ ‬السنوسي‭ : ‬

السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحدت‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬من‭ ‬مائسي‭ ‬لكل‭ ‬منزل‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بيها‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭.‬ان‭ ‬ضعف‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬مصممة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬كميات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الأمطار،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬كمية‭ ‬الأمطار‭ ‬وسرعة‭ ‬هطولها،‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬الشبكات‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬كل‭ ‬المياه،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراكمها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭.‬

وانسداد‭ ‬بالوعات‭ ‬الصرف‭: ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يتسبب‭  ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬القمامة‭ ‬والمخلفات‭  ‬وفي‭ ‬انسداد‭ ‬بالوعات‭ ‬الصرف،‭ ‬مما‭ ‬يمنع‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الشبكة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعابها‭.‬

كذلك‭ ‬التصميم‭ ‬العمراني‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬مصممة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تصريف‭ ‬المياه،‭ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬مناطق‭ ‬منخفضة‭ ‬تتجمع‭ ‬فيها‭ ‬المياه‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬أو‭ ‬انتشار‭ ‬الأسطح‭ ‬الخرسانية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتص‭ ‬الماء‭..‬

أم‭ ‬ميرال‭ :‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬متهالكة،‭ ‬أو‭ ‬قديمة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬عرضة‭ ‬للانهيار،‭ ‬أو‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬عند‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬الغرق‭.‬

الشوارع‭ ‬والمدارس‭ ‬إغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬هو‭ ‬إجراء‭ ‬احترازي‭ ‬تتخذه‭ ‬الحكومات‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطقس‭ ‬السيء‭ ‬ومن‭ ‬اهم،‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬لإغلاقها‭:‬

سلامة‭ ‬الطلاب‭:‬

تتسبب‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬في‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع‭ ‬وصعوبة‭ ‬حركة‭ ‬المرور،‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬الطلاب‭ ‬للخطر‭ ‬أثناء‭ ‬ذهابهم‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬عودتهم‭ ‬منها‭.‬

فالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمدارس‭:‬‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المباني‭ ‬المدرسية‭ ‬مجهزة‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬داخل‭ ‬الفصول،‭ ‬أو‭ ‬انهيار‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬المبنى،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬الطلاب،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يقومون‭ ‬بالصيانة‭ ‬العاجلة‭ ‬بسبب‭  ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬أو‭ ‬المياه،‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية‭ ‬السيئة،‭ ‬مما‭ ‬يستدعى‭ ‬إغلاقها‭ ‬ليوم‭ ‬واحد،‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬كذلك‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تواتر‭ ‬الناس،‭ ‬والقلق‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬مثل‭ :‬

العواصف‭ ‬والأمطار‭ ‬الغزيرة‭: ‬التي‭ ‬تؤدي‭  ‬إلى‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع‭ ‬وإغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬وإعاقة‭ ‬وصول‭ ‬النَّاس‭ ‬إلى‭ ‬أعمالهم‭ ‬وخدماتهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬ضغطًا‭ ‬وتوترًا‭ ‬كبيرين‭.‬

هل‭ ‬سيشهد‭ ‬هذا‭ ‬الشتاء‭ ‬تغييراً‭..‬؟‭!‬

عبدالمنعم‭ ‬البوسيفي‭ : ‬

بصراحة‭ ‬أمطار‭ ‬طرابلس‭ ‬خسائر‭ ‬ومعاناة‭ ‬حقيقية‭ ‬خسائر‭ ‬الأمطار‭ ‬وضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أسباب‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع،‭ ‬والمدارس‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭  ‬فيضانات‭ ‬وسيولًا‭ ‬جارفة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المنخفضة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الكارثة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬ضربتْ‭ ‬ليبيا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬درنة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طرابلس‭ ‬أيضًا‭ ‬شهدت‭ ‬أضرارًا‭ ‬جسيمة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬مختلفة،‭ ‬أثرتْ‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وممتلكاتهم‭. ‬منها‭ ‬غرق‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات،‭ ‬أدت‭ ‬السيول‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أودية‭ ‬ومناطق‭ ‬جنوب‭ ‬طرابلس،‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬الربيع‭. ‬حيث‭ ‬تسببت‭ ‬هذه‭ ‬السيول‭ ‬في‭ ‬جرف‭ ‬عديد‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الطرقات،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬تمكنتْ‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬من‭ ‬انتشال‭ ‬جثتين‭ ‬لشخصين‭ ‬غرقا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علقت‭ ‬سيارتهما‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأودية‭.‬

هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬أبرزتْ‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬الفيضانات‭ ‬المفاجئة‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الطرق‭ ‬العادية‭ ‬إلى‭ ‬مصائد‭ ‬قاتلة‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬قليلة‭.‬

ايضًا‭ ‬تعرضتْ‭ ‬عدة‭ ‬أحياء‭ ‬سكنية‭ ‬للغرق‭ ‬بسبب‭ ‬عجز‭ ‬شبكات‭ ‬تصريف‭ ‬المياه‭ ‬عن‭ ‬استيعاب‭ ‬الكميات‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬محاصرين‭ ‬داخل‭ ‬منازلهم؛‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬عالية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تلف‭ ‬الأثاث‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬وممتلكاتهم‭. ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬اضطرت‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬منازلها‭ ‬تاركة‭ ‬وراءها‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بينما‭ ‬لجأت‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬الطوابق‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬انحسار‭ ‬المياه‭. ‬هذه‭ ‬الفيضانات‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬خسائر‭ ‬مادية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬صدمة‭ ‬نفسية‭ ‬كبيرة‭ ‬للأسر‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬يتدمر‭ ‬أمام‭ ‬أعينها‭.‬بكل‭ ‬اسف‭ ‬تسببت‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬شلل‭ ‬تام‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬العاصمة؛‭ ‬حيث‭ ‬تحولتْ‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬البحيرات،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬تمامًا‭.‬

تداول‭ ‬الليبيون‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬صورًا‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭  ‬في‭ ‬السريع‭ ‬تظهر‭ ‬سيارات‭ ‬غارقة‭ ‬وعالقين‭ ‬يحاولون‭ ‬النجاة‭. ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬جهود‭ ‬بطولية‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬الطوارئ‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لشفط‭ ‬المياه‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للعائلات‭ ‬المحاصرة‭.‬

هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬كشفتْ‭ ‬عن‭ ‬تضامن‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬المواطنين؛‭ ‬حيث‭ ‬فتح‭ ‬الكثيرون‭ ‬أبواب‭ ‬بيوتهم‭ ‬لإيواء‭ ‬المتضررين،‭ ‬وقدموا‭ ‬لهم‭ ‬المساعدة‭ ‬والدعم‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬أن‭ ‬يهتموا‭ ‬بصيانة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬خاصة‭ ‬شبكات‭ ‬تصريف‭ ‬المياه،‭ ‬لمواجهة‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭.‬

ختامًا‭ .. ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬ومخاوفهم‭ ‬المتعدَّدة‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شعورًا‭ ‬عامًا‭ ‬بالقلق‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬المحتملة،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬أو‭ ‬الصحة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأعباء‭ ‬الاقتصادية‭. ‬شهاداتهم‭ ‬كشفتْ‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تهالك‭ ‬الطرق‭ ‬وتكدس‭ ‬المياه‭.‬

هذه‭ ‬الأضرار‭ ‬ليستْ‭ ‬مجرد‭ ‬مشكلات‭ ‬فردية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬انعكاس‭ ‬لقصور‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والاستعداد‭ ‬لموسم‭ ‬الأمطار،‭ ‬ودور‭ ‬المسؤولين‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬للطوارئ‭ ‬عند‭ ‬حدوثها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استباقيًا‭ ‬وشاملًا‭. ‬فالمواطنون‭ ‬يأملون‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬تمنع‭ ‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صيانة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للأسر‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجًا،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬طوارئ‭ ‬فعالة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى