الرئيسيةصحة

الشهر‭ ‬الوردي‭ .. ‬بيـن‭ ‬الخوف‭ ‬والـوعي

     

شهدتْ‭ ‬قاعة‭ ‬‮«‬تُرِبُوليس‮»‬‭ ‬بفندق‭ ‬باب‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬صباح‭ ‬الخميس‭ ‬25‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬حفل‭ ‬الإطلاق‭ ‬الرسمي‭ ‬للحملة‭ ‬التوعوية‭ ‬التثقيفية‭ ‬حول‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬مؤسسة‭ )‬ليبيا‭ ‬للجميع‭ ‬للتنمية‭ ‬والثقافة‭ ‬والتدريب‭( ‬بإشراف‭ ‬ورعاية‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬السرطان،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬و‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتنمية‭ ‬المعرفية،‭ ‬و‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ . ‬

شهدتْ‭ ‬هذه‭ ‬المراسم‭ ‬حضور‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬ضمّ‭ ‬معالي‭ ‬وزيرة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬الدكتورة‭ ‬حورية‭ ‬الطورمال،‭ ‬والسيد‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬السرطان‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬السائح،‭ ‬والسيدة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتنمية‭ ‬المعرفية‭ ‬الاستاذة،‭ ‬وداد‭ ‬الدويني،‭ ‬والسيد‭ ‬رئيس‭ ‬مفوضية‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بليبيا‭ ‬الاستاذ‭ ‬فرج‭ ‬الفزاني،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬وعمداء‭ ‬البلديات،‭ ‬وممثلي‭ ‬الوزارات‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ولفيف‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬النسائية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭. 

افتُتِحت‭ ‬الفعاليات‭ ‬بتلاوة‭ ‬مباركة‭ ‬لآيات‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬تلتها‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬السيدة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأستاذة‭ ‬منال‭ ‬العائب،‭  ‬كلمتها‭ ‬الترحيبية‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬اعتزاز‭ ‬المؤسسة‭ ‬باحتضان‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬تمثل‭ ‬صرخة‭ ‬أمل‭ ‬ورسالة‭ ‬قوة‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬ليبية،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬كخطوة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬الوقاية‭ ‬والعلاج،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬المصابات‭ ‬ومساندتهن‭ ‬نفسيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬شدد‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬السائح،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬السرطان،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أولويات‭ ‬الهيئة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬مستمر‭ ‬ومتواصل،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لن‭ ‬تدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬علاجهم‭ .‬

أما‭ ‬الدكتورة‭ ‬حورية‭ ‬طورمال،‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬لسلامة‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأسره،‭ ‬داعية‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬المجانية‭ ‬المتاحة‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الشهر‭ ‬الوردي‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬الوقاية‭ ‬والتشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬مفتاح‭ ‬النجاة‭ ‬والأمان‭ ‬الصحي‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أثنت‭ ‬السيدة‭ ‬وداد‭ ‬الدويني،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتنمية‭ ‬المعرفية،‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليبيا‭ ‬للجميع‭ ‬والشركاء‭ ‬الداعمين‭ ‬للحملة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬يشكلان‭ ‬ركيزة‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي،‭ ‬وأن‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬تساند‭ ‬كل‭ ‬مبادرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الإدراك‭ ‬المجتمعي‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الصحية‭.‬

كما‭ ‬رحب‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬راجح،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للحملة،‭ ‬بالحضور،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬امتنانه‭ ‬لكل‭ ‬شركاء‭ ‬الحملة‭ ‬والداعمين،‭ ‬ومشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الحملة‭ ‬لن‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬التوعية‭ ‬الصحية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬سيمتد‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والإجتماعي‭ ‬للمرضى؛‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬المبادرة‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة،‭ ‬حاملة‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬سامية‭.‬

تخلل‭ ‬الحفل‭ ‬عرض‭ ‬برومو‭ ‬توعوي‭ ‬مؤثر‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬الصمت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬وزارة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬المريضات‭ ‬وأهمية‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬الخوف‭ ‬بالصوت‭ ‬والفعل‭.‬

كما‭ ‬قدّم‭ ‬السيد‭ ‬راجح‭ ‬شرحًا‭ ‬تفصيليًا‭ ‬لبرنامج‭ ‬الحملة،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬أنشطتها‭ ‬ستتوزع‭ ‬بين‭ ‬محاضرات‭ ‬علمية،‭ ‬وورش‭ ‬عمل،‭ ‬وحملات‭ ‬ميدانية‭ ‬تستهدف‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنشطة‭ ‬إعلامية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭.‬

وفي‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬التفاعل،‭ ‬فُتح‭ ‬باب‭ ‬النقاش‭ ‬أمام‭ ‬الحاضرين‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬أسئلتهم‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تختتم‭ ‬الفعاليات‭ ‬بالتقاط‭ ‬الصور‭ ‬التذكارية،‭ ‬وافتتاح‭ ‬بوفيه‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬الضيوف‭.‬

بهذا‭ ‬الانطلاقة،‭ ‬تؤكد‭ ‬مؤسسة‭ ‬ليبيا‭ ‬للجميع‭ ‬وشركاؤها‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬التوعوية‭ ‬التثقيفية‭ ‬حول‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬نشاط‭ ‬عابر،‭ ‬بل‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬طويل‭ ‬الأمد،‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬وإشاعة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬آلاف‭ ‬النساء‭ ‬الليبيات،‭ ‬لتكون‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬العلاج‭ ‬والوقاية‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬حياة‭ ‬أجمل‭ ‬وصحة‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭.‬

إنّ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ترفًا،‭ ‬أو‭ ‬موضوعًا‭ ‬موسميًا‭ ‬يُطرح‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬قضية‭ ‬حياة‭ ‬تمس‭ ‬كل‭ ‬امرأة،‭ ‬وكل‭ ‬أسرة،‭ ‬وكل‭ ‬مجتمع‭.‬

ففي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ازدادتْ‭ ‬نسب‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬المشرق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬القاتمة‭ ‬هو‭ ‬الوعي‭ ‬المتزايد‭ ‬بأهمية‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬المفتاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬للشفاء‭ ‬التام،‭ ‬إذ‭ ‬تؤكد‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الطبية‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحد‭ ‬الأكبر‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬الورم‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬تجوب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬يشعرن‭ ‬بالخوف،‭ ‬أو‭ ‬الإهمال،‭ ‬أو‭ ‬الحرج‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬الكشف‭ ‬الدوري‭. ‬بعضهن‭ ‬يعتقدن‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬‮«‬بعيد‮»‬،‭ ‬وأخريات‭ ‬يتهربن‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬المواجهة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬ثالثة‭ ‬اتخذتْ‭ ‬القرار‭ ‬الشجاع‭ ‬بالخضوع‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬لتروي‭ ‬لنا‭ ‬اليوم‭ ‬تجربتها‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬وشجاعة‭.‬

فما‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬المرأة‭ ‬لإجراء‭ ‬الكشف؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬مخاوفها؟‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬تجربتها‭ ‬داخل‭ ‬مراكز‭ ‬الفحص؟

في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬اللواتي‭ ‬خضن‭ ‬التجربة،‭ ‬ونعرض‭ ‬أصواتًا‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬تعكس‭ ‬وعيًا‭ ‬متناميًا‭ ‬وتحديًا‭ ‬جميلًا‭ ‬للمرض‭ ‬والخوف‭ ‬معًا‭.‬

سمية‭ ‬د‭.‬م‭ ‬‮«‬38‭ ‬سنة‮»‬‭ ‬تقول‭ ‬بابتسامة‭ ‬هادئة‭:‬

أتابعُ‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬حملات‭ ‬أكتوبر‭ ‬الوردي،‭ ‬لكنَّني‭ ‬كنتُ‭ ‬أعتقد‭ ‬أنني‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬الفحص‭. ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فقدتْ‭ ‬إحدى‭ ‬قريباتي‭ ‬بسبب‭ ‬اكتشاف‭ ‬متأخر‭ ‬للمرض‭. ‬حينها‭ ‬قررتُ‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أوجل‭ ‬أكثر،‭ ‬ذهبتُ‭ ‬لمركز‭ ‬الفحص،‭ ‬والخدمة‭ ‬كانت‭ ‬ممتازة‭. ‬كانت‭ ‬التجربة‭ ‬مطمئنة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تخيلت،‭ ‬والنتيجة‭ ‬سليمة‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭. ‬نصيحتي‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭: ‬لا‭ ‬تنتظري‭ ‬الخوف‭ ‬حتى‭ ‬يدفعك،‭ ‬بل‭ ‬افحصي‭ ‬لتطمئني‭.‬

نجاة‭ .‬س‭ ‬‮«‬45‭ ‬سنة‮»‬

كنتُ‭ ‬خائفة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬الجهاز‭ ‬ومن‭ ‬النتيجة‭. ‬لكن‭ ‬الطبيبة‭ ‬شرحتْ‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بهدوء،‭ ‬وتم‭ ‬الفحص‭ ‬خلال‭ ‬دقائق‭. ‬اكتشفت‭ ‬وجود‭ ‬كيس‭ ‬صغير‭ ‬غير‭ ‬خطير،‭ ‬وتمت‭ ‬متابعتي‭ ‬بانتظام‭. ‬اليوم‭ ‬أقول‭ ‬بثقة‭ ‬إن‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬أنقذ‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬الخطر‭.‬

هالة‭.‬ع‭ ‬‮«‬29‭ ‬سنة‮»‬

الوعي‭ ‬الآن‭ ‬أكبر،‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يخجل‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصحته‭. ‬ذهبتُ‭ ‬للفحص‭ ‬الجماعي‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬إحدى‭ ‬الجمعيات‭ ‬في‭ ‬طرابلس،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬رائعة‭ ‬ومجانية‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تُكثَّف‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬أيضًا‭.‬

أم‭ ‬محمد‭ ‬‮«‬54‭ ‬سنة‮»‬

ترددت‭ ‬كثيرًا،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬جلسة‭ ‬توعية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬نسوي‭ ‬اقتنعت‭. ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬النتيجة‭ ‬كانت‭ ‬سليمة‭. ‬لكنني‭ ‬أدركتُ‭ ‬أن‭ ‬الفحص‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬المرض،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬الوقاية‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المراكز‭ ‬أكثر‭ ‬قربًا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭.‬‮    ‬

مسعودة‭ .‬ك‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬‭ ‬طرابلس

كانت‭ ‬التجربة‭ ‬مريحة‭ ‬جدًا،‭ ‬الأطباء‭ ‬متعاونون‭ ‬والمكان‭ ‬مجهز‭. ‬الفحص‭ ‬استغرق‭ ‬دقائق‭ ‬فقط‭. ‬كنتُ‭ ‬متوترة‭ ‬قبلها،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬النتيجة‭ ‬شعرتُ‭ ‬براحة‭ ‬نفسية‭ ‬كبيرة‭.‬

أنصح‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بالفحص‭ ‬سنويًا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تشعر‭ ‬بأي‭ ‬أعراض‭.‬

فاطمة‭ .‬أ‭ ‬47‭ ‬سنة

أُصبتُ‭ ‬بصدمة‭ ‬عندما‭ ‬أخبروني‭ ‬بوجود‭ ‬كتلة‭ ‬صغيرة‭. ‬لكن‭ ‬لأنني‭ ‬أجريت‭ ‬الكشف‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬تم‭ ‬استئصالها‭ ‬بسهولة‭ ‬وتعافيت‭ ‬تمامًا‭. ‬لو‭ ‬كنتُ‭ ‬تجاهلت‭ ‬الفحص،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سيحدث‭ ‬اليوم‭. ‬الفحص‭ ‬المبكر‭ ‬أنقذني‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬كبيرة‭.‬

أمل‭ .‬س‭ ‬33‭ ‬سنة

ذهبتُ‭ ‬للفحص‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬مجانية‭ ‬نظمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭. ‬كانت‭ ‬الممرضات‭ ‬مشجعات‭ ‬جدًا،‭ ‬وشرحن‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭. ‬خرجت‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬لأنني‭ ‬واجهت‭ ‬خوفي‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬متوفرة‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬فقط‭.‬

مريم‮ ‬‭ .‬م‭ ‬26‭ ‬سنة‭ ‬‭ ‬سبها

في‭ ‬مدينتنا‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬الأجهزة‭ ‬دائمًا،‭ ‬لذلك‭ ‬سافرتُ‭ ‬إلى‭ ‬طرابلس‭. ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬جدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭. ‬أدركتُ‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ضعيفة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الحملات‭ ‬لكل‭ ‬المناطق،‭ ‬لأن‭ ‬المرض‭ ‬لا‭ ‬يفرّق‭ ‬بين‭ ‬المدن‭. ‬

عزيزة‭ .‬ح‭ ‬سنة

كنتُ‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬يصيب‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي،‭ ‬لكن‭ ‬الطبيبة‭ ‬أوضحت‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬مهددة‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭. ‬خضعت‭ ‬للفحص‭ ‬وأنا‭ ‬مطمئنة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬سليمة‭. ‬اليوم‭ ‬أشجع‭ ‬بناتي‭ ‬وصديقاتي‭ ‬على‭ ‬الفحص‭ ‬دون‭ ‬خوف‭.‬

نهلة‭ .‬ز‭ ‬37‭ ‬سنة

التجربة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سهلة‭ ‬نفسيًا‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكنني‭ ‬وجدت‭ ‬دعمًا‭ ‬رائعًا‭ ‬من‭ ‬الطبيبات‭ ‬والممرضات‭.‬

كانت‭ ‬لحظة‭ ‬الانتظار‭ ‬مليئة‭ ‬بالتوتر،‭ ‬لكن‭ ‬حين‭ ‬ظهرت‭ ‬النتيجة‭ ‬سليمة‭ ‬بكيت‭ ‬من‭ ‬الفرح‭. ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬جعلتني‭ ‬أقدّر‭ ‬قيمة‭ ‬الوعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

سالمة‭ .‬ع‭ ‬42‭ ‬سنة‭ ‬

أنا‭ ‬ناجية‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬واكتشفته‭ ‬مبكرًا‭ ‬بفضل‭ ‬الفحص‭. ‬اليوم‭ ‬أعمل‭ ‬متطوعة‭ ‬في‭ ‬حملات‭ ‬التوعية،‭ ‬وأقول‭ ‬دائمًا‭: ‬لا‭ ‬تنتظري‭ ‬الأعراض،‭ ‬فالكشف‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬المرض،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬الأمان‭.‬”

جمانه‭ .‬ف‭ ‬30‭ ‬سنة‮ ‬

ذهبت‭ ‬مع‭ ‬صديقاتي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬جماعي‭ ‬للفحص،‭ ‬وكانت‭ ‬الأجواء‭ ‬مشجعة‭ ‬ومريحة‭.‬

أحب‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭: ‬لا‭ ‬تؤجلي‭ ‬صحتك‭ ‬بسبب‭ ‬مشاغل‭ ‬الحياة‭.‬الفحص‭ ‬يستغرق‭ ‬دقائق‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬قد‭ ‬يطيل‭ ‬عمرك‭ ‬سنوات‭.‬

الدكتورة‭ ‬أسماء‮ ‬‭ ‬بن‭ ‬موسى‭ ‬‭ ‬اختصاصية‭ ‬أورام

الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الفحص‭ ‬بالجهاز‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يبدأ‭ ‬بوعي‭ ‬المرأة‭ ‬بجسمها،‭ ‬وملاحظتها‭ ‬لأي‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬أو‭ ‬ملمس‭ ‬الثدي‭. ‬ننصح‭ ‬بالفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬الشهري،‭ ‬وبالفحص‭ ‬الطبي‭ ‬السنوي‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭.‬”

الدكتورة‭ ‬هنادي‭ ‬الشريف‭ ‬‭ ‬اختصاصية‭ ‬أشعة

نسبة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الفحص‭ ‬ارتفعتْ‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بفضل‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الخطر،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬للوقاية‭ ‬والطمأنينة‭. ‬

وراء‭ ‬كل‭ ‬فحص‭ ‬حكاية،‭ ‬ووراء‭ ‬كل‭ ‬ابتسامة‭ ‬وردية‭ ‬امرأة‭ ‬واجهت‭ ‬خوفها‭ ‬لتمنح‭ ‬نفسها‭ ‬فرصة‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭.‬

إن‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬ليس‭ ‬خيارًا‭ ‬ثانويًا،‭ ‬بل‭ ‬واجب‭ ‬إنساني‭ ‬وصحي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬تجاه‭ ‬نفسها‭ ‬وأُسرتها‭.‬

فلنُحول‭ ‬أكتوبر‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬بداية‭ ‬دائمة‭ ‬للوعي،‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لحملة‭.‬

ولتكن‭ ‬رسالتنا‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬ليبية‭:‬

لا‭ ‬تنتظري‭ ‬الألم‭ ‬لتتحركي،‭ ‬بل‭ ‬تحركي‭ ‬لتمنعي‭ ‬الألم‭. ‬صحتك‭ ‬أمانة‭ ‬بين‭ ‬يديك‭.‬

وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬عذرًا‭ ‬مقنعًا،‭ ‬وأن‭ ‬الجهل‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مبررًا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬المعرفة‭ ‬والفرص‭.‬

الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬إجراء‭ ‬طبي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬شجاع‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬تحب‭ ‬حياتها‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬مستقبلها‭.‬

فلنحوّل‭ ‬أكتوبر‭ ‬الوردي‭ ‬إلى‭ ‬سلوك‭ ‬دائم،‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬عابر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى