
تحديات الصحافة الرقمية اليوم تتأرجحُ ما بين زمنية، الأول يجذبها إلى حنين القراءة، والمطالعة التقليدية التي نشأ عليها أجيال متعاقبة على مر عصور طويلة تتلقف أيدي المتلهفين للمعرفة الصحفية الورقية ، والمجلة و الكتاب . لتقلب صفحات تلك المطبوعات بأطراف الأصابع ، وتلتهم ببصرها الأسطر في توق للاكتشاف والتعلم : هذا في الماضي. أما حاضر زمنَّنا الذي نعيشه، ونشهد فيه ثورة معلوماتية عبر وسائل التقنية الإلكترونية الحديثة المتمثلة في لوحات الحاسوب المتطورة، وأجهزة الهواتف الذكية، التي تختزل في جوفها كل البرامج التي تتيح لمن يستعملها الولوج إلى عالم القراءة الإلكترونية، خاصة مع اكتساح الوسائل الإعلامية منصات التواصل الاجتماعي ما جعل الخبر يتدفق عبر صورة فورية على مدار اليوم، لينقل تفاصيل الحدث من عين موقعه الأمر الذي سيجعل من الصحافة المتعارف عليها في الورق وسيلة لا تخدم الجيل المتسارع. فهل سيتم التخلي عنها دفعة واحدة أم ستبقى لها نخبة متابعين، تعتمد عليها كمرجعية موثوقة .. هذا ما طرحناه في تساؤلنا خلال الاستطلاع نستعرض فيه آراء وافادات المواطنين في الأسطر التالية :
تاخ طارق خليفة جعودة / موظف قال في رأيه أنا أعتبر الصحافة التقليدية كالجرائد والمجلات هي المهيمنة في السابق وستظل كذلك حتى أمام التغول التقني المنتشر ، ولن تختفي كلياً . لأنه لايزال عدد كبير من الناس تستعمل فيها بالرغم من توفر الإنترنت ووجود الأخبار داخل المواقع.
لاننكر أن الأخيرة فرضت على الناس استسهال تتبع الخبر صوت وصورة من خلال هواتفهم الذكية ، والانضمام إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، والتفاعل مع مايعرض فيها عن طريق إضافة تعليق أو إبداء رأيه بالسلب أو بالإيجاب .
ويضيف : مازال الأمر مرتهن بثقافة المجتمع ، فهناك من يجيد قراءة الكتاب ، وتفصيله على إمساك الهاتف أو الجلوس أمام الكمبيوتر ..وهناك الكثيرين ممن يهتمون لليوم بقراءة الجرائة ، كونها. معروفة المصدر بعكس الموجود في الإنترنت. لا أحد يعلم مصداقية المعلومة ، ومن وزرائها أو من دونها ونشرها ؟! فقد يقفل صفحته أ وحسابه فجاة ، أو يلغي المنشور في أي لحظة . ولا يجد القارىء أو المتابع أثراً لما قراءه ، وتفاعل معه : ! هذا ما جعل الكثيرين ينفرون من التعامل على المواقع التي تنشر الكثير من الأخبار المفبركة وغير الصحيحة والتي سببت فتن ومشاكل بين أفراد المجتمع .أما الصحيفة حتي وإن حوت أخبار أو معلومات غير مؤكدة فهي تتحمل مسؤولية ذلك .
وفي الختام قال : أعتقد أن المجتمعات سترجع تلقاياً للوسيلة القديمة بعد أن تمل من وهمية ما يعرض داخل المجتمع الإفتراضي ، وزيف المحتوى الذي يقدمه أناس مجهولين ، فتكرار خيبات تنزع الثقة عند المتابعين .
أم الأخ / محمد اللموشي – متقاعد – أفادنا بالقول :
من المعروف أن التغير سنة كونية ، ومعه يحصل التطور والنمو في شتي مجالات حياتنا، وما طرأ على الصحافة الورقية ليلغي مكانتها أمام تحديات الصحافة الرقمية، إما هو تطوير يحملها إلي مرحلة أكثر سهولة ومرونة للملتقى، وهنا أقصد كل أشكال الصحف و المحلات وحتى الكتب التقنية فرضت جدارتها وسرعتها على وسائل الطباعة البدائية ، فحتى التلفاز سينتهي مع الوقت، ويحل محله البحث من شاشة الهاتف الذكي ، أو اللوح الرقمي .
ويضيف في البدء كان التدوين بالقلم الجاف ومنه إلى الطباعة على الآلة الكاتبة ثم الحاسوب تتم إستخراج نسخ ورقية في المطابع الكبرى ، ومن ثم توزيعها على المكتبات لتنشر وتصل إلى أيدي القراء.
كل هذا العملية كانت تستغرق وقتاً طويلاً ، بينما في جزء من الدقيقة نستطيع تصفح وقراءة عشرات الأخبار ، ومشاهدة فيديوات مسجلة عنها .
ويردف قائلاً : عن نفسي أنا لم أتوقف عن قراءة الصحف سواءً الورقية، أو المتحولة على المنصات الإلكترونية، وأجد في الوسيلتين متعة فكرية ولا يمكنني تفضيل واحدة عن غيرها فلما بدأت التجربة البشرية بالكتابة على الحجز وجلود الحيوانات، ومن ثم أنتقلت الثورة الورقية بالمطابع ، وكذلك يحدث اليوم بالثورة الرقمية، فالإنسان يظل يبحث عن السهل والأرخص فيما يتيح تحويل المعلومة من خبر تولد من حدث أو فكرة يجسده في النهاية على وسيلة حفظ ونشر .
الأخت عنايات لملوم- متقاعدة .. عبرت عن رأيها بالقول:
أنا من عاشقات القراءة للصحف والمجلات والراغبات في فترة شبابي وحتى هذه الساعة مع أن لدي حساب على «الفيسبوك»، وأتابع بعض الصفحات ولكن لا شيء يضاهي جمال الصحيفة وأخبارها لأن هذه بإمكاني الاحتفاظ بها أو جزء من قصاصات في مذكراتي التي اخبئها حتى اليوم، وأفتخر بها فلولا الكتابة في الصحيفة لم نتوصل لقراءة المنصات على الانترنت ثم إن أخبار الانترنت حتى لو احتفظتي بها في ملفات لن تتمكني من الوصول إليها في حالة انقطاع النت أو، الكهرباء مثلا لن نتمكن حتى من أجهزتنا بخلاف المعلومات المطبوعة على الورق.
وتستطرد قائلة :
بصراحة أقول لك أنا من الطرز القديم ، وأتذكر في سنوات عمل بشركة جرمة كنت اشتري الصحف يومياً من الأكشاك والمكتبة في شارع أول سبتمبر ، خاصة صحيفة «الجماهيرية» عبر صفحة « مع الناس» التي تنشر الأخبار المحلية وقتها بكل شفافية.
يفترض حتي اليوم لا يتوقف توزيع الصحف لأن جيل القدامى كلهم يفضلون القراءة المطبوعة ، وأطالب بعودة الجرائد ، لأن الكبار لا يملكون الهواتف الذكية ، أغلبهم « بيلة » ولايعرفون التعامل مع التقنية الرقمية والمواقع من الأساس .
الأخت .. سمر – صحيفة أفادت :
على الرغم من الإحتياج الكاسح للرقمية لكافة مناحي الحياة ، وتزايد فوائد الصحف القومية المتعددة كسرعة وصول الخبر وتفاعل المتلقي ، إلا انني أري الصحف المطبوعة لن تندثر كلياً في الوقت الراهن .
ويعزى هذا الاستمرار إلى عادات القراءة الراسخة التي يتمسك بها البعض مما يبقيها على قيد الحياة ومع ذلك، يلاحظ إقبال كبير ومحوري للأجيال الشابة على الصيغة الرقمية للأخبار ، وهو ما يؤكد أن المستقبل هو للصحف الرقمية بلا منازع ؛ حيث إن هذه الصيغة لا تكتفي بالنص ، بل تتطور عبر إضافة الفيديو والبث المباشر ، الأمر يضع بقاء الصحف المطبوعة تحت ضغط زمني ، وتحد متزايد ، وقد يودع الخبر خلال العقد المقبل .
الاخ محمد فاضل – موظف – قال :
إذا توقفت الصحف الورقية عن الصدور ستختفي بالتأكيد إذا لم تواكب التطور الإلكتووني فمع مرور الزمن ستختفي ، ويقل عدد مطالعيها ، وتصبح من التاريخ لذلك لا بد من التحدي لتكون مواكبة وموازية لخطى التطور التقني لاصدار نسخ الكترونية لاننا نعيش حالياً عصر التغوَّل التقني في شكل متسارع ويتوجب على الأفراد و الحكومات ومجرات التحوَّل .
كما رصدنا آراء المواطنين في بعض البلديات :
أحمد قليوان – سبها :
صحيفة «فسانيا» أسبوعية تتوفر في بعض المكتبات والمؤسسات الثقافية بمدينة سبها وعدد من مناطق الجنوب، لكن انتشارها يظل محدودًا بسبب ضعف الإمكانات وصعوبات التوزيع مقارنة بسرعة وصول الأخبار عبر المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي.
المواطن يعتمد بشكل أكبر على المنصات الرقمية للحصول على الأخبار السريعة، خاصة فئة الشباب، بينما تظل الصحف الورقية مثلًا «فسانيا» ذات قيمة توثيقية وتحليلية مهمة، ويحرص بعض القراء من الجيل الأكبر على متابعتها لما تمنحه من مصداقية وعمق لا توفره وسائل التواصل الاجتماعي، مع توفر المعلومة من خلال المواقع الإلكترونية والصفحات.
هل يحرص المواطن على متابعة الصحف الورقية؟
حمزة صالح – بلدية جردس العبيد :
حقيقاً الآن لا توجد الصحف والمجلات الرسمية في المكتبات عادة كانت توضع على طاولة وكانت تصل بعض الصحف الى البلديات، معظم الناس تتابع الأخبار عبر مواقع التواصل والتي في معظم الأحيان تفتقد الى المصداقية ، بعض الصحف والمجلات تحتاج الى تطوير شكلاً وبالإضافة الى تطوير المحتوى ..
إيمان السويح – منسق إعلامي :
بالنسبة إلى المكاتب الإعلامية لا تصل ؤليها الصحف الورقية، لا أعتقد حتي مكان بيع الصحف غير معروف، المواطن يحرص على استسقاء المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي بغض النظر عن مصداقيتها ويقوم فورا بتداولها..
د. نعيمة سلامة – الزاوية :
نحن كجمهور متلقي للصحافة الورقية محتاجين لعدد من الجرائد والإصدارات لانه ليس بوسع كل الناس الإطلاع على المواقع وصفحات التواصل.
نحن كفرع شؤون الاجتماعية الزاوية الغرب نتمنى أن يكون لدينا صحيفة ورقية تتابع الفعاليات ويطلع عليها الجمهور ، أنا شخصياً أعتبر الصحف الورقية مهمة جداً وبعض الدول مازالت محافظة على اصدرتها من الصحف..
طارق ساسي – نالوت :
البلدية بها تقريباً أربع مكتبات لم أرَ بها جرائد، أو مجلات وحتى وإن وجدت لا أعتقد لها جمهور يطالعونها.
زمان كان فيه متابعون للجرائد ويفرحون حين يجدونها في المكتبات ومعرفة ما فيها من أخبار ، مع مرور الوقت وسرعة إنتشار المعلومة فقدنا متعة تصفح تلك الجرائد ..
محمود أبو جطيلة : قصر الخيار :
طبعًا يوجد ما يعرف بالمركز الثقافي سابقاً في المنطقة والآن مكتب الثقافه والمجتمع المدني يوجد بها جرائد تصدر شهرية ومجلات، مع وسائل التواصل الاكترونيه قليل الإقبال على قراءة الجرائد..



