الرئيسية

الصحافة‭ ‬الرقمية‭‬..‬هل انتهي زمن الحبر و الورق؟!!

هناء عمار/ سالمة عطيوة

تحديات‭ ‬الصحافة‭ ‬الرقمية‭ ‬اليوم‭ ‬تتأرجحُ‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬زمنية،‭ ‬الأول‭ ‬يجذبها‭ ‬إلى‭ ‬حنين‭ ‬القراءة،‭ ‬والمطالعة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬عليها‭ ‬أجيال‭ ‬متعاقبة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬عصور‭ ‬طويلة‭ ‬تتلقف‭ ‬أيدي‭ ‬المتلهفين‭ ‬للمعرفة‭ ‬الصحفية‭ ‬الورقية‭ ‬،‭ ‬والمجلة‭ ‬و‭ ‬الكتاب‭ . ‬لتقلب‭ ‬صفحات‭ ‬تلك‭ ‬المطبوعات‭ ‬بأطراف‭ ‬الأصابع‭ ‬،‭ ‬وتلتهم‭ ‬ببصرها‭ ‬الأسطر‭ ‬في‭ ‬توق‭ ‬للاكتشاف‭ ‬والتعلم‭ : ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬أما‭ ‬حاضر‭ ‬زمنَّنا‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه،‭ ‬ونشهد‭ ‬فيه‭ ‬ثورة‭ ‬معلوماتية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الحديثة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬لوحات‭ ‬الحاسوب‭ ‬المتطورة،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬التي‭ ‬تختزل‭ ‬في‭ ‬جوفها‭ ‬كل‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬لمن‭ ‬يستعملها‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬القراءة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬اكتساح‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الخبر‭ ‬يتدفق‭ ‬عبر‭ ‬صورة‭ ‬فورية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم،‭ ‬لينقل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬عين‭ ‬موقعه‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬الصحافة‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الورق‭ ‬وسيلة‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬الجيل‭ ‬المتسارع‭. ‬فهل‭ ‬سيتم‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬أم‭ ‬ستبقى‭ ‬لها‭ ‬نخبة‭ ‬متابعين،‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬كمرجعية‭ ‬موثوقة‭ .. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬طرحناه‭ ‬في‭ ‬تساؤلنا‭ ‬خلال‭ ‬الاستطلاع‭ ‬نستعرض‭ ‬فيه‭ ‬آراء‭ ‬وافادات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الأسطر‭ ‬التالية‭ :‬

تاخ‭ ‬طارق‭ ‬خليفة‭ ‬جعودة‭ / ‬موظف‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬أنا‭ ‬أعتبر‭ ‬الصحافة‭ ‬التقليدية‭ ‬كالجرائد‭ ‬والمجلات‭ ‬هي‭ ‬المهيمنة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬وستظل‭ ‬كذلك‭ ‬حتى‭ ‬أمام‭ ‬التغول‭ ‬التقني‭ ‬المنتشر‭ ‬،‭ ‬ولن‭ ‬تختفي‭ ‬كلياً‭ . ‬لأنه‭ ‬لايزال‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تستعمل‭ ‬فيها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووجود‭ ‬الأخبار‭ ‬داخل‭ ‬المواقع‭.‬

لاننكر‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬استسهال‭ ‬تتبع‭ ‬الخبر‭ ‬صوت‭ ‬وصورة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هواتفهم‭ ‬الذكية‭ ‬،‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬مايعرض‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إضافة‭ ‬تعليق‭ ‬أو‭ ‬إبداء‭ ‬رأيه‭ ‬بالسلب‭ ‬أو‭ ‬بالإيجاب‭ .‬

ويضيف‭ :‬‭ ‬مازال‭ ‬الأمر‭ ‬مرتهن‭ ‬بثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يجيد‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬،‭ ‬وتفصيله‭ ‬على‭ ‬إمساك‭ ‬الهاتف‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬أمام‭ ‬الكمبيوتر‭ ..‬وهناك‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يهتمون‭ ‬لليوم‭ ‬بقراءة‭ ‬الجرائة‭ ‬،‭ ‬كونها‭. ‬معروفة‭ ‬المصدر‭ ‬بعكس‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الإنترنت‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬مصداقية‭ ‬المعلومة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬وزرائها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬ونشرها‭ ‬؟‭! ‬فقد‭ ‬يقفل‭ ‬صفحته‭ ‬أ‭ ‬وحسابه‭ ‬فجاة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬يلغي‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ . ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬القارىء‭ ‬أو‭ ‬المتابع‭ ‬أثراً‭ ‬لما‭ ‬قراءه‭ ‬،‭ ‬وتفاعل‭ ‬معه‭ : ! ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬ينفرون‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬المفبركة‭ ‬وغير‭ ‬الصحيحة‭ ‬والتي‭ ‬سببت‭ ‬فتن‭ ‬ومشاكل‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ .‬أما‭ ‬الصحيفة‭ ‬حتي‭ ‬وإن‭ ‬حوت‭ ‬أخبار‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة‭ ‬فهي‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ذلك‭ .‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المجتمعات‭ ‬سترجع‭ ‬تلقاياً‭ ‬للوسيلة‭ ‬القديمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمل‭ ‬من‭ ‬وهمية‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الإفتراضي‭ ‬،‭ ‬وزيف‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬أناس‭ ‬مجهولين‭ ‬،‭ ‬فتكرار‭ ‬خيبات‭ ‬تنزع‭ ‬الثقة‭ ‬عند‭ ‬المتابعين‭ .‬

أم‭ ‬الأخ‭ / ‬محمد‭ ‬اللموشي‭ – ‬متقاعد‭ – ‬أفادنا‭ ‬بالقول‭ :‬

من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬سنة‭ ‬كونية‭ ‬،‭ ‬ومعه‭ ‬يحصل‭ ‬التطور‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬شتي‭ ‬مجالات‭ ‬حياتنا،‭ ‬وما‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬ليلغي‭ ‬مكانتها‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬الصحافة‭ ‬الرقمية،‭ ‬إما‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬يحملها‭ ‬إلي‭ ‬مرحلة‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬ومرونة‭ ‬للملتقى،‭ ‬وهنا‭ ‬أقصد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الصحف‭ ‬و‭ ‬المحلات‭ ‬وحتى‭ ‬الكتب‭ ‬التقنية‭ ‬فرضت‭ ‬جدارتها‭ ‬وسرعتها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الطباعة‭ ‬البدائية‭ ‬،‭ ‬فحتى‭ ‬التلفاز‭ ‬سينتهي‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬ويحل‭ ‬محله‭ ‬البحث‭ ‬من‭ ‬شاشة‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬اللوح‭ ‬الرقمي‭ .‬

ويضيف‭ ‬في‭ ‬البدء‭ ‬كان‭ ‬التدوين‭ ‬بالقلم‭ ‬الجاف‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬الطباعة‭ ‬على‭ ‬الآلة‭ ‬الكاتبة‭ ‬ثم‭ ‬الحاسوب‭ ‬تتم‭ ‬إستخراج‭ ‬نسخ‭ ‬ورقية‭ ‬في‭ ‬المطابع‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬المكتبات‭ ‬لتنشر‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬أيدي‭ ‬القراء‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬العملية‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدقيقة‭ ‬نستطيع‭ ‬تصفح‭ ‬وقراءة‭ ‬عشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬فيديوات‭ ‬مسجلة‭ ‬عنها‭ ‬‭.‬

ويردف‭ ‬قائلاً‭ : ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬قراءة‭ ‬الصحف‭ ‬سواءً‭ ‬الورقية،‭ ‬أو‭ ‬المتحولة‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وأجد‭ ‬في‭ ‬الوسيلتين‭ ‬متعة‭ ‬فكرية‭ ‬ولا‭ ‬يمكنني‭ ‬تفضيل‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬فلما‭ ‬بدأت‭ ‬التجربة‭ ‬البشرية‭ ‬بالكتابة‭ ‬على‭ ‬الحجز‭ ‬وجلود‭ ‬الحيوانات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أنتقلت‭ ‬الثورة‭ ‬الورقية‭ ‬بالمطابع‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬بالثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬فالإنسان‭ ‬يظل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬السهل‭ ‬والأرخص‭ ‬فيما‭ ‬يتيح‭ ‬تحويل‭ ‬المعلومة‭ ‬من‭ ‬خبر‭ ‬تولد‭ ‬من‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬فكرة‭ ‬يجسده‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬وسيلة‭ ‬حفظ‭ ‬ونشر‭ .‬

الأخت‭ ‬عنايات‭ ‬لملوم‭- ‬متقاعدة‭ .. ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬رأيها‭ ‬بالقول‭: ‬

أنا‭ ‬من‭ ‬عاشقات‭ ‬القراءة‭ ‬للصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والراغبات‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬شبابي‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬لدي‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفيسبوك‮»‬،‭ ‬وأتابع‭ ‬بعض‭ ‬الصفحات‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يضاهي‭ ‬جمال‭ ‬الصحيفة‭ ‬وأخبارها‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬بإمكاني‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قصاصات‭ ‬في‭ ‬مذكراتي‭ ‬التي‭ ‬اخبئها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وأفتخر‭ ‬بها‭ ‬فلولا‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬لم‭ ‬نتوصل‭ ‬لقراءة‭ ‬المنصات‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬أخبار‭ ‬الانترنت‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتفظتي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬لن‭ ‬تتمكني‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انقطاع‭ ‬النت‭ ‬أو،‭ ‬الكهرباء‭ ‬مثلا‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أجهزتنا‭ ‬بخلاف‭ ‬المعلومات‭ ‬المطبوعة‭ ‬على‭ ‬الورق‭.‬

وتستطرد‭ ‬قائلة‭ :‬

بصراحة‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬الطرز‭ ‬القديم‭ ‬،‭ ‬وأتذكر‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬عمل‭ ‬بشركة‭ ‬جرمة‭ ‬كنت‭ ‬اشتري‭ ‬الصحف‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الأكشاك‭ ‬والمكتبة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬أول‭ ‬سبتمبر‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجماهيرية‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬‭ ‬مع‭ ‬الناس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬المحلية‭ ‬وقتها‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭.‬

يفترض‭ ‬حتي‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬توزيع‭ ‬الصحف‭ ‬لأن‭ ‬جيل‭ ‬القدامى‭ ‬كلهم‭ ‬يفضلون‭ ‬القراءة‭ ‬المطبوعة‭ ‬،‭ ‬وأطالب‭ ‬بعودة‭ ‬الجرائد‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الكبار‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬،‭ ‬أغلبهم‭ ‬‮«‬‭ ‬بيلة‭ ‬‮»‬‭ ‬ولايعرفون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬والمواقع‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ .‬

الأخت‭ .. ‬سمر‭ – ‬صحيفة‭ ‬أفادت‭ :‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإحتياج‭ ‬الكاسح‭ ‬للرقمية‭ ‬لكافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬،‭ ‬وتزايد‭ ‬فوائد‭ ‬الصحف‭ ‬القومية‭ ‬المتعددة‭ ‬كسرعة‭ ‬وصول‭ ‬الخبر‭ ‬وتفاعل‭ ‬المتلقي‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬انني‭ ‬أري‭ ‬الصحف‭ ‬المطبوعة‭ ‬لن‭ ‬تندثر‭ ‬كلياً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ .‬

ويعزى‭ ‬هذا‭ ‬الاستمرار‭ ‬إلى‭ ‬عادات‭ ‬القراءة‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬يتمسك‭ ‬بها‭ ‬البعض‭ ‬مما‭ ‬يبقيها‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يلاحظ‭ ‬إقبال‭ ‬كبير‭ ‬ومحوري‭ ‬للأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬على‭ ‬الصيغة‭ ‬الرقمية‭ ‬للأخبار‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬هو‭ ‬للصحف‭ ‬الرقمية‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الصيغة‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالنص‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬تتطور‭ ‬عبر‭ ‬إضافة‭ ‬الفيديو‭ ‬والبث‭ ‬المباشر‭ ‬،‭ ‬الأمر‭ ‬يضع‭ ‬بقاء‭ ‬الصحف‭ ‬المطبوعة‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬زمني‭ ‬،‭ ‬وتحد‭ ‬متزايد‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يودع‭ ‬الخبر‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المقبل‭ .‬

الاخ‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ – ‬موظف‭ – ‬قال‭ :‬

‭ ‬إذا‭ ‬توقفت‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬عن‭ ‬الصدور‭ ‬ستختفي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تواكب‭ ‬التطور‭ ‬الإلكتووني‭ ‬فمع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬ستختفي‭ ‬،‭ ‬ويقل‭ ‬عدد‭ ‬مطالعيها‭ ‬،‭ ‬وتصبح‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬لتكون‭ ‬مواكبة‭ ‬وموازية‭ ‬لخطى‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬لاصدار‭ ‬نسخ‭ ‬الكترونية‭ ‬لاننا‭ ‬نعيش‭ ‬حالياً‭ ‬عصر‭ ‬التغوَّل‭ ‬التقني‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬متسارع‭ ‬ويتوجب‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬و‭ ‬الحكومات‭ ‬ومجرات‭ ‬التحوَّل‭ .‬

كما‭ ‬رصدنا‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلديات‭ :‬

أحمد‭ ‬قليوان‭ – ‬سبها‭ :‬

صحيفة‭ ‬‮«‬فسانيا‮»‬‭ ‬أسبوعية‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المكتبات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬بمدينة‭ ‬سبها‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب،‭ ‬لكن‭ ‬انتشارها‭ ‬يظل‭ ‬محدودًا‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانات‭ ‬وصعوبات‭ ‬التوزيع‭ ‬مقارنة‭ ‬بسرعة‭ ‬وصول‭ ‬الأخبار‭ ‬عبر‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وصفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

المواطن‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأخبار‭ ‬السريعة،‭ ‬خاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب،‭ ‬بينما‭ ‬تظل‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬مثلًا‭ ‬‮«‬فسانيا‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬توثيقية‭ ‬وتحليلية‭ ‬مهمة،‭ ‬ويحرص‭ ‬بعض‭ ‬القراء‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬متابعتها‭ ‬لما‭ ‬تمنحه‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬وعمق‭ ‬لا‭ ‬توفره‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مع‭ ‬توفر‭ ‬المعلومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والصفحات‭.‬

هل‭ ‬يحرص‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية؟

‭ ‬حمزة‭ ‬صالح‭ – ‬بلدية‭ ‬جردس‭ ‬العبيد‭ :‬

حقيقاً‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬المكتبات‭ ‬عادة‭ ‬كانت‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬وكانت‭ ‬تصل‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬الى‭ ‬البلديات،‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬تتابع‭ ‬الأخبار‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تفتقد‭ ‬الى‭ ‬المصداقية‭ ‬،‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬شكلاً‭ ‬وبالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬المحتوى‭ ..‬

إيمان‭ ‬السويح‭ – ‬منسق‭ ‬إعلامي‭ :‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المكاتب‭ ‬الإعلامية‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬ؤليها‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية،‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬حتي‭ ‬مكان‭ ‬بيع‭ ‬الصحف‭ ‬غير‭ ‬معروف،‭ ‬المواطن‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬استسقاء‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مصداقيتها‭ ‬ويقوم‭ ‬فورا‭ ‬بتداولها‭..‬

د‭. ‬نعيمة‭ ‬سلامة‭ – ‬الزاوية‭ :‬

نحن‭ ‬كجمهور‭ ‬متلقي‭ ‬للصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬محتاجين‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الجرائد‭ ‬والإصدارات‭ ‬لانه‭ ‬ليس‭ ‬بوسع‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬وصفحات‭ ‬التواصل‭.‬

نحن‭ ‬كفرع‭ ‬شؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الزاوية‭ ‬الغرب‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬صحيفة‭ ‬ورقية‭ ‬تتابع‭ ‬الفعاليات‭ ‬ويطلع‭ ‬عليها‭ ‬الجمهور‭ ‬،‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أعتبر‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬مازالت‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬اصدرتها‭ ‬من‭ ‬الصحف‭..‬

طارق‭ ‬ساسي‭ – ‬نالوت‭ :‬

‭ ‬البلدية‭ ‬بها‭ ‬تقريباً‭ ‬أربع‭ ‬مكتبات‭ ‬لم‭ ‬أرَ‭ ‬بها‭ ‬جرائد،‭ ‬أو‭ ‬مجلات‭ ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬وجدت‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬لها‭ ‬جمهور‭ ‬يطالعونها‭.‬

زمان‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬متابعون‭ ‬للجرائد‭ ‬ويفرحون‭ ‬حين‭ ‬يجدونها‭ ‬في‭ ‬المكتبات‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬وسرعة‭ ‬إنتشار‭ ‬المعلومة‭ ‬فقدنا‭ ‬متعة‭ ‬تصفح‭ ‬تلك‭ ‬الجرائد‭ ..‬

محمود‭ ‬أبو‭ ‬جطيلة‭ : ‬قصر‭ ‬الخيار‭ :‬

طبعًا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالمركز‭ ‬الثقافي‭ ‬سابقاً‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والآن‭ ‬مكتب‭ ‬الثقافه‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬جرائد‭ ‬تصدر‭ ‬شهرية‭ ‬ومجلات،‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاكترونيه‭ ‬قليل‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الجرائد‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى