
شغب الملاعب ..
يشكلُ الشغبُ في الملاعب الرياضية الذي يتحوّل إلى كرة من النَّار تلتهم كل ما في طريقها إحدى الظواهر الخطيرة على الرياضة والمجتمع عمومًا، ومن أهم أسباب ظاهرة الشغب في الملاعب هو التعصب الانتمائي للفرق والابتعاد عن الروح الرياضية التى تتخذها الأسرة الرياضية شعارًا لها، أضف إلى ذلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية لها مكانة ضمن الأسباب التى تُسهم في هذه الظاهرة الخطيرة على الرياضة، والمجتمع الشغب في الملاعب سلوكٌ لا أخلاقي مناف للقيم والأعراف حيث الأعمال غير اللائقة بالإنسان وهي ظاهرة لا يمكن السكوت عليها أو الوقوف عندها بموقف المتفرج لأنها تشكل تحديات كبيرًا للممارسة الرياضية الشريفة التى بنيت عليها مختلف الألعاب الرياضية، علاوة على أضرارها المادية عندما تتحوَّل إلى التخريب في الملاعب والممتلكات الخاصة والعامة .
الشغب .. ظاهرة سلبية تنخر جسد المنافسة الشريفة، وترهق الجميع وللحد منها يجب علينا أولاً زيادة الوعي والثقافة لكل من له علاقة بالمجال الرياضي، والانطلاقة تكون من الأندية الرياضية مهد النشاط الرياضي، ثم يأتي الدور على الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية في التعريف بأهمية الروح الرياضية خلال التنافس الرياضي والسلوك الحضاري، ويكمن ذلك a إقامة الندوات والحوارات والأمسيات الثقافية في الأندية للتعريف بقيمة التنافس الشريف وفي هذا السياق فإنّ المسؤولية لا تخص فردًا جهة معينة لأن الحد من ظاهرة العنف في الملاعب مسؤولية تضامنية بين كل مكونات النشاط الرياضي من لاعبين، وجمهور، ومدربين .
أهم أسباب ظاهرة الشغب في الملاعب :
1.التعصب الأعمى للفرق الرياضية، وما يشكله من خروج عن السلوك، والروح الرياضية.
2. الابتعاد عن ثقافة التسامح التى هي أساس التنافس الرياضي لأن العداء والتباغض وعدم المسؤولية، والنظر فقط للفوز ولا شي غيره مهما كانت الوسيلة أمر لا يمت للرياضة بأي صلة.
3. المستوى التعليمي، وما يشكله من دور على الأداء للرياضيات من حيث العلاقة بالآخرين وطبيعة التنافس بين الأفراد، والفرق، والردود الذي تشكله الثقافة والمستوى التعليمي على صعيد المنافسة الرياضية وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على السلوك الحضاري للمنافسة الرياضية.
1.الرغبة الجامحة في تحقيق الفوز بشتى الطرق من خلال الأنانية إما الخاصة بالفرد أو الجماعة ما يعبر عن التعصب في معناه الضيق على مستوى الفرد أو على منتبي النادي أو المنطقة أو الدولة عمومًا.
الرياضة في أسمى معانيها
من المؤكد إنّ النشاط الرياضي هو أحد الوسائل الحضاري التى سلكتها أغلب دول العالم لما له من عوائد أهمها التواصل بين الأفراد، والجماعات والدفع بالطاقات الكبيرة لدى مختلف الأعمار في الممارسة الرياضية الشريفة البعيدة كل البعد عن كل الظواهر الخارجة وأهمها ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية وخارجها ومن المؤكد أن الرياضة هي أهم وسائل التعارف بين الأفراد والجماعات، والشعوب وغرس المودة بما يجعلها تحقَّق المصالح الوطنية من خلال التنافس الرياضي الشريف، والابتعاد عن الفتنة وشق الصف، ونبذ التعصب فالأهداف الجميلة مهما كان مصدرها هي مصدر سعادة للمحبين للرياضة دون تعصب.
الإعلام الرياضي والدور المطلوب
يعد الإعلام الرياضي بمختلف أنواعه ) مرئي مكتوب، ومقروء( أحد عناصر اللعبة ويشكل أحد أهم أسباب التى لها ثأتيرها الكبير في المجتمع الرياضي من خلال ما يقدمه عبر الوسائل المختلفة من )صحف، ومجلات، وقنوات مسموعة ومرئية( وهو سلاحٌ ذو حدين إما أن يساعد على الرفع من ثقافه المجتمع والثقافة الرياضية عمومًا.
لأن الإعلام الرياضي له دوره الفعال في الرفع من ثقافة الجمهور الرياضي، وهو ما يشكل أهم أسباب الرفع من درجة الوعي لدى الممارسات والمتابعين للنشاط الرياضي على حد سواء وهو من الأسباب أيضًا للقضاء على السلوك غير السوي، والعنّف الذي يصاحب المنافسات ودور الإعلام خاصة معلقي المباريات فعال في الوصول بالمنافسة الرياضية إلى بر الأمان من خلال انتقاء العبارات السليمة التى تحفز على التنافس الرياضي الشريف والابتعاد عن كل ما ينحرف بالرسالة الاعلامية عن الهدف المطلوب باستخدام العبارات المثيرة والعناوين المستفزة من أجل سبق صحفي أو انحياز لفريق دون آخر.
في غياب الوعي
جمعة الباوندي
لازالت ظاهرة الشغب، والعنف بالملاعب، تتفاقم وتزداد اتساعًا، بعدما طالت مختلف الألعاب والرياضات، وبالأخص الجماعية مثل كرة القدم.
ففي ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية، وحالة التشرذم، والانقسام التي تعيشها البلاد منذ عدة سنوات، فإن التغلب على هذه الظاهرة المُقيتة، لا يبدو محفزًا، خاصة في غياب الوعي وعجز الاتحادات الرياضية وعدم قدرتها على التصدي لهذا الوباء، الذي تزداد رقعته بدلاً من انحساره !!
ولعل الشيء المؤسف، هو أن مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «فيسبوك»، هي من تؤجج للعنف، وإثارة الشغب، من خلال المشجعين المتعصبين لأنديتهم، وهو الأمرُ الذي يجعل الجهات ذات العلاقة، عاجزة تمامًا عن التصدي لهذه الآفة الخطيرة.
إنّ ما نحتاجه لمواجهة هذه الأزمة، هو سن عقوبات رادعة، وتعديل اللوائح الهشة المتعلقة بعقوبات الأندية واللاعبين والكوادر الإدارية والفنية، بحيث تُطبق على الأندية الكبيرة قبل الصغيرة، دون أي استثناءات، أو مجاملات كما يحدث حاليًا !!
عندما يسيطر التعصب على العقول
هشام حقية
ما يحدث في ملاعبنا من أحداث غير رياضية ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة لظاهرة متكرَّرة شهدناها في الآونة الأخيرة، فهذه السلوكيات تعود في جزء كبير منها إلى ثقافة الجماهير الرياضية التي تعتقد أن مثل هذه الأفعال ستجعلها رقمًا صعبًا في عالم كرة القدم المحلية متناسية أن الرياضةَ في جوهرها أخلاقٌ قبل أي شيء آخر.
إن هذه الأحداث تؤثر بشكل كبير على مستوى الفريق وعلى سمعة المدن والهيئات الرياضية التي تمثلها لقد كانت مثل هذه التجاوزات موجودة منذ عقود ولكن مع تطور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تم الكشف عن هذه الأفعال بشكل أكثر توسعًا، وأكثر وضوحًا أن ما تقوم به مجموعة من الجماهير التي تفتقر إلى القيم والأخلاق لا تمثل إلا نفسها، ولا تعبر عن مؤسسات رياضية أو مدن بعينها.
يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم بدءاً من الأجهزة الأمنية وصولاً إلى المسؤولين في الأندية. فسياسةإما أن نفوز أو نحرق الأخضر واليابس لم تعد مجدية بل هي سياسة عفى عليها الزمن أن ما يحدث في ملاعبنا من أحداث وتجاوزات أصبح أمراً لا يُطاق إذا استمرينا في التفكير بهذه العقلية فلن نتمكن من تحقيق كرة قدم حقيقية ولن نكون ذوي قيمة أمام أنفسنا قبل أن نكون أمام الآخرين
لذا أوجه نداءً إلى جماهير كرة القدم : يجب أن نعيد النظر في سلوكياتنا، وأن نعمل على تعزيز القيم الرياضية لأن هذه القيم هي التي تجعل من الرياضة وسيلة للتواصل والتآزر بدلاً من أن تكون ساحة للعنف لنحافظ على روح اللعبة ولنجعل من ملاعبنا مكانًا للفرح والتنافس الشريف .
الإعلام النظيف هو من يصل بالمنافسة الرياضية لبر الأمان