حوار

العباني‭ : ‬فضاءات‭ ‬الطبيعة‭..‬مـوسيقى‭ ‬الألوان

‭ ‬سميرة‭ ‬البوزيدي

الفنان‭ ‬علي‭ ‬العباني‭ ‬صاحب‭ ‬أهم‭ ‬مدرسة‭ ‬تشكيلية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز،‭ ‬نحاوره‭ ‬هنا‭ ‬كما‭ ‬نحاور‭ ‬النجوم‭ ‬والأقمار‭ ‬البعيدة،‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬فنان‭ ‬يحلق‭ ‬عاليًا،‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬روحانية‭ ‬الفن‭ ‬وماهية‭ ‬الروح‭ ‬التشكيلية‭ ‬الهائمة‭ ‬في‭ ‬ملكوت‭ ‬الجمال،‭ ‬وهذا‭ ‬حواري‭ ‬معه‭ ‬خضنا‭ ‬فيه‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الذاكرة‭ ‬الفنية،‭ ‬وسيرة‭ ‬الفن‭ ‬العطرة‭ ‬باللون‭ ‬والطبيعة‭ ‬والتميز‭.‬

الآن‭ ‬والفنان‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬العباني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العزلة‭ ‬الاختيارية‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬علاقتك‭ ‬بالرسم‭ ‬يا‭ ‬تُرى؟

محاط‭ ‬ببعض‭ ‬لوحات‭ ‬بعضها‭ ‬قديم‭ ‬نسبيًا،‭ ‬وبعضها‭ ‬رسمتْ‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة‭ ‬كلما‭ ‬حللت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بجزيرة‭ ‬مالطة‭ ‬ذات‭ ‬الطقس‭ ‬المتوسطي‭ ‬الشبيه‭ ‬بطقس‭ ‬طرابلس‭ ‬وذات‭ ‬نفس‭ ‬الضوء‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬وظلاله‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬أسميته‭ ‬بالعزلة‭ ‬الإختيارية،

العلاقة‭ ‬بالرسم‭ ‬والتلوين‭ ‬تجاوزتْ‭ ‬مراحل‭ ‬الأداء‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والتقليدي‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬التحصيل‭ ‬الأكاديمي‭ ‬متجاوزة‭ ‬كل‭ ‬حدود‭ ‬الخيارات‭ ‬المسبقة‭ ‬للتقنيات‭ ‬وللمضامين‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬اللوحة‭ ‬اتخذت‭ ‬مسارات‭ ‬لعلها‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬لمفردات‭ ‬السلم‭ ‬الموسيقي‭ ‬الحداثوي‭ ‬تحديدا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خوض‭ ‬المجرد‭.‬

التلاوين‭ ‬رغم‭ ‬صمتها‭ ‬الأزلي‭ ‬لكنها‭ ‬تتأتى‭ ‬مثلما‭ ‬تتوالد‭ ‬إيقاعات‭ ‬الموسيقى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬محدد‭ ‬قيمة‭ ‬بصرية‭ ‬ذات‭ ‬إيقاع‭ ‬مجرد‭ ‬،‭ ‬قراءة‭ ‬سارد‭ ‬للون‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬عند‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬البيانو‭ ‬بتلقائية‭ ‬متحررة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الشروط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المسبقة،بصيرة‭ ‬انتقائية‭ ‬لكل‭ ‬احتمالات‭ ‬المجرد،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نبصره‭ ‬قابل‭ ‬لأن‭ ‬يلتظم‭ ‬داخل‭ ‬الخيارات

فيصبح‭ ‬واحدًا‭ ‬مكتفيًا‭ ‬بلونه‭ ‬وذاته

حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يك‭ ‬شيئا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

مثل‭ ‬الصباحات‭ ‬ومثل‭ ‬الآفاق‭ ‬البعيدة‭ ‬المبهمة‭ ‬لكنها‭ ‬محط‭ ‬الوعود

كل‭ ‬منتج‭ ‬التجريد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬منتجية،فنانون‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬كاندنسكي‭ ‬وبول‭ ‬كلي‭ ‬وموندريان‮»‬،‭ ‬هكذا‭ ‬تحقَّق‭ ‬منتجهم‭ ‬الإبداعي‭ ‬الجميل،‭ ‬والمتجاوز‭ ‬لكل‭ ‬المحدد،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬مجالين‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬هما‭ ‬الموسيقى‭ ‬والتلوين

أعترف‭ ‬عالم‭ ‬السماع‭ ‬بأعمال‭ ‬‮«‬بيتهوفن‭ ‬وموزار‭ ‬وتشايكوفسكي‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬مجردة

وولدت‭ ‬خارج‭ ‬النسق‭ ‬السماعي‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬ولكنه‭ ‬بصعوبة‭ ‬قبل‭ ‬لوحات‭ ‬موندریان‭ ‬ولوحات‭ ‬كـ«ابوجروسي‭ ‬وميرو‭ ‬وكاندنسكيرواد‮»‬‭ ‬التجريد‭.‬

لفن‭ ‬كتجريد‭ ‬مستمر‭ ‬للواقع‭ ‬هل‭ ‬استطاع‭ ‬حقًا‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره؟

حقا‭ ‬الـ‭)‬مجرد‭( ‬هو‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬فقط‭ ‬الإجابات‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬الأسئلة

مثلما‭ ‬تتوالد‭ ‬الأسئلة‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جواب‭ ‬جديد،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثل‭ ‬التسميات‭ ‬الأولية‭ ‬لأهم‭ ‬عناصر‭ ‬الحياة‭ ‬الهواء‭ ‬والماء

ما‭ ‬الماء‭ ‬؟؟؟‭ ‬الإجابة‭ ‬العلمية‭: ‬سائل‭ ‬لا‭ ‬لون‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬رائحة

أي‭ ‬أنه‭ ‬مجرد

ما‭ ‬الهواء‭ ‬؟؟؟‭ ‬لا‭ ‬لون‭ ‬ولاطعم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة‭ ‬ولا‭ ‬حتی‭ ‬کیان‭ ‬متحقق

من‭ ‬خلال‭ ‬الحواس‭ ‬القيمة‭ ‬المجردة‭ ‬الأكبر

والأعظم‭ ‬شأنًا،‭ ‬ويرتبط‭ ‬المادي‭ ‬الصرف‭ ‬بالمتخيل‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬توصيفات‭ ‬المحسوس،‭ ‬لكأن‭ ‬أعظم‭ ‬أجمل‭ ‬قيم‭ ‬الحياة‭ ‬تتمنع‭ ‬عن‭ ‬التوصيف،‭ ‬وحتى‭ ‬عن‭ ‬التسميات‭ ‬أو‭ ‬تکاد

‭!!..‬ماء

هواء،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬هوى

أجمل‭ ‬وأعظم‭ ‬قيم‭ ‬الحياة‭ ‬مجردة

الهواء‭ ‬والماء‭ ‬والروح‭ ‬والرواح

ولذلك‭ ‬عجزت‭ ‬اللغة‭ ‬عن‭ ‬توصيف‭ ‬الماء‭ ‬والهواء‭ ‬واستحدثت‭ ‬مفردات‭ ‬أكثر‭ ‬تجريدامثل‭ ‬الهوى‭..‬هوی

مفردات‭ ‬ولدت‭ ‬مجردة‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬الحدث،‭ ‬كل‭ ‬أمثلة‭ ‬الحياة‭ ‬الأجمل‭ ‬ولدت‭ ‬مجرا‭ ‬،‭ ‬وماتزال

الماء‭ ‬أسئلة‭ ‬الماهيات‭ ‬الهواء‭ ‬أسئلة‭ ‬الهوى‭ ‬الهواية‭ ‬يهوى‭ ‬هاوية‭ ‬المطلق

حتى‭ ‬توصيف‭ ‬الماء‭ ‬العلمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علوم‭ ‬الطبيعة

لالون‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬طغم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة

أي‭ ‬مجرد‭! ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬أهم‭ ‬عنصر‭ ‬للحياة‭ ‬

والأكثر‭ ‬تجريدا‭ ‬هو‭ ‬الهواء

لا‭ ‬لون‭ ‬ولا‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة‭ ‬ولا‭ ‬ملمس‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬كيان‭ ‬مادي

حتى‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬استعار‭ ‬هذه‭ ‬المفردة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أجمل‭ ‬وأعظم‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية‭ ‬وهي‭ ‬الحب

فأسماه‭ ‬الهوى‭ ‬من‭ ‬الهو،‭ ‬الغير‭ ‬محدد

أي‭ ‬المجرد‭ ‬المجرد‭ ‬عن‭ ‬التوصيف

أما‭ ‬الروح‭ ‬فهي‭ ‬المجرد‭ ‬الأكبر‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬سر‭ ‬الخلق،‭ ‬إنما‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬ربي

أي‭ ‬لا‭ ‬توصيف‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬ماهية‭ ‬اللغة‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬التوصيف،‭ ‬تعجز‭ ‬اللغة‭ ‬عن‭ ‬توصيف‭ ‬العطر‭ ‬مثلا‭ ‬يذكرنا‭ ‬هذا‭ ‬برواية‭ ‬العطر

لمؤلفها‭ ‬‮«‬زوسكيند‮»‬

أنت‭ ‬ترسم‭ ‬الأمكنة‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬اخلصت‭ ‬لك‭ ‬الأمكنة؟

أمكنة‭ ‬الذاكرة‭ ‬المجردة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها

الروحية‭ ‬والمادية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الفضاءات‭ ‬المجردة‭ ‬أتت‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬الذاكرة‭ ‬القومن‭ ‬بترهونة‭ ‬ثم‭ ‬الأسفار‭ ‬الطريق‭ ‬النوافذ

نافذة‭ ‬الحافلة‭ ‬من‭ ‬ترهونة‭ ‬إلى‭ ‬طرابلس

في‭ ‬غبش‭ ‬الصباحات‭ ‬والبواكير

الطريق‭ ‬المحفوف‭ ‬بأشجار‭ ‬الصنوبر‭ ‬والسرو‭ ‬والكافور‭ ‬الروابي‭ ‬القريبة‭ ‬والبعيدة‭ ‬غبش‭ ‬الصباحات

‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬لوحة‭ ‬العباني‭ ‬لوحة‭ ‬مكان‭ ‬بالدرجة‭ ‬الاولى؟

لا‭ .. ‬لأنني‭ ‬لم‭ ‬أرسم‭ ‬لوحة‭ ‬لمكان‭ ‬محدد

مثلما‭ ‬فعل‭ ‬الإنطباعيون‭ ‬حتى‭ ‬الكتابات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬لوحاتي‭ ‬أغلبها‭ ‬تناولت‭ ‬روح‭ ‬المكان‭ ‬المجرد‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬حدهم‭ ‬سأتذكره‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وصف‭ ‬الأمكنة‭ ‬قائلا

كأنها‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬كوكب‭ ‬غير‭ ‬الأرض

تذكرته‭!‬هو‭ ‬دومينك‭ ‬كثير‭ ‬الناقد‭ ‬التشكيلي‭ ‬المالطي‭ ‬ومدير‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬خلال‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات

عندما‭ ‬أقمت‭ ‬معرضا‭ ‬بقاعة‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬بفاليتا‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتالوج‭ ‬دليل‭ ‬معرضي‭ ‬بقاعة‭ ‬المتحف‭ ‬بفاليتا‭ ‬حينها‭ ‬المعرض‭ ‬الذي‭ ‬أقمته‭ ‬حينها

وافتتحه‭ ‬بول‭ ‬شويرب

Poul cewerbرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬حينها‭ ‬

إجابة‭ ‬على‭ ‬سؤالك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬أسميته‭ ‬ب‭ (‬لوحة‭ ‬المكان‭) ‬

بالإمكان‭ ‬تعميم‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬التجارب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التشكيلية‭ ‬وخاصة‭ ‬المرحلة‭ ‬الإنطباعية‭ ‬کلود‭ ‬مونيه‭ ‬وبيسارو‭ ‬وفان‭ ‬جوخ‭ ‬وتيتسيانو‭ ‬ورينوار

كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬أعمالهم‭ ‬ارتبطت‭ ‬بالمكان‭.‬

‭- ‬وترهونة‭ ‬مكان‭ ‬رحب‭ ‬اخذ‭ ‬حيزا‭ ‬من‭ ‬فنك؟‭ ‬

أكيد‭ ..‬في‭ ‬البدايات،‭ ‬ثم‭ ‬استوحت‭ ‬الأدائية‭ ‬براحات‭ ‬وأفاق‭ ‬وأمكنة‭ ‬أخرى‭ ‬سنوات‭ ‬إقامتي‭ ‬بإيطاليا

كانت‭ ‬ملهمة‭ ‬مشاهد‭ ‬الطبيعة‭ ‬والسهوب

محافظة‭ ‬اومبريا‭ ‬بإيطاليا‭ ‬وعاصمتها‭ ‬بيروجا‭ ‬فضاءات‭ ‬وسهوب

مشاهد‭ ‬الطبيعة‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬طريق‭ ‬الحافلة‭ ‬وجوانب‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬السفر‭ ‬بالقطار‭ ‬مؤثرة‭ ‬وبالغة‭ ‬الجمال‭ ‬مشاهد‭ ‬متبتة‭ ‬عند‭ ‬السفر‭ ‬في‭ ‬البواكير‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زجاج‭ ‬النوافذ‭ ‬المغبش‭ ‬بالندى

أنت‭ ‬ترسم‭ ‬الأمكنة‭ ‬بإخلاص‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬اخلصت‭ ‬لك‭ ‬الأمكنة‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬ليبيا‭ ‬للعباني‭ ‬؟

هذا‭ ‬حال‭ ‬كل‭ ‬عشاق‭ ‬البلاد‭ ‬مثلما‭ ‬كتب‭ ‬مفتاح‭ ‬العماري‭ ‬

بلاد‭ ‬تحبها‭ ‬وتزدريك

تقصدالكدي؟

الكدي‭ ‬نعم

‭_‬مفتاح‭ ‬كتب‭ ‬أوطان‭ ‬طاردة

نعم‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬مفتاح

في‭ ‬بعض‭ ‬نصوص‭ ‬مفتاح‭ ‬لا‭ ‬أتذكر‭ ‬الآن‭ ‬بالتحديد‭ ‬هناك‭ ‬معنى‭ ‬شبيه‭ ‬

نعم‭ ‬الكثير‭ ‬

‹والعباني‭ ‬الفنان‭ ‬قدم‭ ‬الكثير‭ ‬لليبيا‭ ‬التي‭ ‬خلدها‭ ‬في‭ ‬فنه

لماذا‭ ‬يشعر‭ ‬الفنان‭ ‬والكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬بالخذلان‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬برأيك؟‭ ‬

رؤى‭ ‬الآخرين‭ ‬ليست‭ ‬مواكبة‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يعنيها‭ ‬الأمر‭ ‬ولكن‭ ‬حقيقة‭ ‬نحن‭ ‬نكتب‭ ‬ونرسم‭ ‬للتاريخ‭ ‬وللكون‭ ‬الجمعي

ولكن‭ ‬شعور‭ ‬الخذلان‭ ‬مر‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬ويؤثر‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬المبدع؟‭ ‬

أكيد

‭-‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يهجر‭ ‬ابداعه‭ ‬حتى‭!‬

مثلما‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬مثلا؟

والله‭ ‬يا‭ ‬سميرة‭ ‬العزيزة‭ ‬نحن‭ ‬أسرة‭ ‬الوعي‭ ‬الجمالي‭ ‬الخلاق‭ ‬نصوصا‭ ‬ورسما

نطبطبو‭ ‬علي‭ ‬بعضنا‭ ‬

واحيانا‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الطبطبة‭ ‬لا‭ ‬تكفي؟‭ ‬

هي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬حالة‭ ‬بؤس‭ ‬حقيقية‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬وتجارب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬مبدعي‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬دائما‭ ‬أستشهد‭ ‬بعلي‭ ‬صدقي‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وعلي‭ ‬الزويك‭ ‬وحسين‭ ‬ديهوم‭ ‬ووو‭ ‬

‭-‬حالة‭ ‬الخذلان‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬اذا‭ ‬؟‭ ‬

نعم‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬‭ ‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬شكري‭ ‬‮«‬كنت‭ ‬جائعا‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬ما‭ ‬اخسره‮»‬

مامدى‭ ‬الخسارات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬بلادنا؟‭ ‬

تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الظروف‭ ‬المتلفة

الخسارة‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬وبالبلاد

بصفة‭ ‬عامة‭ ‬والتي‭ ‬تؤخر‭ ‬مواكبة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

‭- ‬الفن‭ ‬ايضا‭ ‬ينتكس‭ ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يصمد؟‭ ‬

لولم‭ ‬يكن‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬لما‭ ‬كان

الفن‭ ‬حالة‭ ‬فاعلة‭ ‬لیست‭ ‬رهن‭ ‬المقتني

والدليل‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مردود‭ ‬لكل‭ ‬صنوف‭ ‬الابداع‭ ‬الجميل‭ ‬غالبا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الثالث

أنا‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬الرسم‭ ‬والتلوين

وأعرف‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬وفنانين‭ ‬لم‭ ‬يتوقفوا‭ ‬ممكن‭ ‬لأن‭ ‬ادوات‭ ‬التعبير‭ ‬متوفرة

بقلم‭ ‬رصاص‭ ‬وورقة‭ ‬تكتبين‭ ‬نصا‭ ‬شعريا‭. ‬

هل‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬التوقف‭ ‬خيانة‭ ‬؟‭ ‬

لا

التوقف‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬خيار‭ ‬الإبداع‭ ‬حاجة

نفسية‭ ‬وبايلوجية‭ ‬نتاج‭ ‬طبيعي‭ ‬الإبداع‭ ‬

لا‭ ‬يتوقف

في‭ ‬مجال‭ ‬الكتابة‭ ‬تحديدا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬بقلم‭ ‬رصاص‭ ‬وورقة‭ ‬إملاء‭ ‬من‭ ‬كراس‭ ‬تكتبين‭ ‬نصا‭ ‬

إنما‭ ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬حاجة‭ ‬الكاتب‭ ‬والفنان‭ ‬المثالية‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الفعل‭ ‬المنتج‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬عصريا

بالأدوات‭ ‬المواكبة‭ ‬لروح‭ ‬العصر‭ ‬الأدوات‭ ‬المثالية‭. ‬

‭-‬ولكن‭ ‬هنا‭ ‬كأنما‭ ‬المعاناة‭ ‬رديف‭ ‬الابداع

اقصد‭ ‬هل‭ ‬على‭ ‬المبدع‭ ‬ان‭ ‬يتعذب‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ليكون‭ ‬منتجا؟

المعاناة‭ ‬ليست‭ ‬دائما‭ ‬مرادفة‭ ‬للإبداع‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سنتحدث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قادم

أعمال‭ ‬بيكاسو‭ ‬الجميلة‭ ‬أنجزها‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬البديع‭ ‬الذي‭ ‬اقتناه

وحتى‭ ‬سلفادور‭ ‬دالي‭ ‬كان‭ ‬مترفا

هناك‭ ‬كتاب‭ ‬السلفادور‭ ‬دالي‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية

لكن‭ ‬أظنه‭ ‬نفذ‭ ‬لعلك‭ ‬تجدينه‭ ‬بالنت

وهناك‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬لبيكاسو‭ ‬نص‭ ‬لكاتبة‭ ‬صحفية‭ ‬كلا‭ ‬الكتابين‭ ‬متعة‭ ‬فائقة‭ ‬

‭-‬‭ ‬والعالم‭ ‬يتقلب‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التي‭ ‬جلبتها‭ ‬التقنية

هل‭ ‬انتهى‭ ‬زمن‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية

منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬انتهت‭ ‬حقا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬علية‭ ‬مدرسة‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬التجديد‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬وظهرت‭ ‬تسميات‭ ‬لبعض‭ ‬التظاهرات‭ ‬المستحدثة،‭ ‬تظاهرات‭ ‬اتخذت‭ ‬عناوين‭ ‬أدبية‭ ‬لعلها‭ ‬توضع‭ ‬ضمن‭ ‬خانات‭ ‬العناوين‭ ‬القديمة،لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك

عمل‭ ‬بأمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نستحدث‭ ‬له‭ ‬تسمية‭ ‬جديدة‭. ‬

‭ ‬دخول‭ ‬التقنية‭ ‬هل‭ ‬برأيك‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬الفن؟‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬هذا‭ ‬الشيوع‭ ‬المخيف‭ ‬للتقنية‭ ‬بالتحوير‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬

منذ‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬سادت‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬تظاهرات‭ ‬التشكيل‭ ‬الكبرى‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عروض‭ ‬أشهر‭ ‬التظاهرات‭ ‬التشكيلية‭ ‬العالمية

وأيضا‭ ‬ال‭ ‬Quadrieniale

كبينالي‭ ‬فينيسيا‭ ‬البندقية

معرض‭ ‬عالمي‭ ‬يقام‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات

بمدينة‭ ‬كاسل‭ ‬الألمانية،‭ ‬وهو‭ ‬معرض‭ ‬دولي‭ ‬تشارك‭ ‬به‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم

في‭ ‬هذه‭ ‬العروض‭ ‬تقريبا‭ ‬إختفت‭ ‬كل‭ ‬الأدوات‭ ‬التقليدية

بأعمال‭ ‬يشترط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حداثوية

وجديدة‭ ‬ومظاهر‭ ‬التشكيل‭ ‬السائدة

اختفت‭ ‬اللوحة‭ ‬واختفى‭ ‬التمثال

وإليك‭ ‬سميرة‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭:‬

حضرت‭ ‬إحدى‭ ‬دورات‭ ‬ال‭ ‬niale‭ ‬بمدينة‭ ‬كاسل‭ ‬Quadrene‭ ‬الألمانية

الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬أغلبها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بسمات‭ ‬التشكيل‭ ‬التقليدي،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬تظاهرة‭ ‬تشكيلية‭ ‬عالمية‭ ‬تقام‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنواتبمشاركة‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم

لكل‭ ‬بلاد‭ ‬جناح‭ ‬يدخلها‭ ‬الزائر

مثلا

أحد‭ ‬الأعمال‭ ‬المشاركة‭ ‬غرفة‭ ‬مظلمة

وتستغرب‭ ‬بها‭ ‬سطوع‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬مع‭ ‬أصوات‭ ‬مبهمة‭ ‬وفي‭ ‬لحظات‭ ‬الظلام‭ ‬الكامل‭ ‬يحس‭ ‬المشاهد

برقائق‭ ‬تلامس‭ ‬جسده

مالذي‭ ‬كان‭ ‬يلامس‭ ‬جسدي‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الغرفة‭ ‬مظلمة‭ ‬وعندما‭ ‬يسطع‭ ‬نور‭ ‬الغرفة

تجدها‭ ‬فارغة‭ ‬تماما

Cdreniale

عمل‭ ‬فني‭ ‬تشكيلي‭ ‬عرض‭ ‬بدورة‭ ‬من‭ ‬دورات،‭ ‬معرض‭ ‬Docomenta

بمدينة‭ ‬كاسل‭ ‬الألمانية‭ ‬والذي‭ ‬يقام‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬كل‭ ‬الجدران‭ ‬والسقف‭ ‬صور‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬أبيض‭ ‬وأسود‭ ‬لافراغات‭ ‬بينها

عمل‭ ‬آخر‭ ‬رهيب‭ ‬لمظاهر‭ ‬حياة‭ ‬اجتماعية‭ ‬أسرية‭: ‬غرفة‭ ‬بأربع‭ ‬جدران‭ ‬وسقف

أحد‭ ‬الأعمال‭ ‬الأكثر‭ ‬غرابة‭ ‬محاط‭ ‬بالكامل‭ ‬بصور‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬أبيض‭ ‬وأسود

مقصورة‭ ‬صغيرة‭ ‬ضيقة‭ ‬يجلس‭ ‬فعليا‭ ‬داخلها‭ ‬الفنان‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬مؤثرات‭ ‬موسيقية

‭- ‬اذا‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يستنفذ‭ ‬وهذا‭ ‬سر‭ ‬جماله‭ ‬و‭ ‬ديمومته؟

طبعا‭.. ‬مثل‭ ‬الكتابة‭ ‬والغناء‭ ‬والموسيقى‭ ‬وحقا‭ ‬لاسكون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون

ليس‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬يستنفذ‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭.‬

‭-‬أريد‭ ‬ان‭ ‬أسألك‭ ‬سؤالا‭ ‬مباشرا‭ ‬كيف‭ ‬حال‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬بلادنا؟

هل‭ ‬تراه‭ ‬يضيف‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا‭ ‬ام‭ ‬يراوح‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬؟

لعل‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬ولكنه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لم‭ ‬يضف‭ ‬شيئا

منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دورات‭ ‬بيينالي‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولي‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬شاهدت‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬المهمة‭ ‬حقا

كنت‭ ‬شخصيا‭ ‬مشاركا‭ ‬بهذا‭ ‬المعرض

شاركت‭ ‬بعمل‭ ‬ترکیبی‭ ‬حداثوی‭ ‬عبارة‭ ‬عن

شريط‭ ‬فيديو‭ ‬تظهر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ترددات‭ ‬لكثبان‭ ‬رملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيارة‭ ‬متحركة‭ ‬بسرعة‭ ‬مع‭ ‬صوت‭ ‬حفيف

العمل‭ ‬عرض‭ ‬ببينالي‭ ‬القاهرة‭ ‬لفنون‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬،‭ ‬صور‭ ‬بصحراء‭ ‬زلاف

والمؤثرات‭ ‬الصوتية‭ ‬صوت‭ ‬الريح‭ ‬وصوت‭ ‬المحرك‭.‬

سأتذكر‭ ‬سنة‭ ‬المشاركة

الفن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬متوقف‭ ‬تماما‭ ‬ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬وليس‭ ‬غريبا‭ ‬بسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬الغير‭ ‬المسقرة‭ ‬سياسيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬والمقياس‭ ‬دار‭ ‬الفنون

التي‭ ‬هي‭ ‬انعكاس‭ ‬لمدى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬حالة‭ ‬التشكيل‭ ‬المحاصر‭ ‬بليبيا

‭-‬سؤال‭ ‬مباشر‭ ‬آخر‭ ‬هناك‭ ‬حراك‭ ‬فني‭ ‬تشكيلي‭ ‬شاب‭ ‬يتطلع‭ ‬لرسم‭ ‬مكانته‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬المشهد‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهك‭ ‬من‭ ‬الاسماء‭ ‬الشابة‭ ‬

هم‭ ‬الآن‭ ‬تعدوا‭ ‬مرحلة‭ ‬الشباب

قلة‭ ‬قليلة

علي‭ ‬المنتصر‭ ‬يوسف‭ ‬فطيس‭ ‬نجلاء‭ ‬شوكت

محمود‭ ‬الحاسي

استاذ‭ ‬علي‭ ‬هناك‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬القاموس‭ ‬التشكيلي‭ ‬المعنون‭ ‬بقرن‭ ‬من‭ ‬التشكيل‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬لو‭ ‬تحكي‭ ‬لنا‭ ‬عنه‭ ‬؟

الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬إن‭ ‬صحت‭ ‬هذه‭ ‬التسمية‭ ‬من‭ ‬المتميزين‭ ‬وخاصة‭ ‬ممن‭ ‬تخرجوا‭ ‬من‭ ‬كليات‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬بالداخل‭ ‬والخارج‭ ‬هم‭ ‬يوسف‭ ‬فطيس،نجلاء‭ ‬شوكت‭ ‬

عبدالرزاق‭ ‬الرياني،عفاف‭ ‬الصومالي

مريم‭ ‬العباني،هادية‭ ‬قانه،ريم‭ ‬جبريل

ناصر‭ ‬أبو‭ ‬صوةأنور‭ ‬بزع‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ : (‬دار‭ ‬أنور‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭).‬

أستاذ‭ ‬علي‭ ‬اريد‭ ‬منك‭ ‬كلمة‭ ‬نختم‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الممتع‭ ‬جدا‭ .. ‬كلمة‭ ‬تقول‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقله‭ ‬سابقا‭ ‬كلمة‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬،

بمحمولات‭ ‬الأمل‭ ‬والخوف‭ ‬والصداقة‭ ‬والوحدة‭ ‬والماضي‭ ‬والوطن‭ ‬والغربة‭ ‬وماتمنيته‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬وما‭ ‬ندمت‭ ‬عليه

وماتمنيت‭ ‬لو‭ ‬يعود‭ ‬الزمن‭ ‬وفعلته‭! ‬ومافرحت‭ ‬لانجازه،

كلمة‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تبقى‭ ‬للتاريخ‭ ‬والذاكرة‭ ‬كلمة‭ ‬حرة‭ ‬ومتخلية؟

ليبيا‭ ‬الجميلة‭ ‬بكل‭ ‬ماهو‭ ‬مجرد‭ ‬تحتفي‭ ‬به‭ ‬الروح‭ ‬لكن‭ ‬لازمن‭ ‬محدد‭ ‬يكون،‭ ‬لنا‭ ‬أرضية‭ ‬للتوقف‭ ‬والمراجعة‭ ‬وتأمل‭ ‬المسارات‭ ‬يبقى‭ ‬الشاعر‭ ‬والحالم‭ ‬وحتى‭ ‬المتأمل‭ ‬مذهولا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬ثقافة‭ ‬سقط‭ ‬المتاع‭ ‬ال‭(‬كيتش‭) ‬وامنيات‭ ‬طيبات‭ ‬وضجيج‭ ‬الاستهلاك‭ ‬ومن‭ ‬يدير‭ ‬البلاد‭ ‬بعقلية‭ ‬الغنيمة‭. ‬

أخيرا‭ ‬أقول‭ :‬

بأن‭ ‬الثقافة‭ ‬بكل‭ ‬مكوناتها‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬الآداب‭ ‬والفنون‭ ‬هي‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإحداث‭ ‬نهضة‭ ‬الشعوب‭ ‬والتاريخ‭ ‬هو‭ ‬الشاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فما‭ ‬من‭ ‬حضارة‭ ‬نشأت‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬أعلامها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬والفنون‭ ‬والأداب‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬ذلك

وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الحضارات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬ملامح‭ ‬فريدة‭ ‬وشواهد‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فنون‭ ‬العمارة‭ ‬والخط‭ ‬العربي‭ ‬والزخارف‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفريدة

ليبيا‭ ‬الجميلة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬تحتفي‭ ‬به‭ ‬الروح‭ ‬لكن‭ ‬لازمن‭ ‬محدد‭ ‬يكون،‭ ‬لنا‭ ‬أرضية‭ ‬للتوقف‭ ‬والمراجعة‭ ‬وتأمل‭ ‬المسارات‭ ‬يبقى‭ ‬الشاعر‭ ‬والحالم‭ ‬وحتى‭ ‬المتأمل‭ ‬مذهولا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬ثقافة‭ ‬سقط‭ ‬المتاع‭ ‬الـ‭)‬كيتش‭( ‬وأمنيات‭ ‬طيبات‭ ‬وضجيج‭ ‬الاستهلاك‭ ‬ومن‭ ‬يدير‭ ‬البلاد‭ ‬بعقلية‭ ‬الغنيمة‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى