مع دخول العطلة الصيفية, لطلبة المدارس ولمختلف المراحل في بلدنا ليبيا الحبيبة , تطفو إلى السطح مشكلة قديمة تتمثل في كيفية قضاء هذه العطلة,حيث أنها تزيد عن الشهرين, ومن غير المعقول,كما يقول الأهالي أن يقضيها الطالب في المنزل أو اللعب في الشارع , ليقضي على أوقات الفراغ الأمر الذي يهدد حياته بالإضافة للجوء البعض للعمل وأحيانا يجبره الفراغ الذي يعيشه لمرافقة أصحاب السوء, وأصحاب السوابق ليكتسب منهم العادات, والسلوكيات السيئة.
انقضت السنة الدراسية الحالية و بدأت الإجازة الصيفية بما لها وما عليها و مضى العام الدراسي بهمومه ومشاكله وضغوطه على الأسرة وعلى الأبناء لينتقل الآباء إلى همّ جديد يتمثل في كيفية قضاء أبنائهم عطلة الصيف ، وحمايتهم من الفراغ والخوف والقلق على الأبناء نتيجة لهذا الفراغ.
أن الوقت من النعم التي لا يشعر بها الإنسان ، و من هنا يجب استقبال أيام العطلة الصيفية بالتخطيط لاستثمارها على الوجه الأكمل ، وإلا صارت هذه الأيام شواهد على الإنسان وليست شواهد له ، و من المعروف أن غياب التخطيط عن حياتنا هو من أبرز عناصر الفشل فيها .
لقد دأبت معظم الأسر الليبية على ملء وقت الإجازة الصيفية بالنسبة للصغار الذكور ما إن تبدأ الإجازة الصيفية حتى يشرعوا في اللعب واللهو مودعين أيام الدراسة والدوام والانضباط في نسق معين ليومهم حيث يتم تقسيمه بين أكل ونوم ودراسة واستراحة فنجدهم مع بداية الإجازة يتحللون من الانفلات ، قاضين وقتهم في أنواع اللهو والذي فيه لهو لا تحمد عقباه ، فعادة يمضون اغلب وقتهم خارج البيت فلا يدخلونه ما لم تشعر معداتهم بالجوع وربما تغمض عيونهم وهم يتناولون وجبات طعامهم أما الطلبة الصغار الذكور و الإناث على حد سواء ، فهم يثابرون على متابعة أفلام الكرتون وفي الحقيقة لا أقول لا بالمطلق لهذا الممارسات ، ولكن بمقدار وصناعة البدائل مطلوبة ، وعلى الجهات المختصة أن تجهد نفسها في منافسة هذه البرامج الوافدة.
فعلى صعيد الأسر الليبية ، يجب أن يبدأ التخطيط المحكم مبكراً لتمكين الأبناء من قضاء عطلة صيفية مفيدة ، كالمشاركة في الانشطة الصيفية التي تقيمها الدولة أو في دورات لغة انجليزية أو الحاسوب و دورات تحفيظ القرآن الكريم فعلى الأسرة أن تحدد بالاتفاق مع الأبناء عدد القصص المراد قرأتها في هذه الإجازة كذلك إذا كان لدى الطالب هواية معينة ، لم لا يـحاول تنميتـها بالذهاب إلى المكان المناســــب من معاهد و مراكز مما ينمي الموهبة التي يملكها مما يُمكِن من استثمارها الاستثمار الأمثل شريطة أن لا تتحول أنشطة هذا المحور إلى مجموعة من الأنشطة الجادة.
أما على مستوى وزارة التربية والتعليم ، يمكن للطلبة المشاركة في العديد من أنشطتها كما يمكن اقتراح أنشطة و برامج أخرى
العمل في إحدى الدوائر الحكومية أو الخاصة و خاصة بالنسبة لطلبة المرحلة الثانوية مقابل مبالغ رمزية تعين الطالب وأسرته على توفير المستلزمات الدراسية والشخصية للعام القادم
الاستفادة من قدرات الشباب من خلال قيامهم بإعمال خدمية مجتمعية في مدنهم و قراهم بهدف تنمية روح المشاركة لدى الطالب وتعزيز التواصل المجتمعي وان يكون ذلك مقابل أجور رمزية تشجع على ذلك
إقامة أندية صيفية تمارس فيها مختلف الأنشطة الترفيهية ، كما يمكن للطلبة أن يقوموا بتجميل مدارسهم و المساهمة في صيانتها من خلال هذه الأندية .
كما يمكن أن تنفذ بعض البرامج والأنشطة الصيفية مع متطلبات الطلبة التي تستوعب مجموعة من الطلبة وذلك لتأهيلهم وتنمية مواهبهم ، فالاستفادة من العطلة الصيفية بحاجة إلى تكاتف كل الجهود