
كانت تلك العنزة في سجنها الحديدي الذي طوقها من قبل صاحبها في قرية من قرى الجبل المطلة على وادي أوجنت (المشبك) من الناحية الغربية والذي بدوره يصب في وادي قويام .
انفك السجن الحديدي بقدرة قادر ففرت العنزة تسابق الريح أعلن السجان الخبر في القرية فكان أول من استجاب إلى نداء السجان ذلك المسكين الذي يسمى (ارحومة) .
فانطلق وبشهامة الرجال لكي يقبض على الهاربة من سجنها كما انطلق وراءه مجموعة من الشبان والرجال وكان يجري وبسرعة فاقت الجميع سبحان الله الجميع ظنوا أنه يجري وبهذه السرعة لكي يلحق بالهاربة ولكن كان يجري إلى أجله الذي ينتظره خوفاً من أن يتأخر عن الموعد المحدد لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ سبحان الله ( الذي لا يعلم الغيب إلا هو ) .
حتى أن وصل إلى تلك الصخرة التي تنتظره ولكنه كان صادقاً في وعده وقد وصل في الميعاد حيث داس تلك الصخرة برجله وهي على حافة الجبل والتي قررت أن تهوي به إلى قاع ذلك الجبل وكان قد أطاعها وهوى كي يصطدم رأسه بتلك الصخرة الكبيرة التي كانت متهمة في كسر جمجمة هذا الإنسان كسوراً بليغة مسببةً له نزيف في الدماغ ولكن بشهامة الشباب الذين معه حملوه على أعناقهم إلى سفح الجبل .
وجاءت سيارة إلى تلك القرية الآمنة وهي تطلق صوت منه وباستمرار تجوب شوارع القرية ، فخرج أغلب الناس من منازلهم لمعرفة ما يجري فانتشر الخبر في القرية بأن عنزة انفلتت من سجنها وخرج الشباب للحاق بها وكان في مقدمتهم ( ارحومة ) وقد وقع من الجبل وبهذا النداء خرجت أغلب الناس إلى ذلك المكان للنجدة ولكنه قد أُخذ في إحدى السيارات وتم وصوله إلى مستشفى جادو وأُحيل إلى طرابلس معلناً الطبيب بأنه توجد كسور في الرأس مما سببت له نزيف حاد ، وبعد ثلاثة أيام أُعلن عن وفاته ، ورغم ما حدث فقد تم القبض على الهاربة وإرجاعها إلى سجنها المعهود آمنة مطمئنة .
رحم الله ارحومة وأمثال ارحومة ……