الحق في الصحة من الحقوق الأساسية التي كفلتها شريعتنا الإسلامية قبل ما عرف لاحقا بالشرعة الدولية والدساتير والتشريعات الوطنية، فحماية النفس وحماية العقل من مقاصد الشريعة التي توجب ضمان حق الانسان في الصحة ، والزمته بما يتوجب عليه من تكليف شرعية لحفظمها ، ولقد ألزمت الدول بتوفير وتقديم الخدمات اللازمة لضمان حقه في الصحة، بما في ذلك منع تغول القطاع الخاص على المواطن الليبي ، وهو موضوع يحتاج لمقال خاص، لأن مقال اليوم نخصصه للعناية الفائقة داخل المستشفيات بطبيعة الحال العامة والخاصة داخل وخارج ليبيا حيث يلجأ أهلنا مضطرين بسبب فشل وزارة الصحة في تأمين الحد الأدنى من الخدمات، وجشع القطاع الخاص، الذي فشلت أجهزتنا الرقابية في متابعته ، والنيابة العامة في تقديم الفاسدين في القطاع للعدالة ؛ وهو موضوع يتطلب مقال خاص، حيث خصصنا هذا المقال للعناية الفائقة ودورها في حماية حق الإنسان في الصحة، في أي مكان في العالم، وما يمهنا ليبيا والدولي يتعالج بمصحاتها وبمستشفياتها المواطن الليبي المنهك . . ومن المعلوم أن العناية الفائقة ( المركزة أو الحرجة )؛ هي قسم أو وحدة داخل مصحة أو مستشفى، يقدم خدمات رعاية صحية مركزة وعالية الكفاءة ، وبات يعتبر أحد فروع الطب الحديث التي تعني بدعم متقدم لحق الانسان في الحياة وفي سلامة جسده، وذلك في بعض البلاد .
وتتطلب العناية الفائقة في العاملين بها من أطقم طبية على درجة من الخبرة والكفاءة وتراكم معرفي في المعلومات، وامتلاك مهارات سرعة الاستجابة والقدرة على التواصل، والمام بالأدوية وتفاعلاتها واستخداماتها، وقدرة على استخدام الأجهزة الحديثة، ودراية بعلم النفس الذي يمكنه من القيام بعمله بإتقان. وتلزم إدارات المستشفيات بان توفر كافة الإمكانيات لتجهز العناية الفائقة بما يلزم من معدات وأجهزة وأدوية ومواد طبية يحتاجها العاملين بها، ويقع عليها اختيار الاكفاء للإضطلاع بدور انساني بالغ الأهمية والخطورة، لا لأنه دور مرتبط بحق الانسان بالصحة، بل ولارتباط ذلك بحق الانسان في احترام كرامته وأدميته، وسيتم توضيح ما يحدث بمستشفيات في بلاد نلجأ إليها، فقد بعض البشر إنسانيتهم، ونعلم يقينا ان البعض حول الطب إلى تجارة للاسترزاق لا للتقديم الدعم والخدمة الطبية، وهو ما يحدث في بعض مصحات وطني، أما ما يحدث داخل بعض غرف العناية الفائقة، يوجب إبدال تسميتها إلى العناية الكاذبة، العناية المنتهكة للحق في الكرامة الإنسانية والحق في الخصوصية؛ في عالم لا يحترم حقوق الإنسان إلا بما يخدم مصالحه .. لقد أغفل البعض أن واجب إدارات المستشفيات والأطقم الطبية ضمان احترام الخصوصية وحقهم في الكرامة وهي حقوق جوهرية يجب مراعاتها مع ضمان توفير الرعاية الطبية والإنسانية في الوقت ذاته، بمراعاة مشا عر المرضي من مختلف الإعمار أطفال شباب كبار ، ولا جنس ولا لون ولا انتماء ، قلا فرق في ابتلاءات الحياة سنة كونية يذوق حلوها ومرها الجميع وان تتفاوت، ولا تمييز في التمتع بالحقوق الإنسانية.
لذلك لا يقبل إنسانيا ولا شرعا ان تجمع النساء والرجال في غرف عناية فائقة دون فواصل، بل ان جمع الرجال أمام المراقبين لهم وهو مصطلح أدق من وجهة نظري وأمام بعضهم، ولو كان بعضهم أو كلهم في غيبوبة، سلوك منتهك للكرامة والخصوصية، كما لا يجب ان يهتم بالحالة إلا من يكلف بها، ولا تكون عرضة للمتدرب ومن هو تحت الاختبار إلا بإشراف المسؤول عنه.. ومن المفارقات أن تصحو على صوت صراخ أحد الأطقم الطبية لوجود حقيبة المريض الذي نقل بساعة متأخرة ليلا إليهم بحجز عدم التعقيم، ومن خلال متابعتهم نجد بانه تعقيم وهمي، إذ ينصب جل اهتمامهم على تعقيم أنفسهم لحمايتها من المرضي، لا تعقيهما لحماية المرضي، لإن الأطقم الطبية الفئة الأكثر اختلاطا، لا المرضي العاجزين الذين حولا ولا قوة لهم ، فلا يمنعون عن أنفسهم زيارات الأصدقاء وادخال حقائبهن ، و يدخلون بأحذيتهم دون استبدالها بأخرى.
قد تصرخ لربع ساعة أو أكثر وهم متواصلين إلكترونيا ولا يستجيب لك أحد لإحضار كوب ماء لتحسن حالته وانتظاره الطويل لنقله، لخروج الطبيب والمشرف العام لا تعرف أسمائهم ولا صفاتهم لانهم لا يضعون ما يفيد ذلك، ولا يقبل من وجهة نظري تسميتهم ملائكة الرحمة ولا بغرفة عناية فائقة، أنتم شخوص أنهكها واقع الحياة وعلى الإدارة أن تتابع تك الأمور بكافة وتحلل الشخصيات لنقل كل من يعاني من خلل في تكوينه الشخصي من تعامل من فئة من الفئات الهشة،ونختم بتعقيم اللحاف أو البطانية بعد ان تلتحف به ليلا الأطقم الطبي من النساء لتوضع في أكياسها أو يغطي بها المرضي دون تعقيم …مما يجعل التعقيم أكذوبة كغيرها من الأكاذيب في عالمنا المزيف.
ومع كل السواد هناك خير في امة محمد صل الله عليه وسلم، وتسليط الضوء المسكوت عنها من أجل أن نتجاوز السلبية ونتعلم التمسك بحقوقنا فلا خير في حق ليس ورائه مطالب.