العولمة والعالمية.. للكاتب أبوبكر المحجوب
العولمـــــة و العالميــــــة ..
أبوبكر المحجوب
العولمة في أحد تعريفاتها هي أمركة العالم, أي أن الأمريكان قد أعدّوا منهجا لقيادة كل شعوب الأرض, فكريا و سلوكيا للسير بالحياة اليومية تماما كحياة الشعب الأمريكي,و ما فيها من تناقضات و عشوائيات و شكل حياة بائس نوعا .. فهم الآن صاروا يتركون المدن ذات ناطحات السحاب ويهربون إلى الريف والجبال, ناشدين الطمأنينة الداخلية ,,فالمدنية التي قادتها أمريكا هي في انحدار شديد من داخل أمريكا نفسها فهذه علب الزجاج الإسكانية و الإدارية و التي أطوالها يتعدى المائة و الخمسين طابق حيث يستغرقون وقتا كثيرا لمجرد كونهم داخل هذه العلب الزجاجية
فهل للإنسان حاجة لهاتف يستعمله ما بين الأرض والقمر رغم أنه تم صنعه ,, و لكن بمجرد أن تقول : نعم .. تذهب للقمر و تصل بعد شهر .. من هذا نحن لسنا في حاجة إلى مثل هذه الاختراعات, أيضا سياسة تصنيع الدواء في الدول الرأسمالية هي ضد الإنسانية وغيرها كثير .
العولمة الأمريكية لم تقبل بها كل شعوب الأرض , و لهذا سرعان ما أنتجت تلك الشعوب عولمة خاصة بها , و لكن العالم أمام عصر جديد عصر المجتمع المدني, عصر الحكومات التي تعمل بفكر منظمات المجتمع المدني, إنه عصر الديمقراطيات المحلية.فالديمقراطية هي الحل القادم لكل الدول و بمختلف أنظمتها, وفي الماضي القريب هناك من نبّه على التغيّرات التي حدثت في العالم و الوجه الحضاري الجديد لهذا العالم و سقوط كثير من الأنظمة لعدم تفهمها ذلك رغب كل الكتابات في هذا الشأن فللأسف لم نعطي الموضوع حقه من النقاش, و ظهرت في المقابل العالمية و لم يهتم أحد بهذا و لم تناقش هي أيضا. و المجتمع الدولي من خلال منظماته العلمية والقانونية و غيرها يسعى أن يقنن لمشاريع مستقبلية كالرفع المساحي و التوثيق للمساحات الهوائية الواقعة تماما على المساحات الجغرافية لكل دولة على حدى . و بهذا قد يقدم حلا منطقيا لمشكلة ثقب الأوزون و الذي تخلفت بشأنه كبرى دول العالم , و عليه قد لا يكون مسموحا لدولة مثل الصين من أن تزيد عدد مصانعها مستقبلا , ما لم تشتري مساحات هوائية من دولة تملك فائضا في هذه المساحات الهوائية أيضا هناك مشاريع لبيع المياه النيلية العذبة, و أيضا الاستفادة من مياه القطبين لحل مشاكل نقص المياه للعديد من الدول و تأسيس صندوقا للكوارث الكونية, كالانهيارات الكونية و تساقط الأجرام السماوية و غيرها و لهذا فالعالمية تمثل فلسفة العصر الجديدة , بينما العولمة تمثل عكس ذلك.