صديق لا يهون وعد ولا يؤتمن.. لأمين مازن
بث تلفزيون (الوسط) الليبي تفاصيل القرار الذي أصدره مجلس إدارة مصرف ليبيا بتعديل صرف الدينار الليبي مقابل الدولار بتخفيض ما يقرب من دينار لسعر الشراء ليحقق لو تم وفرا، سيخفضه سعر الكثير من السلع التي يحتاجها الليبيون جميعاً من مبالغ كانت تصرف من قبل السلطة الحاكمة لشراء ولاءات وتأييد مدفوع الثمن لمن جاء بهم هذا الدافع أو ذاك فحضوا بما يشتهون من المزايا المشوبة بالمحاباة وشبهة انفاق المال العام في ما هو غير ضروري.
وقد أكد المجلس المذكور بإصدار قراره هذا اصراره على ممارسة صلاحياته التي ما يزال المحافظ مصراً على الامساك بها.
كما أن الاحتكام إلى القضاء عند الخلاف يدل على تمسك بعض مسؤولي ليبيا على ممارسة صلاحياتهم مهما كلفهم ذلك من الضغوط التي يقال إن المحافظ العتيد كثيراً ما أصر على ممارستها من جهة والدفع بثقافة التقاضي عوضاً عن الاستقواء المعيب لقد بات ضرورياً على كل ذي رأي ولمجرد استيعاب ما شرح المتحدث باسم مجلس إدارة المصرف أن ينحاز للقرار الذي أصدره المجلس ويدافع عنه بجميع الوسائل المتاحة للتعبير وعلى رأسها منصات النشر الإلكتروني وبالتحديد حلقات التواصل الاجتماعي بما تمثله من تمرد على ما يصر البعض على تنفيذه من سياسات مضرة بأغلبية الشعب والتي تعاني الأمرين على أكثر من صعيد فيما تحرص الفضائيات المصطفة على شغل الرأي العام بكل ما هو ثانوي لا سيما وهي تكرر استحقاق الانتخابات دون أن تنسى القاعدة الدستورية التي لن تأتي وتحيل كل قول إلى سراب يحسبه الضمآن ماء، وعندما يتزامن هذا الموقف غير المسبوق من مجلس إدارة بنك ليبيا بأحقيته دون غيره في تعديل سعر الصرف زيادة أو نقصاناً فإن ذلك لا يعني أن القوم قد أدركوا سلامة التوجه بشأن المواقع السيادية في اتجاه صلاحياتها وليس جهوية شاغليها أي لابد من الجمع بين الشرطين .
أما الحذر من شيوع سياسة التحول تحت الطاولة فذلك ما سيبقى سر الذي كثيراً ما يتغلب على كل الأسرار، بيد أن المال وحده وهو ما لا يخلو سر واحد منه أو البحث عنه كيف لا وهو الصديق الذي لا يهون والعدو الذي لا يؤتمن …