القاعده وما أدراك ما داعش
بقلم / محمد بن زيتون
كلنا نعي أن القاعدة تم صنعها خلال الحرب الباردة من طرف حلف الأطلسي بقيادة أمريكا وقد أشتق أسمها من قاعدة البيانات بأسماء المجاهدين في أفغانستان ضد التواجد الروسي الشيوعي الملحد آن ذاك برعاية المملكة العربية السعودية بالتنسيق معها والتي كانت تقود العالم الإسلامي الكبير حيث بصرخة أو فتوى سعودية من علمائها وفقهائها وشيوخها الأفاضل كان المرء يسافر مشحوذا بالإيمان والنصرة للشعب الأفغاني وكان كل العلماء المسلمين لا يعارضون ذلك باعتبار أن الجهاد فرض عين وأن دولة إفغانستان المسلمة تتعرض لأحتلال شيوعي ملحد وعلماني وكانت الأسلحة الأمريكية الفعالة عالية التقنية تنساب بيسر وسهولة للمجاهدين والذين يقودهم السعودي الغني أسامة بن لادن والذي يملك شركات كبرى وله شهرة وصيت طيب جعلت أفئدة الكثيرين من المسلمين تنضم إليه وهي فرحة ومستبشرة بالفزعة على أعدائها والفوز بأحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
ةواكبت وسائل أعلام عالمية وعربية وإسلامية خاصة متابعة حرب الإستنزاف للقوات الروسية أولا بأول بل كانت تحييك وتتحدث عن عشرات القصص البطولية المحشوة بالمعجزات وأنها تؤكد بأن الملائكة كانت تحارب مع المجاهدين في إفغانستان ,وكيف أن الطائرات سقطت بطلقات نارية لأسلحة بسيطة وكانت الدبابات الروسية المتينة تنفجر ببساطة أمام ضربات المجاهدين .
أنهزمت روسيا وأنسحبت من أفغانستان وتبنت طالبان عملية تحرير الوطن من حكومة أفغانستان الموالية لروسيا فتحالفت مع القاعدة وتم إسقاط الحكومة وتولى الملة عمر شؤون الخلافة الإسلامية , عندها تنبه العالم لخطر الإسلام أن ينهض ثانية بعد أن قبر في شكل الأمبراطورية العثمانية والتي حكمت أكثر من نصف العالم آن ذاك وكان يشار إلى حاكمها بسيد البحار السبعة , ونجحت بريطانيا وفرنسا مع أثرياء اليهود بوأد الخلافة الإسلامية وهالوا التراب عليها المسلمون خاصة من العرب آن ذاك في ثورة الشريف حسين وتولي الملك فيصل الحكم في جزيرة العرب والمناطق المتاخمة حولها ونصبت بيادق عميلة للمستعمر الغربي في كل البلاد العربية والإسلامية وكان افعلام الغربي والمحلي الممول والموجه دائما له السبق في قلب الطاولة على خليفة المسلمين بأكاذيب ملفقة وإتهامات جزافة وقصص تسرد عن الولاة العثمانيين الفساد والتسلط على العرب خاصة والأجانب عامة ’ ثم جاءوا بالبيدق مصطفى كمال العلماني الذي أقفل المساجد ونشر العلمانية ووضع قوانين تحد من إنتشار الإسلام.
بعد هجوم امريكي ساحق بعد حادثة 11 سبتمبر الفظيعة على إفغانستان بمباركة دولية بقصد محاربة الإرهاب تفتت القاعدة في دول عدة وكانت تقوم بعمليات إنتقامية من الغرب الصليبي حتى تلاشت كليا بمقتل زعيمها أسامة بن لادن في حادثة غامضة كأنها فلم هوليودي يشابه ما قامت به القوات الأمريكية الخاصة في التخلص من زعيم داعش أخيراً.
وهكذا كلما كانت جماعة تستهلك وتنتهي صلاحيتها يتم إسكاتها وصنع أخرى من نفس المصادر القديمة المهم تنفذ أجندات سياسية تخدم مصالح الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والله المستعان.