لقاؤنا في هذا العدد مع كاتب له مشوار فني مميز صحبة القلم حيث بصم لنا عديد القصص للأعمال الفنية المتنوعة صال وجال مع عدة فنانين ومخرجين لهم باع طويل في مجالهم الفني نلتقي معه اليوم حاملاً عديد من الأعمال الجديد التي سوف ترى النَّور قريبا خاص بها صحيفة (فبراير )
أنه الكاتب عبدالحفظ سعيد الذي تحوارنا معه ليحدثنا عن مشواره الفني مع الكتابة التمثلية والمنوعات الرمضانية .
حاورته : فاطمة سالم عبيد
من يكون عبدالحفيظ سعيد ؟
من أكون؟ أنا مواطن بسيط أحلم بوطن آمن وطرق نظيفة وبرغيف خبز ساخن أشتريه كل صباح بكرامة وإنسانية بلا طوابير وإهانات وأشعر بألم ينتابني حين أفكر أن أبنائي عليهم التأقلم مع بيئة تعج بالغش والفساد والخبث وأن تربية الأبناء على قيم الحق والفضيلة سيجعلهم يعيشون فعلا في متاعب وليس هناك إحباط وبؤس أسوأ من هذا الشعور. أنا إنسان مؤمن بالله ويقيني أن الله وحده قادر على إخراج وطني من الهاوية التي يقبع فيها أما البشر فلقد خذلونا جميعا.
كيف جاء دخولك لعالم الفن هل كانت الدراسة امهي هوياتك من الصغر ؟
في الواقع ليس لدراستي أي علاقة بالفن والكتابة ولا أعتقد أن أي كاتب في العالم أصبح كاتب أو شاعر أو أديب بفعل الدراسة الكتابة موهبة وملكة من عند الله عز وجل تماما مثل أي ملكة أخرى
أذكر في سنوات الإعدادي أن معلم اللغة العربية كان يطلب مني قراءة موضوع الإنشاء الذي أكتبه على زملائي وكان يستغرب قدرتي على التعبير.
ولكن دراستي اتجهت في جانب أخر وانشغلت بهموم ومتطلبات الحياة وضلت كتاباتي لنفسي ولأصحابي فقط ومضت سنوات قبل أن أبداء الكتابة بشكل حقيقي وجاد حين تم تنفيذ أول نص مرئي كتبته.
كان كوميديا رمضانية بعنوان (أنستونا )سنة 1997 والفضل يعود للأستاذ عطا الله المزوغي مدير إدارة البرامج آنذاك الذي أقتنع بموهبتي ودعمني في هذا الطريق .
عرفناك كاتب لعدة أعمال تمثيلية لماذا الكتابة لم تكن مخرجا أو ممثلا وكيف جاءت فكرة الكتابة ؟
أن أكون كاتب وليس مخرج فذلك ليس ضعف أو نقص في الطموح الممثل قد يكون مخرج وكذلك المصور وفني المونتاج قد يبدع في الإخراج وذلك موجود في بلادنا وفي كل دول العالم وأيضا بإمكان المخرج أن يكون كاتبا أما أن يكون كاتبا ثم يغامر بالإخراج فتلك خطوة نحو المجهول تتطلب شجاعة و مجازفة وضغط نفسي لا طاقة لكثير من الكتاب بها ومراقبة الأمر من بعيد حين أحضر تصوير بعض أعمالي يتم الاحتفاء بوجودي وأجلس بفخر ارتشف قهوتي وأتفرج
على ما يحدث بسعادة وبعض اللا مبالاة أما أن أكون مخرج فالأمر يختلف كثيرا ومع ذلك.
وهذا أقوله للمرة الأولى أنا استعد لإنجاز نص كوميدي بسيط كتابة وإخراج وأرجو أن لا أكون إضافة سيئة لقائمة المخرجين وخروج أسوأ من قائمة الكتاب وعلى فكرة العمل الذي سأقوم بإخراجه ليس كوميديا تمثيلية بالمعنى المتعارف عليه إنه شطحة أو فانتازيا تراودني منذ سنوات وهذا العام قررت المجازفة والمغامرة.
ماهو العمل الفني الذي كان خطوة لك نحو عالم الفن ؟
ليس هناك عمل محدد أعتبره بوابة دخول لعالم الفن لقد كتبت عشرات الأعمال وتعاملت مع عشرات المخرجين يحي جرناز وعبد السلام رزق، محمد الزنتاني، محمد الشيخ نجيب،محمد ابوبكر سويسي،عبد الرزاق ابورونية وغيرهم كثير وكثير ولكن أحاول دائما التواصل مع جيل الشباب وتبهرني جدا أعمال مؤيد زابطية وأسامة رزق وهما بالتأكيد الوجه المشرق لمستقبل الدراما الليبية.
أما بالنسبة للممثلين فقد قام بتجسيد أعمالي أغلب نجوم الراديو و التلفزيون الليبي فاطمة عمر ولطفية إبراهيم وزبيدة قاسم وخدوجة صبري وزهرة مصباح وزهرة عرفة وخالد كافو عبد الباسط ابوقندة ومصطفى المصراتي وعياد الزليطني والراحل عيسى بلقاسم ومحمد عثمان ويحي عبد السلام وغيرهم كثير.
ومن الشرق الحبيب لدي عدة أعمال مع الفنان حفيظ الطيرة هناك جيل جديد من الممثلين الشباب يشقون طريقهم بقوة وأنا دائما في صف الشباب وأدعم كل وجه جديد وموهوب في مجال الدراما وافتخر بصداقتي مع الشباب احمد كابوكا وعبد الحميد لاغا .
ألم يخطر علي بالك انك تخوض غمار التمثيل لشخصية شدتك في احد الأعمال التي قدمتها ؟
لم أفكر إطلاقا في خوض تجربة التمثيل ولا أعتقد بتاتا إني املك موهبة لأصبح ممثل .. نعم هناك كتاب قاموا بالتمثيل ولكن ليس أنا جربت ذات مرة على سبيل المزاح التمثيل في إحدى مسرحياتي أثناء البروفات جعلت المخرج يضحك والزملاء يضحكون من أدائي وكرهت الأمر.
يقال عنك أنك كاتب ومتابع جد لكل عمل تقدمه وصار يجسد عبر الكاميرا ؟هل يأتي هذا لحرصك علي ظهور العمل بالشكل الذي كتبته أو هو حب العمل ؟
في الواقع إن حرصي على العمل ينتهي بمجرد تسليم النص فعلا أتابع العمل ومن الطبيعي أن أسعى لظهوره في أفضل شكل ولكن ذلك يجلب المتاعب أحيانا علاقتي ببعض المخرجين تتوتر أثناء التنفيذ حين أتفاجاء بتغيير النص وتلاعب بعض الممثلين به وأنا أقول بعض المخرجين لأن تعاملي مع الأغلبية راق جدا ومبني على الاحترام.
من حق المخرج أن يحور النص حسب رؤيته ولكن البعض يعتبر ذلك ضرورة وبريسيتج أن يتلاعب بالنص بدون أذن الكاتب ليقول بفخر انه قام بتعديل النص وعلى فكرة هؤلاء يسقطون سريعا في عالم الدراما لأنهم فارغين في الغالب. والله تعاملت مع أساتذة كبار وحين يتطلب الأمر تعديل يستأذنون و يطلبون رأيي بكل تواضع.
ماهو الجانب في مسيرتك الفنية لا يعرفه الكثير عنك ؟
بصراحة هناك جانب أخر لا يعرفه الكثيرون عشقي للأعمال الوثائقية قمت بأعداد أشرطة وثائقية عن مواضيع مختلفة وأنجزت عملين لإتحاد الإذاعة والتلفزيون العربي وكذلك أشرطة تسجيلية عن بعض رموز الفن والأدب في ليبيا مثل الفنان سلام قدري والفنان محمود كريم والشاعر علي صدقي عبد القادر.
أيضا قدمت عشرات الحلقات المسموعة وأجريت حوارات مع أغلب رجال السياسة عبر برنامج حكايات فبراير الذي كان يبث عبر راديو ليبيا الوطنية. أيضا كنت معد برنامج صباح الخير في قناة الجماهيرية وبعدها قناة ليبيا الوطنية.
وماذا تحضر حاليا من جديد للمشاهد الكريم ؟
في الحقيقة حاليا أقوم بتجهيز عدة أعمال والتي هي تحضير وشراكة مع المخرج محمد بلعم والمخرج صلاح عصمان لإنتاج أكثر من عمل. إلي جانب حلمي الأكبر هو أنتاج مسلسل حكاية طرابلسية وهو أضخم نص قمت بكتابته ويقع في ألف وأربعمائة صفحة.
هذا النص في انتظار جهة تقوم بإنتاجه ويتحدث عن المدينة القديمة في نهاية الأربعينات من القرن الماضي وهو قصة عائلة ذات أصول تاجورية هاجرت من المرج لتستوطن طرابلس هذا النص عمره تجاوز الخمس سنوات وأعتبره أكبر تحدي في مشواري الفني وأتمنى أن أراه على الشاشة قبل مغادرتي هذه الدنيا.
كلمة لمن تقولها ..
أحب إن أتوجه بالشكر إلي كل العاملين بصحيفة فبراير علي هذه المصافحة الرائعة وأقول لهم مزيدا من النجاح وتقدم في مجالكم الإعلامي المهم الذي يعد مرآة لليبيا وشكر .