الكاتب والأديب أمين مازن يكتب.. قدَّمَ باتيلي إحاطته فلندرك أبعادها
شكرتُ لمجموعة التفكير تقديرها لانحيازي لرؤيتها المعنوية بالحل في الانتخاب في المقاربة التي أدرجتها في فضائي هذا و أعادت نشرها صحيفة فبراير، فلم تعتبرها كأن لم تكن شأن الكثير من الذين لا يهمهم ما يكتب الكاتب في مثل هذه الفضاءات، فبادروا بالدعوة لحضور حوارهم الذي انتظم في الرابع من مارس بقاعة مركز الدراسات الاستراجية حول إحاطة المندوب الدولي باتيلي الرامية إلى بعث هيئة محددة العدد و مراعية لأهم المكونات يعهد إليها بإنجاز الاستحقاق الانتخابي بشقيه الرئاسي و النيابي ابتداءً من وضع القاعدة الدستورية و القوانين المنفذة لها و انتهاءً بتشكيل السلطة التنفيذية، تعويلاً على اعتماد مجلس الأمن الدولي ووقوعنا للفصل السابع من الميثاق و ما أثبته ترك الأمور لأجسامنا المحلية من إضاعة الوقت و إهدار المال العام و تآكل الشرعيات لها مجتمعة و التأكد من ثم أنها لن تضيف جديداً اللهم إلا تخويف الناس من سيء لا يوجَد أسوأ منه!!، و صار لزاماً عليّ هنا أن أعلل ما بدا مني من الحماس لهذه الرؤية و التحمّس إلى اللحظة التي ستتوالى معها خطوات تنفيذها أملاً في الوصول إلى يوم الانتخاب و بالموعد الذي لا يزيد عن نهاية هذا العام، عندما يقف الليبيون ذكوراً كانوا أو إناثاً و أمامهم الصناديق فيضعون أوراقهم أين و لمن يشاؤون، ليس مهم أن يكون الدافع قبلياً أو طمعاً أو جهةً من الجهات، فعلى ما في هذه المؤثرات من سوء، فإن غيابها –أي الانتخابات– أسوأ، كما أن الذين يظهرون علينا بمناسبة و بلا مناسبة، محرضين على الانتخاب و واعدين به و اعتباره الشرط الأول و الأخير لتسليم السلطة، هيهات لهم أن يفلحوا في إخفاء حقيقة أنهم قد جاؤوا ليبقوا ما لم تتوفر الإرادة الدولية التي دفعت بليبيا عقب الحرب أن تكون أفقر دولة تستقل بالعالم و لم تعترض على إسقاط العرش الذي أبرم معها القواعد و لم تكترث بالثمن الذي دُفع في الربيع العربي، أما الذين صوتوا بأقصى درجات الهدوء لانتخاب المؤتمر الوطني، و مثله مجلس النواب، و الذين يشاهدون هذا الكم الهائل من الأخطاء و التجاوزات، فهم أول من يعلم بأن زمن المفاضلة بين العهود في ليبيا قد ولّى، و أن بها –أي العهود– مجتمعة ما يرفع رؤوس الذين تألقوا بها، أي أن الهين و الأهون في كل زمان و مكان و أن سرعة انتقال المعلومة و قوة التلاحم بين البشر و من بينهم و قد نقول في مقدمتهم أبناء ليبيا ممن لا تخلوا منهم أشهر العواصم و من بينهم الذين تألقوا بعد الربيع العربي، و أعود فأشكر على الدعوة، ليس لأنها قد أتاحت الحضور، و إنما لما بُحتُ به عند الحضور و ما دونته هنا، إذ لم أعد أبتغي من أي حضور جزاء، كما و لم أبدي عن عدمه أسفا.