رتوش

الكاسكا .. رقصة الموت والعطش

زكريا محمد

تعد‭ ‬رقصة‭ )‬الكاسكا‭( ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬وأقدم‭ ‬الرقصات‭ ‬الفلكورية‭ ‬العالمية‭.‬

ترجع‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬إلى‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬الأصيل؛‭ ‬حيث‭ ‬وجدتْ‭ ‬مصورة‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬المعابد‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬سنة،‭ ‬فيظهر‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬جنود‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬‮«‬التحنو‮»‬‭ ‬الليبية‭ ‬وهم‭ ‬يرقصون‭ )‬الكاسكا‭( ‬بإستخدام‭ ‬السيوف‭ ‬والعصي‭. ‬

ولاتزال‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬تمارس‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬التراثية‭ ‬والمناسبات،‭ ‬ومنتشرة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المدن‭ ‬والواحات‭ ‬الليبية‭. ‬وترجع‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬الرقصة‭ ‬للأزمة‭ ‬المائية‭ ‬والعطش‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭  ‬منها‭ ‬ليبيا‭ ‬قديماً‭ ‬بسبب‭ ‬الطبيعة‭ ‬الصحراوية‭. ‬

وتبدأ‭ ‬القصة‭:‬‭ ‬بخروج‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬‮«‬التحنو‮»‬‭ ‬ليبية‭ ‬إلى‭ ‬بئر‭ ‬يبعد‭ ‬القليل‭ ‬عندهم،‭ ‬وعند‭ ‬القائها‭ ‬لدلو‭ ‬الماء‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬البئر‭ ‬لجلب‭ ‬الماء؛‭ ‬وإذ‭ ‬يخرج‭ ‬عليها‭ ‬قطاع‭ ‬الطرق،‭ ‬وهاجموها‭ ‬واستولوا‭ ‬على‭ ‬البئر‭.  ‬فذهبتْ‭ ‬الفتاة‭ ‬مسرعة‭ ‬إلى‭ ‬أهلها‭ ‬لتستنجد‭ ‬بهم‭ ‬وتخبرهم‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬لها،‭ ‬فخرج‭ ‬رجال‭ ‬القبيلة‭ ‬لمقاتلة‭ ‬قطاع‭ ‬الطرق‭ ‬وجرتْ‭ ‬بينهم‭ ‬المعركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استرجاع‭ ‬البئر،‭ ‬فأنتصروا‭ ‬عليهم‭ ‬وطردهم‭.‬

وأطلقتْ‭ ‬نساء‭ ‬القبيلة‭ ‬التهاليل‭ ‬فرحاً‭ ‬بالنصر؛‭ ‬فقام‭ ‬الرجال‭ ‬بالاستعراض‭ ‬والرقص‭ ‬بالسيوف‭ ‬والعصي‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬قدراتهم‭ ‬وانتصارهم‭. ‬

وتصل‭ ‬ذروة‭ ‬الرقصة‭ ‬عندما‭ ‬يتحلق‭ ‬الراقصون‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬يتقاتلون‭ ‬ويتراقصون‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى