اجتماعي

المنهج الدراسي.. المحتوى والوعاء الزمني

خليفة العجمى

يستقبل‭ ‬تلاميذنا‭ ‬وطلابنا‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬وهم‭ ‬يمنون‭ ‬النفس‭ ‬بقضاء‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬يسير‭ ‬سيراً‭ ‬حسناً‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بركائزها‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ )‬المعلم،‭ ‬والإدارة،‭ ‬والكتاب‭ ‬المدرسي‭(‬،‭ ‬والكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬يمثل‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬هذه‭ ‬العملية؛‭ ‬حيث‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬نجاحها‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬وبالتالي‭ ‬يعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مخرجاته‭ ‬وفق‭  ‬منهج‭ ‬دراسي‭ ‬وضع‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬خبراء‭ ‬،مختصين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬والمحتوى؛‭ ‬لذلك‭ ‬كله‭ ‬تحرص‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للمناهج‭ ‬وتطويره‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬تطويره‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬للمتعلمين‭. ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬تتأخر‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬بداية‭ ‬فعلية‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬العراقيل‭ ‬تأخر‭ ‬وصول‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬إلى‭ ‬أيدي‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلاب‭ ‬بالمرحلتين‭ ‬الاعدادية‭ ‬والثانوية‭.‬

إنَّ‭ ‬الحياة‭ ‬بوتيرتها‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مناحيها‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬متطلبات‭ ‬واحتياجات‭ ‬الفرد‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬السياسية،‭ ‬أم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أوم‭ ‬الااجتماعية،‭ ‬فالتلميذ‭ ‬منذ‭ ‬دخوله‭ ‬المدرسة‭ ‬وهو‭ ‬يتلقى‭ ‬علومًا‭ ‬شتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منهج‭ ‬تعليمي‭ ‬تكفل‭ ‬بإعداده‭ ‬لجان‭ ‬مختصة‭ ‬من‭ ‬التربويين‭ ‬راعتْ‭ ‬أن‭ ‬يناسب‭ ‬السن‭ ‬العمرية،‭ ‬لكن‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬محتوى‭ ‬المنهج‭ ‬لاحظتُ‭ ‬باعتباري‭ ‬مفتشًا‭ ‬تربويًا‭ ‬أنَّه‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬الوعاء‭ ‬الزمني‭ ‬للحصة؛‭ ‬فمثلاً‭ ‬مادة‭ ‬التربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وهي‭ ‬مادة‭ ‬تغرس‭ ‬وتعمق‭ ‬العقيدة،‭ ‬والقيم،‭ ‬والأخلاق‭ ‬في‭ ‬المتعلم‭ ‬حتى‭ ‬نعد‭ ‬جيلاً‭ ‬واعيًا‭ ‬نافعًا‭ ‬لنفسه‭ ‬ومجتمعه،‭ ‬لكن‭ ‬حتصان‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬لتقديم‭ ‬منهج‭ ‬دسم‭ ‬بفروعه‭ ‬المتعدَّدة،‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الشق‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬أما‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الشق‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬فقد‭ ‬خصص‭ ‬له‭ ‬ثلاث‭ ‬حصص‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬اعتبره‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭.‬

عدد‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬الأسبوعي‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬مقسمة‭ ‬على‭ ‬فترتين‭ ‬صباحية‭ ‬ومسائية،‭ ‬والملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬اكتظاظ‭ ‬التلاميذ،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مدارس‭ ‬لم‭ ‬تطالها‭ ‬الصيانة‭ ‬مما‭ ‬يربك‭ ‬المعلم‭ ‬أثناء‭ ‬الشرح،‭ ‬وكذلك‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬تقييم‭ ‬تلاميذه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الواحد‭.‬

المنهج‭ ‬الحالي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬معمقة‭ ‬ليواكب‭ ‬عقيلة‭ ‬التلميذ‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬التقنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفاعله‭ ‬اليومي‭ ‬معها‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الانترنت‮»‬،‭ ‬وأصبحتْ‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تأخذ‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬منهج‭ ‬ذي‭ ‬محتوى‭  ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬للمجتمع‭ ‬مخرجات‭ ‬تأخذ‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتحل‭ ‬محل‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى