الاولى

المواطن يصرخ: العيد الكبير في قبضة الفـــــوضى.. والأسعار في الطاير

انتصار المغيربي

هذا‭ ‬وقد‭ ‬سبَّب‭ ‬استيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬نقل‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬المنشأ‭ ‬إلى‭ ‬المواشي‭ ‬المحلية‭ .. ‬كما‭ ‬أسهمتْ‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬آثارٌ‭ ‬سيئة‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬وعلى‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬

وقد‭ ‬عمل‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬التحوَّل‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭  ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭.‬

ولأهمية‭ ‬الموضوع‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬أثناء‭ ‬وبعد‭ ‬استيراد‭  ‬أضاحي‭ ‬العيد‭ ‬أجابَ‭ ‬عددٌ‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭ : ‬

‭* ‬ما‭ ‬المهام‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬قسم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية؟‭ ‬

‭*  ‬لماذا‭ ‬يشتكي‭ ‬مربون‭ ‬المواشي‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الأعلاف؟

‭* ‬كيف‭ ‬تتم‭ ‬زيادة‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬المحلية؟،‭ ‬وما‭ ‬الحل‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الاستيراد‭ ‬؟‭ ‬

قال‭ ‬م‭. ‬مصطفى‭ ‬الدهماني‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭  ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬فرع‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ : ‬

مهام‭ ‬القسم‭ ‬هي‭ ‬إجراء‭ ‬عديد‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬برعاية‭ ‬الحيوانات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التغذية،‭ ‬وسلامتها‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬وتم‭ ‬إنجاز‭ ‬عديد‭ ‬الدراسات‭ ‬الميدانية‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬نتائجها‭ ‬والتوصيات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركتنا‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التغذية‭ ‬الحيوانية‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬توفير‭ ‬الأعلاف‭ ‬والمواد‭ ‬المضافة‭ ‬لتغذية‭ ‬الحيوانات‭ ‬والمشكلات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬كمشكلة‭ ‬التصحر،‭ ‬وفترة‭ ‬الركود‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬2011م‭  ‬التي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬نقص‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬المحلية‭ ‬بينما‭ ‬زيادة‭ ‬استيراد‭ ‬المواشي‭ ‬الغريبة‭ ‬مثل‭ ‬سلالة‭ ‬أغنام‭ ‬‮«‬التلي‭ ‬والخرطوم‮»‬‭  ‬وهذه‭ ‬السلالات‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬السلالة‭ ‬الوطنية‭ ‬كولادة‭ ‬التوائم‭ ‬وضخامة‭ ‬الجسم‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬دفع‭ ‬بالمربي‭ ‬يتجاهل‭ ‬نقاء‭ ‬السلالة‭ ‬البربري،‭ ‬واهتمامه‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الكسب‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬خلط‭ ‬عشوائية‭ ‬مع‭ ‬أغنام‭ ‬‮«‬البربري‮»‬‭.‬

قال‭ ‬قد‭ ‬نُشر‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تقريرٌ‭ ‬عالمي‭ ‬أن‭ ‬ليبيا‭ ‬ترتيبها‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أعداد‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية؛‭ ‬واننا‭ ‬نتساءل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬العالمية‭ ‬؟‭!.‬

  ‬كما‭ ‬أشار‭ ” ‬الدهماني‭ ” ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬عمليات‭ ‬الحجر‭ ‬الزراعي‭ ‬يجب‭  ‬تفعيلها‭ ‬وأن‭ ‬تعمل‭ ‬بجدية‭ ‬واجتهاد‭ ‬لأجل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬من‭ ‬المواشي‭ ‬المستوردة‭ ‬وأصيبت‭ ‬الأغنام‭ ‬المحلية‭ ‬بعدوى‭ ‬منها‭ ‬وقال‭ ‬نطالب‭ ‬حكومتنا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬خاصة‭ ‬ومساعدته‭ ‬لتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الدراسات‭ ‬والمشروعات‭ ‬البحثية‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬بصمة‭ ‬ودورٌ‭ ‬فعال‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسات‭ ‬ليستفيد‭ ‬منها‭ ‬خاصة‭ ‬المواطن،‭ ‬ومربي‭ ‬المواشي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬

وشدَّد‭ ‬قائلاً‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬المسؤولين‭ ‬بإنقاذ‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة؛‭ ‬فهو‭ ‬يحتضر‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬النهوض‭ ‬بالزراعة‭ ‬والعودة‭ ‬بالنشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬الدهماني‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭  ‬زيارته‭  ‬لسوق‭  ‬الأضاحي‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬ووجد‭ ‬الأسعار‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭  ‬1700دينار‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬وجبة‭ ‬زردة‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بأضحية،‭  ‬ومن‭ ‬ينوي‭ ‬بأن‭ ‬يضحي‭ ‬فأقل‭ ‬سعر‭ ‬الأضحية‭ ‬2000دينار،‭ ‬وأكثر‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬الأضاحي‭ ‬إلى‭ ‬4000‭ ‬دينار‭ ‬ومع‭ ‬تدني‭ ‬الأجور‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬السيولة‭ ‬بالكاد‭ ‬يوفر‭ ‬متطلبات‭ ‬معيشته‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬سلبيًا‭ ‬على‭ ‬نفسية،‭ ‬ومعيشة‭ ‬المواطن‭ .‬

    ‬وختم‭ ‬قائلاً‭ : ‬هكذا‭ ‬أسعار‭ ‬فإننا‭ ‬نناشد‭ ‬الحكومة‭ ‬بتوفير‭ ‬الأضاحي‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المواطن‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المختص‭ ‬بتوفير‭ ‬الأضاحي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬الأسعار‭ ‬ليتمكن‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬أضحية‭ ‬العيد‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التاجر‭ ‬دائمًا‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬سبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭  ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬الحكومة‭ ‬لمساعدة‭ ‬المواطن‭.‬

م‭. ‬ناصر‭ ‬الصيد‭ ‬أبوبريق‭ ‬قسم‭ ‬الإنتاج‭  ‬الحيواني‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬بطرابلس‭ ‬قال‭ :‬

إن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لارتفاع‭  ‬أسعار‭ ‬الأضاحي‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭  ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الأعلاف‭ ‬وهي‭ ‬باهظة‭ ‬السعر‭  ‬وشراؤها‭ ‬ضرورة‭ ‬فهي‭ ‬مهمة‭ ‬لتغذية‭ ‬الحيوانات؛‭ ‬فصناعة‭ ‬الأعلاف‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭  ‬تعد‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الزراعي‭ ‬والحيواني‭  ‬وهي‭ ‬مورد‭ ‬عام‭ ‬لزيادة‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬وتطورها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفرها‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ .‬

‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬صناعة‭ ‬الأعلاف‭ ‬جيدة،‭ ‬وهي‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الزراعي‭ ‬والحيواني؛‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬المصانع‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يتم‭ ‬توزيعها‭ ‬جغرافيًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وجود‭ ‬الحيوانات‭ ‬وكثرتها‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬وأخرى‭ ‬وهذه‭ ‬المصانع‭ ‬تنتج‭ ‬أنواعًا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأعلاف‭ ‬المخصصة‭ ‬لتغذية‭ ‬الحيوانات‭ ‬سواء‭ ‬أغنامًا‭ ‬أم‭ ‬دواجن‭ ‬أم‭ ‬أبقارًا؛‭ ‬وهي‭ ‬تتوفر‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جمعية‭ ‬المربين،‭ ‬أو‭ ‬يأتي‭ ‬المربي‭ ‬مباشرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مركز‭ ‬توزيع‭ ‬الأعلاف‭ ‬التابع‭ ‬لشركة‭ ‬المطاحن‭ ‬والأعلاف‭ ‬وبأسعار‭ ‬مناسبة‭ ‬للمربين،‭ ‬وكذلك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يوفر‭ ‬الأعلاف‭ ‬ولكن‭ ‬بأسعار‭ ‬عالية‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬اشتراطات‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬الموزونة‭ ‬للأعلاف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخنشة‭ ‬فيتم‭ ‬زراعتها‭ ‬غالبًا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭ ‬ويتم‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬النقل‭ ‬بالشاحنات‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭  ‬تكاليف‭ ‬بيعها‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الأغنام‭ ‬المحلية‭.‬

الحاج‭ ‬جمعة‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬مربي‭ ‬أغنام‭ ‬قال‭ :‬

لقد‭ ‬تسبب‭ ‬استيراد‭ ‬الأضاحي‭ ‬بخسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬وفقد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬30‭ ‬راسًا‭ ‬من‭ ‬الأغنام‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬الأمراض‭ ‬من‭ ‬السلالة‭ ‬المستوردة‭ ‬إلى‭ ‬الأغنام‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭ ‬لزيادة‭ ‬حجمها‭ ‬وهذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬كل‭ ‬المواشي‭ ‬فسيضطر‭ ‬لإعادتها‭ ‬لغرض‭ ‬تغذيتها‭ ‬مخالفة‭ ‬القانون‭  ‬الذي‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬استخدم‭ ‬الأضحية‭ ‬المستوردة‭ ‬لغرض‭ ‬الذبح‭ ‬لا‭ ‬لغرض‭ ‬تربيتها‭ ‬ودمجها‭ ‬مع‭ ‬المواشي‭ ‬المحلية‭  ‬مسبباً‭  ‬إنشار‭ ‬عدوى‭ ‬الأمراض‭ ‬ويضطر‭ ‬التاجر‭  ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬موافقات‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬الأدوية‭ ‬المسببة‭ ‬للسرطانات‭ ‬والأورام‭ ‬ولكن‭ ‬يلجا‭ ‬التاجر‭ ‬المربي‭ ‬للمواشي‭ ‬إلى‭ ‬البيئة‭  ‬ويتحصل‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭  ‬وبسبب‭ ‬عدم‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭  ‬الزراعة‭  ‬والبيئة‭  ‬فيحدث‭ ‬تحايل‭ ‬على‭ ‬القانون؛‭  ‬فبعد‭ ‬استيراد‭  ‬المبيد‭ ‬الحيواني‭ ‬‮«‬الديتدنول‮»‬‭ ‬لعلاج‭ ‬المواشي‭ ‬المصابة‭ ‬يستغل‭ ‬المزارعون‭ ‬الأجانب‭ ‬توفر‭ ‬الدواء‭ ‬ويستخدمونه‭ ‬في‭ ‬الرش‭ ‬الخضراوات‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الدودة‭ ‬كـ‭)‬السلاطة‭(‬؛‭ ‬وبذلك‭ ‬ينتقل‭ ‬سم‭ ‬المبيد‭ ‬إلى‭  ‬الإنسان‭ ‬وهذا‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ .‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬أ‭. ‬كمال‭ ‬الحبيشي‭ ‬مقاول‭ ‬‭: ‬إنه‭  ‬لاحظ‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬أنّ‭ ‬بعض‭ ‬المزارعين‭ ‬يسخدمون‭ ‬مياه‭ ‬الآبار‭ ‬السوداء‭ ‬لري‭ ‬مزارع‭ ‬الخضار‭ )‬النعناع‭ ‬والحبق‭ ‬والمعدنوس‭( ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬أكلة‭ ‬‮«‬العصبان‮»‬‭ ‬عند‭  ‬أغلب‭  ‬الأسر‭ ‬الليبية،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬ضرره‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬وعلى‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬الزراعية‭ ‬أن‭ ‬يتابعوا‭ ‬المزارع‭ ‬ويحلّلوا‭ ‬التربة‭ ‬قبل‭ ‬توزيع‭ ‬الخضراوات‭ ‬وبيعها‭.‬

والحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تعاون‭ ‬المواطنين،‭ ‬وسرعة‭ ‬تبليغ‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬الأنانيين،‭ ‬ومستغلي‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ضرَّرهم‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وصحة‭ ‬العامة‭.‬

م‭. ‬فتحي‭ ‬بن‭ ‬حاتم‭ ‬إدارة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬طرابلس‭ ‬قال‭:‬

يشتكي‭ ‬المربون‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الأعلاف‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬المطاحن‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬عدة‭ ‬معوقات‭ ‬منها‭ ‬نقص‭ ‬المواد‭ ‬العلفية‭ ‬التي‭ ‬تصنعها‭ ‬الشركات‭ ‬العامة؛‭ ‬فينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭  ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الأعلاف‭ ‬ولزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬وضرورة‭ ‬احتياج‭ ‬المربين‭ ‬الحيوانات‭ ‬للعلفة‭ ‬فإن‭ ‬التجار‭ ‬يحتكرون‭ ‬بيع‭ ‬الأعلاف‭  ‬وبسعر‭ ‬غالٍ‭. ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬صناعتهم‭ ‬للأعلاف‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينعكس‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الحيوانات‭ ‬ويتبعه‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭.‬

وأضاف‭ ‬بن‭ ‬حاتم‭ : ‬عدم‭ ‬زراعة‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭  ‬الكبيرة‭ ‬لتوفير‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخضراء؛‭ ‬فيتم‭ ‬شراؤها‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬وجود‭ ‬الحيوانات‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وختم‭ ‬قائلاً‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخضراء‭ ‬ودعم‭ ‬الفلاح‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الأعلاف‭ ‬وضرورة‭ ‬توفر‭ ‬الأعلاف‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬وتسليمها‭ ‬للمربي‭.‬

ومن‭ ‬الحلول‭ ‬لتوفر‭ ‬الأعلاف‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬زراعتها‭ ‬في‭  ‬المراعي‭  ‬الطبيعية‭  ‬التي‭ ‬تتميز‭  ‬بشح‭  ‬الأمطار‭ ‬لذلك‭ ‬تعتمد‭ ‬فيها‭ ‬زراعة‭  ‬الأعلاف‭ ‬المركزة‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬ودائمة‭ ‬وتوجد‭ ‬عديد‭ ‬المصانع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬المطاحن‭ ‬والأعلاف‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬للمربين‭ ‬الأعلاف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مراكز‭ ‬التوزيع‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشركة‭ .‬

م‭. ‬ضحى‭ ‬عثمان‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬اجتماع‭  ‬معالي‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ووزير‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬المكلف‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬القطراني‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬مركز‭ ‬المعلومات‭ ‬والتوثيق،‭ ‬ومدير‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬ومدير‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭  ‬ورئيس‭ ‬القسم‭ ‬المالي‭  ‬ومدير‭ ‬إدارة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وأعضاء‭ ‬فريق‭ ‬التحوَّل‭ ‬الرقمي‭ ‬بالمركز،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬مناقشة‭ ‬مقترح‭ ‬التحوَّل‭ ‬الرقمي‭ ‬لقطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬‮«‬2030‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬تركزت‭ ‬المناقشات‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬التحديات‭ ‬الموجودة‭ ‬وتحديد‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المقترح،‭ ‬وتم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬للقطاع‭ ‬واستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتعزيز‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والكفاءة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭.‬‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬المقترح‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬وسيتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬تعاونًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وتخطيطًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الخطوات‭ ‬المطلوبة‭.‬

ويهدف‭ ‬التحوَّل‭ ‬الرقمي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬وتعزيز‭  ‬قدرتهما‭ ‬على‭ ‬التنافسية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى