الناجي الحربي.. “الضحك عند السدوة”
جحا .. شخصية هزلية حيرت النَّاس .. قد ينسبون له ما لم يفعله وما لم يقله .. بعض الشعوب يصرون على أن جحا شخصية خيالية من تراثهم .. في تركيا مثلًا يؤكدون أنه شخصية حقيقية في تاريخهم ويقيمون له مزارًا .. التوانسة يقولون أن أصله يعود إليهم .. هنا في ليبيا أغلب الأمثلة والحكايات ننسبها لجحا .. ولابد أن شعوبًا أخرى كان لجحا نصيب من القصص والنوادر في تراثها التي غالبًا ما يراد بها الحكمة والموعظة في قالب فكاهي .
من نوادره التي تتشابه في تونس، وفي مصر، وتركيا وتشتهر في ليبيا أنه ذات مرة أراد أن يبيع «كلوفة» من الشعر أو الصوف وهي تستعمل في نسج البيوت والسجاد على هيأة كرات .. فأقبل النَّاس على شرائها لرخص ثمنها فيما كانوا يتهامسون سخرية وضحكًا على غباء جحا نظرًا لكبر حجم الكلوفة وقلة ثمنها .. لكنه كان يقول لهم : «الضحك عند السدوة» .. والسدوة هو المكان الذي تمد فيه الخيوط للنسج .. وبالفعل عندما شرعوا في عملية النسيج وجدوا وسط الكرات حجرًا لفّ جحا حوله قليلًا من الخيط.
في البدايات دائمًا نضحك ونزهو لموقف ما أو نفرح لحدث نتخيله عظيمًا .. وغالبًا ما نعض على أناملنا عندما نكتشف النهايات ..