رأي

النظر للواقع (١-٢)

معمر الزايدي

إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ .. ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬هذي‭ ‬المقولة‭ ‬للمرحوم‭ ‬نهاد‭ ‬قلعي‭ ‬المعروف‭ ‬بحسني‭ ‬البورزان‭ ‬الفنان‭ ‬السوري‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬غوار‭ ‬الطوشي‭ )‬دريد‭ ‬لحام‭ ( .‬

ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬معنى‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬العلاقة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬مانعيشه‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وعبر‭ ‬واقع‭ ‬جدلي‭ ‬متشابك‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬مقيدين‭ ‬الى‭ ‬الجمود‭ ‬وممنوعين‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الحراك‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬السياسي‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬الإجتماعي‭ ‬او‭ ‬الثقافي‭ ‬أو‭ ‬التعليمي‭ ‬والصحي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وعدد‭ ‬ولاحرج‭ ..‬

فنحن‭ ‬اذا‭ ‬ماأردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬البلد‭ ‬فإنه‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬تفصيلها‭ ‬وتفكيكها‭ ‬ومعرفة‭ ‬مكوناتها‭ ‬وبالتالي‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬النسق‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مابين‭ ‬المكونات‭ .‬

التعليم‭ ‬مثلا‭ : ‬

إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬لماذا‭ ‬هو‭ ‬منهار‭ ‬وكارثي‭ .. ‬فيجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬المباشرة‭ ‬وبالتجريد‭ ‬الى‭ ‬أبسط‭ ‬الصور‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المعنيين‭ ‬الاساسيين‭ ‬بالتعليم‭ ‬كهدف‭ ‬سامي‭ ‬هما‭ ‬الطالب‭ ‬أو‭ ‬التلميذ‭ ‬والمعلم‭ ‬أو‭ ‬المدرس‭ ‬الفاعل‭ ‬والمنفعل‭ ‬اللذين‭ ‬تحولا‭ ‬بسبب‭ ‬العدمية‭ ‬الى‭ ‬مفعولين‭ ‬بهما‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التنفس‭ ‬والحركة‭ . ‬وأقول‭ ‬العدمية‭ ‬باعتبارها‭ ‬شطلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التراكمات‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬كليهما‭ ‬بالاضافة‭ ‬للمحيط‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬لايعي‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬أنه‭ ‬يخنق‭ ‬نفسه‭ ‬بإرادة‭ ‬غيره‭ . ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬جدل‭ ‬يتنوع‭ ‬ليس‭ ‬هنا‭ ‬محله‭ ‬توضيحه‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أتطلع‭ ‬لطرحه‭ ‬في‭ ‬سانحة‭ ‬مقبلة‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ .‬

العلاقة‭ ‬السيئة‭ ‬جدا‭ ‬بين‭ ‬الطالب‭ ‬والأستاذ‮ ‬‭ ‬ولايعترض‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬تشي‭ ‬بأننا‭ ‬مضروبين‭ ‬في‭ ‬المقتل‭ ‬وأن‭ ‬أهدافنا‭ ‬كلها‭ ‬مصابة‭ ‬ومانجا‭ ‬منها‭ ‬فهو‭ ‬يترنح‭ .‬

كيف‭ ‬؟‭.. ‬

نحن‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الطالب‭ ‬هو‭ ‬إبن‭ ‬الوعي‭ ‬والعلم‭ ‬للمعلم‭ ‬وأن‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬الاب‭ ‬العلمي‭ ‬للطالب‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬راقية‭ ‬مضمخة‭ ‬بالمعاني‭ ‬الأخلاقية‭ ‬النبيلة‭ ‬والروحية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬المساحة‭ ‬للأستاذ‭ ‬ليكون‭ ‬القدوة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الطالب‭ ‬ليترقي‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وروحيا‭ ‬وعلميا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬المستنير‭ ‬والمؤتمن‭ ‬من‭ ‬ألاباء‭ ‬والامهات‭ ‬على‭ ‬ابنهم‭ ‬أو‭ ‬ابنتهم‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬والإنسانية‭ ‬بأسرها‭ .. ‬حتى‭ ‬كاد‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رسولا‭ .‬‮ ‬‭ ‬وبإضفاء‭ ‬هذه‭ ‬القداسة‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬لايكون‭ ‬أمام‭ ‬الطالب‭ ‬أن‭ ‬ان‭ ‬ينصاع‭ ‬بالكامل‭ ‬ويفتح‭ ‬ورقة‭ ‬قلبه‭ ‬حتى‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬أستاذه‭ ‬بصمته‭ ‬التى‭ ‬سيواجه‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الزمن‭ ‬وتقلباته‭ ‬والحياة‭ ‬بمعتركاتها‭ ‬العديدة‮ ‬‭ . ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى