احتضنت العاصمة طرابلس الأربعاء الماضي بقاعات الاجتماعات بفندق ريكسوس على مدى يوم واحد أعمال فعاليات منتدى الهجرة عبر المتوسط بحضور واسع من رؤساء ووزراء دول أوروبية وأفريقية من خلال رؤساء حكومات وممثلين دبلوماسيين وسفراء لدى ليبيا وممثلي منظمات دولية معنية بملفّ الهجرة غير النظامية.
جاء انعقاد منتدى الهجرة عبر المتوسط بمبادرة حكومة الوحدة الوطنية من أجل تعزيز الحواربين الدول الأوروبية والأفريقية المعنية حول إدارة الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط ، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة مع وضع الحلول الاستراتيجية الفاعلة في حل ملف الهجرة غير النظامية وتحديد السياسات المشتركة
بدأت فعاليات منتدى الهجرة عبر المتوسط والتي شهدت حضورا ً متميزاً من عديد الدول المشاركة ووسائل الإعلام المحلية والعربية والأفريقية والأوروبية .
قبل بدء فعاليات منتدى الهجرة عبر المتوسط تم عرض فيلم قصير أبرزت من خلاله أهم المناطق السياحية التي تتمتع بها ليبيا .بينما جاء الفيلم الثاني الذي تناول فيه المخرج لغة الحوار بين عدد المهاجرين والظروف القاسية التي يعانيها المهاجر في بلد المنشأ .
وفي كلمته قال السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس عبد الحميد الدبيبة: يجب أن تمضي الدول المتضرّرة من الهجرة غير النظامية تطوير القطاعات الحيوية والاقتصادية في الدول الأفريقية المصدّرة للهجرة لتوفير فرص عمل لأبنائها.
مشيراً إلى أنّ الأموال المصروفة في الأعوام الخمسين الماضية لم تحل المشكلة، مشدّداً على ضرورة توجيه التمويل إلى بلدان المهاجرين الأصلية، من أجل تنفيذ مشروعات تنموية حقيقية تساهم في استقرارهم في مناطقهم. وقال: «نسعى إلى تأسيس حركة فعلية لحل هذه المشكلة .».
أضاف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أنّ أزمة الهجرة غير النظامية «تؤرّق دولاً كثيرة»، وأشار إلى أنّ الدول الأفريقية تعاني من أزمات اقتصادية وجوع بسبب ويلات الاستعمار ونهب الثروات خلال العقود الماضية، الأمر الذي يدفع المواطنين الأفارقة للبحث عن سبل العيش عبر طريق محفوف بالمخاطر قد ينتهي بالموت في البحر الأبيض المتوسط
بينما قالت السيدة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، في كلمتها : إن البحر الأبيض المتوسط يمثّل أولوية ومن غير الممكن أن يكون بحر أبيض متوسط من دون إيطاليا وليبيا معاً. وأشارت أن ثمة تحديات في هذه الأوقات لا يمكننا مواجهتها لوحدنا والهجرة واحدة منها.
وذكرت ميلوني أنه من أجل معالجة هذه القضية بجدية، هناك حاجة إلى تغيير النهج 360 درجة»، ولفتت إلى أن إيطاليا تعمل جاهدة من أجل ذلك على مستويات متعددة من بينها مكافحة الاتجار بالبشر، مبيّنة أنّ الشبكات الإجرامية المتورطة في ذلك تُعَدّ من أكثر الشبكات نفوذاً بحسب تقارير أممية. وأكدت ضرورة مكافحة الهجرة غير النظامية ووضع استراتيجية لمعالجة هذه الأزمة بطريقة متزامنة.
وأفادت ميلوني بأن في العامين الأخيرين، تعاونت بلادها مع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن «التحديات كبيرة تجاه ملف الهجرة غير النظامية “وأن إيطاليا كان لها دورا كبيرا في مكافحة شبكات تهريب المهاجرين، وأن ماجعل مهامها صعبة هو عملية تدفق المهاجرين.
ومن جهته قال رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا أن حل أزمة الهجرة غير النظامية يبدأ من البلدان الأصلية.
وقال أبيلا إنّ المهاجرين يتركون بلدانهم بسبب النزاعات والحروب بحثاً عن السلام وفرص أفضل، مضيفاً أن الصعوبات الاقتصادية تعد سبباً آخر للهجرة مشدداً على أن في الأمر تحدياً لدول العبور التي تثقلها حركة هؤلاء الأشخاص نظراً إلى تحملها تكاليف الخدمات المقدمة لهم . ودعا أبيلا إلى توحيد الجهود والتركيز على حلول للعوامل الرئيسية المسببة للهجرة غير النظامية من قبيل دعم خطط التنمية في أفريقيا. ولفت إلى أن مالطا أدرجت ملف الهجرة على أولويات الاتحاد الأوروبي، في السنوات الخمس الأخيرة.
ومن جانب آخر قال رئيس الحكومة التونسية السيد أحمد الحشاني إن بلاده معنية بأزمة الهجرة على أهمية تحليل أسباب الأزمة مشيراً إلى أن تغير المناخ والفقر من أبرز دوافعها .
وأشار في كلمته إلى الدور الذي الكبير لدولة تونس للحد من الهجرة وإدارة موجات تدفق المهاجرين غير النظاميين الذين هم بمعظمهم من جنسيات دول جنوب الصحراء .
وأضاف الحشاني أن للمهاجرين غير النظاميتن الذين هم معضمهم من الجنسيات الأفريقية وأن للمهاجر الحق في البحث عن حياة أفضل ، وأن تونس تتعامل بحدود إمكاناتها والمساعدات التي قدمت لها قليلة جداً وأن تونس جزء من أفريقيا .
على هامش الاجتماع الوزاري الذي ترأسه وزير الداخلية المكلف لواء «عماد مصطفى الطرابلسي» الذي عقد بمجمع قاعات غابة النصر بطرابلس.
عقد لقاء تقابلي بين السيد الوزير مع نظيره السوداني ، وتناول الجانبان مناقشة آفاق التعاون الأمني المشترك في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأوضح الوزير خلال اللقاء أن ما تعانيه الشقيقة السودان جراء الحروب تسبب في نزوح اعداد كبيرة من الأشقاء السوادنيين إلى ليبيا ، مؤكداً أن حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الداخلية توليان اهتماماً كبيراً لما يعانيه النازحون ، مطالباً بالتعاون والتنسيق المشترك مع السلطات السودانية للعمل على العودة الطوعية منهم.
وقع وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، بالتزامن مع نظيره التشادي، اتفاقية بشأن ترحيل التشاديين غير النظاميين في ليبيا وتسوية أوضاعهم.
وتهدف الاتفاقية إلى تحديد شروط وإجراءات تسوية أوضاع المواطنين التشاديين الموجودين على الأراضي الليبية، من خلال تحديد هوايتهم وإحصاءهم بالتعاون بين البلدين.
ترأس وزير الداخلية المكلف لواء «عماد مصطفى الطرابلسي» الاجتماع الوزاري لوزراء ومندوبين وزارات داخلية «إيطاليا ، مالطا ، وتونس ، وتركيا ، وألمانيا ، والنمسا ، والتشيك ، وصربيا ، والسودان ، و السنغال ، وتشاد ، وأسبانيا ، واليونان» وبعثة الأمم المتحدة ومنظمات دولية المشاركين في منتدى المتوسط الذي عقد بالعاصمة طرابلس اليوم الإربعاء بمجمع غابة النصر ، بحضور رئيس أركان الجيش الليبي فريق أول «محمد الحداد» ووكيل وزارة الداخلية للشؤون العامة لواء «محمود سعيد» ورئيس جهاز الحدود لواء «محمد المرحاني».
وتناول الاجتماع مناقشة التعاون الأمني المشترك في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وطرح الرؤى حول ملف الهجرة ووضع الحلول لمعالجته بما يضمن تحقيق المصلحة المشتركة للدول المتضررة جراء هذه الظاهرة.
وأوضح الوزير إلى أن هذه الظاهرة تسببت في الكثير من التحديات الأمنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والمالية في ليبيا ، وتحملت الدولة الليبية أعباء كبيرة جراء تداعيات هذا الملف.
واستعرض الوزير الخطوات التي يجب اتخاذها لمعالجة هذه الظاهرة من خلال دعم دول المنشأة ، فليبيا تعتبر خط الدفاع الأول من خلال دعم جهودها للحد من تدفق المهاجرين.
وتابع الوزير قمنا بعمل كبير وتعاون وطيد الفترة الماضية مع إيطاليا ومالطا وتونس نتج عنه جهود مضنية في الحد من تدفق المهاجرين، ولابد أن يكون هناك خطوات جدية لمعالجة هذا الملف.
كما أعرب الوزير عن استعداد الدولة الليبية لبناء علاقات أمنية مع دول الجوار ودول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر الأبيض المتوسط لمعالجة هذه الظاهرة.
وأوضح الوزير أن اعداد المهاجرين في تزايد وهناك ما يقارب 2.5 مليون مهاجر في ليبيا ، مؤكداً على وحدة ليبيا وسيادتها ونعمل على برنامج العودة الطوعية للمهاجرين.
ودعا الوزير إلى دعم الدولة الليبية في برنامج العودة الطوعية في تنظيم الرحلات الجوية ، مشيراً إلى انه قد تم ترحيل ما يقارب 10 آلاف مهاجر خلال عام 2024 بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وهذا العدد ليس بكافي.
مطالباً بدعم الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية والدولة الليبية لمكافحة هذه الظاهرة التي القت بظلالها السلبية على ليبيا ودول المقصد.
هذا وشدد الوزير على ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية، ولن يسمح بتواجد المنظمات غير القانونية في التعامل مع هذا الملف
اجرى وزير الداخلية المكلف لواء «عماد مصطفى الطرابلسي» رفقة نظيره الإيطالي «ماتيو بيانتيدوسي» جولة تفقدية داخل ميناء طرابلس البحري .
واطلع الوزيرين على الزوارق والتجهيزات البحرية التابعة للإدارة العامة لأمن السواحل ، والجهود التي تبذلها الإدارة في عمليات البحث والإنقاذ ومكافحة الهجرة عبر البحر.
ومن خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد على هامش منتدى الهجرة عبر المتوسط بين وزير الداخلية لواء عماد الطرابلسي ونظيره وزير الداخلية الإيطالي ماثيو بيانتيدوسيوالذي أعلن من خلاله السيد وزير الداخلية لواء عماد الطرابلسي قائلا قدتم الاتفاق على آليه العمل بخصوص مراكز الإيواء والإنقاد البحري وحقوق الإنسان وأن ماتم التركيز عليه هو برنامج العودة الطوعية باستثناء من لديهم مشاكل في بلدانهم .
وأضاف الطرابلسي أن مانتمناه من دول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ومن أن نعمل سوياً على دعم التنمية في أفريقيا وآلية ضبط الحدود الأفريقية .
وأشار الطرابلسي أن توجه الأموال لدول المنشأ لحل مشكلة الهجرة وأن ليبيا ترفض التوطين .
كما نوه الطرابلسي عل تنظيم سوق العمل في ليبيا وسيتم منح إقامات عمل محددة وبمدة زمنية وفق أسس قانونية .
كما طالب الطرابلسي الشارع الليبي بضبط النفس وعدم المساس بالمهاجرين وأن لايقوموا بأي عمل غير أخلاقي .
وأشاروزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسيو أن الأجتماعات السابقة مع وزراء داخلية دولة ليبيا وتونس والجزائر تحدثنا عن هذه الجوانب المتعلقة بملف الهجرة وأن ماتعانيه دول البحر الأبيض المتوسط .
ونحن بدورنا نؤكد على ماطرحه السيد وزير الداخلية الليبي اللواء عماد الطرابلسي عن آليه معالجة ملف الهجرة وفق الرؤية الاستراتيجية التي تم مناقشتها مع السادة الرؤساء والوزراء المعنين بذلك .
في ختام أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط عقد السيد وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية السيد وليد اللافي مؤتمر صحفياً بحضور لفيف من رجال الإعلام والصحافة المحلية والعربية والأوروبية والذي استهله مرحبا بالحضور ومعلنا عن الانطباعات الجيدة خلال المشاركة الفاعلة من المشاركين في منتدى الهجرة عبر المتوسط .
وأن ما أعلنته حكومة الوحدة الوطنية من خلال إطلاق الأطر الاستراتيجية للتعاون في ملف الهجرة وتحويلها إلى برامج قابلة للتنفيذ .
وأضاف اللافي أن ليبيا شريك استراتيجي في التعامل مع ملف ذو أهمية كبيرة والثانية أن ليبيا عادة بعد انقطاع لأكثير من 14 عشر عاماً لاستضافة فعاليات دبلوماسية دبلوماسية رفيعة المستوى منها 9 وفود رئاسية وأكثر من 15 وفداً وزارياً من وزراء داخلية لدول أفريقية وأوروبية .
وكما أعلن اللافي عن توقيع اتفاقيات مع دولتي تشاد ومالطا .