صحة

بدائل السجائر التقليدية، هل تنجح في التقليل من مخاطر التدخين؟

كتب: إبراهيم أبوعرقوب

تتواصل الضغوط على شركات صناعة التبغ في العالم، من أجل إيجاد بدائل عن التدخين التقليدي الذي يودي في كل سنة بألاف من البشر حول العالم، نتيجة الأمراض التي يتسبب فيها.
في عام 1997، أوصت الأمم المتحدة بضرورة الاتجاه نحو منتجات تدخين أقل سُمية.
وفي عام 2015، أكدت منظمة الصحة العالمية أهمية البحث عن بدائل واقعية، نظراً لصعوبة إقناع أكثر من مليار مدخن حول العالم بالإقلاع التام.
ومن هنا أعلنت شركة “فيليب موريس” العالمية البدء في إنتاج السجائر التقليدية، “تأسست في عام 1847 في العاصمة البريطانية لندن، وتشتهر بمنتج “مارلبورو”.
وعن تسريع استراتيجيتها للتحول من السجائر التقليدية إلى منتجات بديلة أقل ضرراً، مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية، والتي تعتبر أقل ضرراً، مقارنة بالسجائر التقليدية.
خاصة بعد أن أثبتت الدراسات بأن السبب الرئيسي وراء خطورة السجائر التقليدية لا يكمن في النيكوتين وحده الموجود فيها، بل في عملية حرق التبغ التي تطلق آلاف المواد السامة المسببة للأمراض.
وتلخص رسالتها بثلاث جمل بسيطة:
إن لم تكن مدخناً، فلا تبدأ.
وإن كنت مدخناً، أقلع.
وإن لم تستطع، فاختر البدائل الأقل ضرراً.
ولهذا فقد ركزت الشركة على ابتكار منتجات تعتمد على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، ما يقلل بشكل ملحوظ من الانبعاثات الضارة منه على الصحة الشخصية والصحة العامة حتى للأفراد المشاركين في الحياة أو المجاورين.
الشركة أطلقت منذ عام 2016 خطة تدريجية تهدف إلى التوقف عن تصنيع السجائر التقليدية. وقد استثمرت مليارات الدولارات في تطوير منتجات جديدة قائمة على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، بعد أن أثبتت الدراسات أن احتراق السجائر، هو المصدر الأساسي للسموم المسببة للأمراض الخطيرة بسبب التدخين.
بحسب الشركة، يعمل أكثر من 1500 عالم وباحث في مختبراتها لتطوير منتجات خالية من الدخان، فيما تذهب 99% من ميزانية البحث والتطوير إلى مشاريع مرتبطة بتقليل أضرار التدخين.
وتهدف إلى وقف بيع السجائر التقليدية في عدد من دول العالم خلال 5 إلى 10 سنوات.
لعل من قائل يقول، لما تفعل الشركة هذا، أو أنه أمر مفروض على الشركة، وهو بالفعل كذلك، لكي تُغير من استراتيجيتها وتنتج بدائل، أفضل من أن تُقفل أبوابها وتخسر وتُسرح عمالها وموظفيها.
بعد انتاج بدائل عن التدخين التقليدي، تراجعت في السويد نسبة المدخنين إلى أقل من 5% بفضل البدائل.
رغم أن نسبة المدخنين فيها لا تتعدى الـ5% من تعداد السكان، أي أنها تُعرف بأنها الدولة الأقل في تعداد المدخنين.
أما عربياً فقد كانت تونس السباقة على المستوى الإفريقي في اعتماد هذه المنتجات ضمن خطط المحافظة على الصحة العامة، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة جريئة نحو حماية صحة المواطنين.
الطريق طويل لإقناع المدخنين بترك التدخين التقليدي على الأقل في مرحلة أولى، مع تأكيد خبراء الصحة في العالم، على أن المنتج البديل الأقل ضرراً، لا يعني بالضرورة التقليل من المخاطر.
إبراهيم عمر أبوعرقوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى