
فى قلب العاصمة وعلى طريق الفلاح تحديدًا تعيش مجموعة من العائلات منذ أكثر من ثلاثين سنة داخل تريلات صدئة وتابعة للشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف بعد ما تحولتْ هذه المساكن المؤقته إلى قدر دائم فرضته الظروف، واليوم وبينما تسعى الشركة إلى إخلائهم لبناء مشروعات استثمارية سكنية يجد الأهالي أنفسهم أمام مشهد لا يختلف كثيرًا عن حال إخواننا فى فلسطين الذين يواجهون التهجير وضياع المأوى حيث يقفون بين مطرقة الفقر وغلاء الايجارات وسندان المجهول الذي يهدّد استقرارهم
صحيفة )فبراير( زارت هذا المكان ورصدت قصصهم وكيف يعيشون من بين هذه العائلات تعيش ربة بيت ترزح تحت ألم الروماتيزم الذى يشتد عليها فى فصل الشتاء حين تتحول التريلة إلى مأساة حقيقة عندما تتساقط الأمطار تتساقط نيته المطر داخلها لتغمر الصالة فتحتضن أبناءها منكمشة فى مساحة ضيقة لا تصلها المياه وتحمل الخوف عليهم من البرد والمرض ظروفها المادية القاسية لا تسمح لها بصيانة المسكن وحتى وأن استطاعت، فإنها تدرك أن المكان ليس ملكًا لها اصلا وأنهم مهددون بتركها ليزداد شعرها بالعجز النفسي والمعاناة اليومية
غياب الشفافية وتفاصيل أخرى مخفية وٱقصاء للسكان
تقول احدهم لا نجد أحيانا متنفس عندما ترتفع درجات الحرارة نشعر بضيق فى التنفس وانخفاض سقف التريلة والمساحات البسيطة فلا يصل لنا الهواء وضعنا ما لدينا لبناء حجرة وجنان وحاولنا أن نزين المكان بعض الشيء ونحن فى شكوك من أن الأدارة فى بعض الأحيان تتعمد قطع التيار الكهربائي لتزيد الخناق علينا بين الفترة والأخرى ودفعنا لأتخاذ القرار فى الخروج من التريلات مما يزيد من معاناتنا
ومن جهة أخرى قالت أ،ف
الأطفال لا يجدون مساحات يلعبون فيها ولا حتى مكان جيد الدراسة فى مثل هذه الظروف وانقطاع التيار الكهربائي خصوصا فى فصل الشتاء وقالت تزداد المخاطر فى فصل الشتاء مع تسرب مياة الأمطار داخل التريلات الحديدية مما قد يسبب هذا التسرب صدمات كهربائية قد تعرض حياة السكان للخاطر وهذه تجربة يومية مليئة بالمخاطر والقلق المستمر…..
وفى مشهد ٱخر بقضى أحد الآباء يومه في عمل شاق ليؤمن لأسرته لقمة العيش وبين محاولات أخرى لإجراء تغيرات بالتريلة لتلائم العيش فيها مع إجراء صيانات خفيفة رغم عدم نفع ذلك فى تريلات اصبحت عتيقة كل ما يحيط بنا اصبح حواجز تعرقل الأحلام وتقف سداً منيعًا امامنا فلا يبالي أحد بنا وليس هناك شيء بحيث ينجلي ضباب عيوننا وغمام صدورنا
ومع هذا مازلنا صامدين نتشبت بما تبقى لنا من مأوى ،ونبحث عن بصيص امل
واقع مرير رايناه لا يتحمله أحد الا من قست عليهم الظروف واوضعتهم فى هذا المكان ومع أناس لا ترحم
وفى مشهد ٱخر بقضى أحد الأباء يومه بين عمل شاق فى مهن متفرقة بحثا عن لقمة العيش وبين محاولاته تهيئة زاوية صغيرة فى التريلة لأطفاله حتى يراجعوا دروسهم تحت ضوء خافت فكيف لطفل أن يصنع مستقبل من قلب حديد يصدأ وجدران لاتقية البرد وقلق بسبب الحرارة
وقال س ،ع بجلالة الله التريلة كلها تنهمر منها المياة لدرجة أننا نهرب من زاوية ٱلى أخرى بحثا عن مكان لا تصله المياة ومؤخرا اصبحا نشم روائح كريهة بسبب الرطوبة ولربما هناك مياة تحت التريلة هى من تخرج هذه الرائحة ورفضت كم مرة أن يأتي أقاربي وأهلي للتريلة فهى غير مهيئة لأستقبال أحد واعتقد لو يأتي أحد من أهلى لسوق يبكي عنا كيف نعيش هكذا لكن لأن الظرف لا يسمح بحصولنا على مسكن لائق اضطر للصبر رغم أنه مر الا أنه ليس هناك حل غيره نتمنى من الدولة أن تنظر لحالنا وتحاول توفير سكن لائق لنا
ف،ر قالت موظفي الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف المساهمة والتى رأس مالها 300 مليون دينار ليبي قرار دولة لم تستطع تنفيذه فى زيادة مرتبات مؤظيفها فكيف تنفذالخصميات ولا تنفذ الزيادة مرتبات المؤظفين مازلت متدنية دوام يومي من الساعة 7:30 الى 2:30
ومن خلال ما اسلتمنا من أوراق ومستندات ولعل منها إعلان صادر من اللجنة الشعبية العامة بشأن الانتفاع بالمساكن وتنغيذا للقانون رقم )03( لسنة 1372و.ر 2004مسيحي بتقرير بعض الأحكام الخاصة بالملكية العقارب ،ولائحته التنفيذية، وفى إطار تشجيع المواطنين على فى المجال العقاري وتيسيرا لهم فى الحصول على المساكن وحيث نص القانون على الانتفاع بالمساكن بمقابل ويكون مقابل الأنتفاع جزءا من الثمن الإجمالي المسكن ،وان ينص فى العقد على تحديد قيمة المسكن ،وتحديد الفترة الزمنية لإنهاء إجراءات نقل الملكية ،وطريقة دفع قيمة المسكن ،وتحديد الشروط وبيان الإجراءات القانونية التى تحفظ حقوق المنتفع والمالك .ولذلك يعتبر الاشخاص مالكين للمساكن وأن قيمة الإنتفاع المدفوعه منهم بما فى ذلك القيمة السابقة تعتبر جزءمن قيمة المسكن
وبناءً على ما جاء فى مراسلات عدة عليه طالبوا بعد أن حاولت الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف بالاستنفاع بالمكان الذي به التريلات بمشاريع استثمارية بتوفير مساكن لهؤلاءالسكان على أن يكون ملائمًا لهم ولاسرهم وبضمانات مناسبة …..
وقالت أحد السكان فى بداية سكننا فى هذه التريلات كنا ندفع 50دينارًا ومن ثم بدأنا ندفع 400 مع الكهرباء 100دينار شهريا ونقطن فى هذه المساكن حاليا وهى عبارة عن مخيم العالمين الشرطة المنفذة منذ 1980 وتتبع محلة الدريبي
وهؤلاء العاملون منهم من وصل سن التقعد أو على وشك ذلك لهذا
يطالب سكان هذه التريلات الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف المساهمة والدولة أن تكون من اولياتهما وضع هذه العائلات فى مساكن تليق ويكفيهم ما عانوه من تهميش وظلم وفقر على أمل أن يكون لهم فى يوم من الايام مسكن مثلهم مثل اي عائلة حتى ينعموا بالدف وبالحياة التى لم يهنؤا بها بعد
ومن خلال صحيفة فبراير نوجه نداءً عاجلا لرئاسة الوزارء ولإدارة الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف المساهمة أن تحس بهم وتلتفت لهم لأن هؤلاء الأشخاص من اسهموا فى بناء الشركة وضحوا من أجلها وعملوا بتفانٍ واخلاص أفلا يكون السكن تكريمًا لهم على ما بذلوه من جهد للمساهمة فى نهضة الشركة والوطن