زواج “التيك توك”.. بين الواقع الافتراضي وضغوط الواقع الحقيقي

في زمن السرعة والمشاركة اللحظية، تحوّل الزواج من رباط مقدّس إلى «ترند رقمي» يجذب ملايين المتابعين، خاصة على تطبيق «تيك توك». حفلات فاخرة، هدايا بمبالغ خيالية، مظاهر من الترف تُعرض كأنها معيار للحب الناجح.
لكن خلف هذا البريق الرقمي، هناك سؤال جوهري:
هل يُشكل زواج المشاهير عبر تيك توك ضغطاً نفسياً واجتماعياً على الفتيات؟، وكيف يؤثر على نظرتهم للعلاقات والزواج؟
للإجابة، أجرينا استطلاعًا شمل عيّنة من الفتيات الليبيات،
مرام فتاة 17 من عمرها
لقد تأثرتُ بفرح سارة الورع، وغيث مروان - ونارين بيوتي ورامي وخطبة شيرين بيوتي وأسامة هولاء مشاهير عـ«السوشيل ميديا»، واتمنى أن يكون فرحي مثلهم
نور، 18 عامًا – طالبة ثانوي:
«كل يوم نشوف أعراس مشاهير، الفستان، القاعة، الهدايا، نحس إن الزواج لازم يكون بهذا الشكل. مرات حتى نتحسر على حالي.
شهد 22 سنة – طالبة جامعية:
«أنا نشوف إنه مجرد استعراض. الحب الحقيقي مش في الهدايا والسيارات، بل في المواقف والمسؤولية.
بشرى 20 سنة – خريجة معهد:
«للأسف، صديقتي فسخت خطوبتها لأنها بدت تقارن خطيبها بتيك توكر مشهور. هذا الشيء قاعد يخرب تفكير البنات.
إسراء العالم 16 سنة:
أنا أحب متابعة [اسم مشهورة]، تعجبني ثقتها في نفسها وأسلوبها في اللبس، وأحيانًا أجرب نفس الستايل»
رقية مسعود 20 سنة:
في بعض الأحيان أحس أن المشاهير يضغطوا علينا بشكل غير مباشر علشان نكون مثاليات، وهذا متعب.
هند 14 سنة:
أنا نقلدتُ تسريحة شعر من وحدة مشهورة، كل صحباتي عجبتهم، فحسيتُ بثقة في نفسي. اختصاصية علم النفس الاجتماعي: الأستاذة فوزية عتيق
«ما يحدث هو نوع من التلاعب غير المباشر بالعقل. الفتاة تبدأ تشوف الزواج كوسيلة للظهور الاجتماعي، وليس كشراكة حياتية. وتبدأ تقارن، وتحس بالنقص، وتتولد عندها أفكار خاطئة عن الذات.
رؤية اجتماعية:
الأستاذ علي محمد باحث في علم الاجتماع:
«زواج المشاهير على السوشيال ميديا هو انعكاس لمجتمع استهلاكي يصوّر العلاقة الزوجية كعرض للبيع. هذا يخلق طبقة من الفتيات تتطلّع لحياة مصطنعة وغير قابلة للتحقيق في الواقع».
هناك مخاطر نفسية واجتماعية محتملة:
- زيادة نسبة الاكتئاب والمقارنة السلبية بين الفتيات.
- ضعف تقدير الذات والانجراف وراء معايير وهمية. تشتت فكري بين الواقع والحياة «اللافت».
- ارتفاع نسبة الطلاق والخلافات بسبب توقعات غير واقعية.
وفي نهاية استطلاعنا يجب أن نحرص على :
- إدماج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لفهم طبيعة المحتوى الرقمي.
- تشجيع المؤثرين الحقيقيين على عرض الجوانب الواقعية من الزواج.
- توعية الأسر بمخاطر الانبهار المفرط بالمظاهر.
- تمكين الفتيات نفسياً وتعزيز ثقتهن بذواتهن.
وأخيرًا ..
بين الواقع الحقيقي والواقع الرقمي، تعيش فتيات اليوم صراعاً داخلياً بسبب زواج المشاهير على تيك توك. مسؤوليتنا كأفراد ومجتمع أن نزرع في عقول بناتنا أن الحب لا يُقاس بعدد المتابعين، ولا قيمة الزواج تقاس بسعر الفستان، بل بمقدار الوعي والنضج والتفاهم.