تأملات
اثار الكورونا على اقتصاد العالم ..قبل وبعد
نعيمة التواتي
على اثر انتشار فيروس كورونا اتخدت الدول التي انتقل اليها المرض خطوات لمنع انتشاره بين سكانها على نطاق واسع والغت معظم الانشطة التحارية والسياحية والطيران وغيرها وهذا انعكس سلبا على الاقتصاد العالمي وسبب خسائر كبيرة جدا بلغت مئات المليارات للقطاع العام والخاص في معظم الدول بطرق مباشرة وغير مباشرة ومع استمرار انتشار المرض خاصة في الدول الصناعية سيكون له ثانير كبير،جدا ربما لو حدتث هذه الازمة في افريقيا مثلا او احد دول امريكا الجنوبية لن تاخذ زخما وهالة اعلامية كما لو حدتث في الصين وهذا لسبب واحد بسيط.هو ان الصين اصبحت عاملا رئيسيا في ادارة الاقتصاد العالمي ولنا في وباء ايبولا الذي انتشر في افريقيا مثالا لم ياخذ زخما كما حدث في وباء كورونا في الصين.. كما ان هذا الوباء لو حدث في الصين قبل عقود من الان لما حدتث هذه الضجة الحاصلة ولنفس السبب الذي ذكر انفا صندوق النقد الدولي كشف في دراسة مؤخرا ان انتشار الاوبئة حول العالم يكلف الاقتصاد العالمي نحو 570مليار دولار سنويا اي ما يوازي نحو0،7% من حجم الناتج المحلي العالمي لذلك فلن انتشار الامراض والاوبئة يؤذي الى خسائر كبيرة وتاثر على محركات الاقتصاد العالمي الرئيسية كالتجارة والسياحة والنفط.. لجنه المخاطر الدولية نشرت في عام 2016 تقريرا توقعت فيه خسائر ب6تريليونات دولار خلال القرن الواحد والعشرين
الصين مثالا
ووفقا لمنظمه.السياحة العالمية ينفق الصينيون 258مليار دولار عندما يسافرون خارج الصين سنه 2018خرج 150مليون.سائح صيني وانفقوا 277مليار دولار في مختلف دول العالم في حين استقبلت الصين 141مليون سائح ولننظر لحجم هذه الخسائر وثانيرها على الاقتصاد العالمي اذا علمنا انر ايرادات السياحة على مستوى العالم سنة 2018بلغت تريليون و700مليون دولار عدا فرص العمل التي يوفرها قطاع السياحة.
التكهنات الراهنة حول مستقبل العالم بعد وباء فيروس كورونا المستجد غير دقيقة، وأنّ التنبؤ بالمستقبل لا يكون دقيقًا إلّا حين «تنتهي العاصفة»، ممّا يتيح جرد نتائجها وتحليلها وتقييم أثرها. المقارنة بين تجربتين تاريخيتين ومقابلة نتائجهما بالواقع الراهن، هما وباء الطاعون الأسود الذي اجتاح العالم سنة 1334، والإنفلونزا الإسبانية سنة 1919؛ والمشترك بين هاتين التجربتين،، هو اتهام الصين بنشرهما، وذلك كونهما انتقلا من الصين إلى أوروبا، ومنها نحو العالم.. العالم بعد الطاعون الأسود الذي راح ضحيته ما بين 70 و200 مليون شخص، عرف تغييرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية؛ إذ انتقل من نظام العبودية إلى نظام الحرفية، وتطوّرت أساليب التصنيع باكتشاف تقنيات جديدة، كالفحم والحديد والنقل البحري. وأدّى الطاعون أيضًا، إلى نشوء الدولة القومية الحديثة التي تغذّت في مراحلها المبكّرة بأفكار المرحلة التجارية ودفعتها الحاجة إلى المعادن الثمينة. وفي مقابل التغيّر الكبير الذي أحدثه الطاعون، لم تُحدث جائحة الإنفلونزا الإسبانية تغييرًا كبيرًا في العالم، على الرغم من تأثيرها المأساوي في حياة البشر بسبب عدم تقيّد الناس بالحجر الصحّي خاصة في فرنسا، وفي الولايات المتحدة الأميركية التي فقدت نحو 700 ألف شخص. وتشير الإحصائيات إلى أنّ العالم فقد ما بين 50 و100 مليون ضحيّة (منهم 17 مليون شخص في الهند).. أنّ نتائج وباء فيروس كورونا المستجد ستكون مختلفة تمامًا وأقلّ حدّة مقارنةً بآثار الطاعون الأسود والإنفلونزا الإسبانية؛ ويُعزى ذلك إلى الاهتمام العالمي بالوباء، وتشديد الدول الرقابة المجتمعية، ذلك أنّ العالم لم يتعامل بجدّية مع الأوبئة السابقة. والأهم ممّا سبق، هو تطوّر الطبّ والرعاية الصحية في العالم، إضافة إلى نجاح إجراءات الحجر الصحّي نتيجة تطوّر تقنيات تبادل المعلومات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس. ومن تأثيرات وباء كورونا المستجد المحتملة، حدوث تبدل في علاقات الدول وتغيّرات داخل الأنظمة الديمقراطية تظهر في مزيد من التشدد المدفوع بالسلامة العامّة، إضافة إلى ما يسمى «فشل العولمة»، وذلك بـ «نجاح الفيروس في عبور الحدود الوطنية للدول في مقابل فشل الكمامات الطبية في ذلك»، في إشارة إلى ندرة العتاد الطبّي والمنتجات الصحية من كمامات ومعقّمات، التي يشهدها العالم وتهافت الدول على شراءها
واخيرا اثار الوباء ستستمر لسنوات حتى يتعافى الاقتصاد العالمي ويعود لما قبل الكورونا وخلال هذه المدة ستسقط انظمة وتبرز اخرى اقتصاديا