تأملات …. حق في صوت البلاد
ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب وليست الدموع تدرف في القلوب .. إتدرون ما جعلني إرتجف وأنا أحاول تشخيص المشهد اليومي في بلادنا سطحية البشر جعلتني أغوص في قوقعة مثقلة وبحر من التساؤلات المهنية .. الا يستحق الظلم بين العالمين أن أكتب عنه .
لفضائع حياتنا يوما بعد يوم في وطنا كل جدرانه توحى بالحزن وبوادر الحرب تلوح في الأفق .
قضايا كثيرة تشغلنا عن التقرير الصحفي ولعل أبرز معاناة عاشها المواطن جراء دائرة العنف هي قضية التربع فقد أكدت آخر احصائية لعام 2019 إن عدد النازحين وصل إلى 100 ألف نازح والعدد في ازدياد في الوقت الذي بذلت فيه البلديات جهود كبيرة لدعم هذه الشرعية وتوفير ما امكن توفيره من مساعدات غدائية وانسانية للاسر النازحة وتشكو مراكز الايواء المثمثلة في المؤسسات التعليميج بعض المشاكل ولكن تقوم البلديات بةهود جبارة لتدليل الصعاب أمام العائلات والاسر النازحة .. وتقوم البلديات بتخصيص موازنة جيدة لهم وتتكفل حقيبة الستون الاجتماعية بصرف منح ومعونات وملابس كما لا ننسي دور رجال الاعمال والتجار في نطاق كل بلدية وما يقدمونه لهذه الاسر النازحة ومما هو جدير بالذكر هنا المشاكل الاجتماعية والتي تحدث داخل مراكز الايواء منها المشاجرات بين الاسر والازدحام وضيق الحيلة من البعض لاستكمال ما يحتاجه اطفالهم ولاستكمال عامهم الدراسي حيث نلاحظ ترك بعض الاطفال يأتي لمدارسهم بحجة المشاكل داخل المدرسة تحد من انطلاقه واجتهاده وتجعل منه محبط متردد لا يتقبل الذهاب إلى المدرسة او تحصيل او التحاق بيالامتحانات .
وتعتبر هذه القضية من المسائل المهمة والعالقة التي تعاني منها ليبيا والتي كانت نتيجة حتمية للصراع المسلح .. حيث قدرت منظمة الهجرة ان الاحصائية تفوق ماءة وخمسون الف اسرة تزداد الاحصائية كل يوم وكل ساعة .
فأغلب النازحين تركوا منازلهم عشرات الالف وارزاقهم تاركين مصيرها للمجهول وللمجرمين والعصابات ويعاني البعض منهم ظروف انسانيةصعبة والسؤال الذي نريد طرحه على جهات الاختصاص لماذا يغيب دور الاختصاصي الاجتماعي الذي يتفهم اوضاعهم الانسانية ويدرس مشاغلهم ويتفقد ظروفهم .
حيث نلاحظ ظاهرة تفشت داخل مراكز الايواء بين الاطفال وهي ضاهرة السلوك العدواني بين الاطفال وتفاقم المشاجرات بينهم واستخدام الاسلحة البيضاء في مراكز ايواء النازحين في ليبيا عالم يعاكس تأثير الحرب وتداعيات العنف على سلوكيات داخل مراكز الايواء .
ظواهر عديدة تطفو على السطح يجعلنا نقف مذهولين من تجاهل الحكومة لهذا الملف وللدور الغائب والقاصر من وزارة الشؤون الاجتماعية التي لم تقدم لهم اي معونات او مساعدات كلها جهود من البلديات ورجال الخير والاحسان في ليبيا .. وتواجه مؤسسات المجتمع المدني داخل العاصمة طرابلس تحديات امنية وبامكانها معالجة العديد من المشاكل الخاصة بالنازحين وعلى الاخص المؤسسات النشطة ذات الطابع الوطني والتمويل الداخلى من خلال دعم النازحين وذلك بالتنسيق مع البلديات ودعم خط التعاون تالمشترك في حل المشاكل وربط مع مصادر التمويل من جهات والمحلات ورجال الاعمال وفتح برامج توعوية وورش عمل لتأهيلهم النفسي حيث «تجربة النزوح» تجربة صعبة لها تأثير نفسي رهيب .. السؤال هل يصحو الجلاد الذي سبب في نزوح عدد يزيد عن 200 الف اسرة ويقول كلمة حق تجمع الاسرة الليبية ولكم الشتات وتداوي جراحات الوطن الذي اثقل بالهوم والاوجاع والعقد .. فالحرب بالقياس فقد ونززح ودمار للمقدرات وللارواح .
صرخة الحق تداري في سماء ليبيا الجريحة لعل القادم افضل على الوطن الجريح .
–نعيمة التواتي