تأملات… لعبة إنتظار ولكن؟
تعيش المرأة الليبية واقعا نمطيا وحياة تراتبية تعد من خلالها الاعوام والايام والسنين نتيجة حالة الانتظار التي تعيشها المرأة منذ خروجها من رحم والدتها وحتى مماتها تنتظر النجاح وتنتظر فارس الاحلام تنظر الطفل القادم والحلم القادم.
المجتمع فرض على الكثيرات من النساء حالة الرتابة والقلق فالصورة التي تروج للمرأة بأن تكون أداة لاستعباد زوج ظالم أو حياة اجتماعية مستبدة أو تسليع المرأة أي استخدامها في الدعاية والترويج وتأطيرها في هذه الصور وإما أن تكون مستعبدة أو رخيصة.
إن هذه الصور هي التي جعلت المرأة غير متزنة في كثير من حالاتها رغم ما تتمتع بها في بعض الاحيان من صحوة الضمير وغزارة المشاعر الايجابية وفكر واسع لكن الخوف من المستقبل يجعلها ترضخ للكثير من هذا المطب وتفريغها من فكرها وإنسانيتها وحقها في أن تكون امرأة حرة غير رخيصة وغير مهانة لهذا فإن مسؤولية المرأة اليوم اكثر من العصور القديمة فالمرأة الجادة هي التي لا تلتفت للوراء وتسعى إلى تحقيق طموحاتها مهما كانت الطريق معبداً بالاشواك ومهما كان الخيار صعب وتظحية صعبة والاستمرار اصعب والتحدي كبير.
وعلى المرأة ايضا في ليبيا ألا تعلق أحلامها ولا تنتظر أحداً إن يهبك حقوقك لأن الحقوق تنتزع وكما يقولون في الواقع ليس هناك امير أو سندريلا في هذه الاوهام ولا تنتظر الحلم كوني انت الحلم للجميع ولا ترضي أن تدخلي لعبة الانتظار في اي شيء اقفزي من الاطر القديمة بوعي وثبات وفي اعتقادي إن المرأة سوف تكون بخير وسلام وتألق أن تحقق ذاتها وقد ترشحت في كافة الانتخابات وكان لها موقع في صياغة دستور ليبيا القادم لهذا يجب أن تكون المرأة نصف المجتمع بوعي وهذا لايتأتى إلا من خلال تكريس حقوق المرأة في الدستور وتعزيز مشاركة المرأة في صنع السلام في اتخاد كافة القرارات الاقتصادية إن في ليبيا الان حوالي 100منظمة مجتمع مدني نسائية تقودها نساء فاعلات رغم التحديات الامنية والاجتماعية والسياسية ولكن رغم نجاح نخب نسائية في ليبيا هناك ايضا عديد النساء لايزالن في خطي الاهمال وعدم الوعي وسط عالم ذكوري يشدها للوراء، ولكن بناء الذات في المجتمعات العربية تبدأ بنقطة التي تشعر بأنها قادرة على التمرد العاقل دون معين من الرجل وللاسف في المجتمعات الشرقية المرأة تكون فيها عدوة للنجاح المرأة ولنعلم أن الافكار الجديدة والجميلة والمشاعر الطيبة بين النَّاس من شأنها أن تعزز حقوقها في المجتمع فالمرأة لايمكن أن تحقق ذاتها وكينوناتها إلا من خلال الطموح والسعي والمثابرة والاصرار لهذا فإن عقل الواهمات اما يترسب في داخلهن من حكايا خرافية وهمية سوف تنصدم بها المرأة حين تظهر المواقف حقيقة الصور التي خلفها وتعرف اهمية دورها في المجتمع.. فالمرأة هي الام والاخت والحبيبة والزوجة وهي نصف المجتمع كما على المجتمع إن يحمي المرأة بالقوانين الداعمة والمنصفة لها لهذا على المرأة أن تقفز بوعي وحكمة من الاطر التي لا تنطوي على مفاهيم انسانية راقية دون أن تكون سلعة رخيصة في يد الاخرين ولاتعيش في لعبة الانتظار وتحققي حلماً لا تنظرين الاخر الحلم كوني أنت الحلم .
نعيمة التواتي