أنا من الداخل
شوارع مزدحمة
وأزقة لا تصلح إلا للسكارى
والمشردين
أنا من الداخل حي شعبي
كل سكانه
يعيشون على
سماع صوتك .
***
أنا لا أجيد
كتابة الشِعر ،
أنا فقط أُحدثكم عن هزائمي.
***
آخر من عانقني
كانت شجرة خائفة
ساعدتها على عبور الشارع .
***
كل ما أفعله هو أنني أنجو
بطريقة ما
من حرب في رأسي
لا أعرف من أشعلها .
***
أنا لستُ في المكان المناسب ،
أنا ضحكة خرجت
في خيمة عزاء .
***
تذكري جيداً
أن في قلبي مدينة
لا يصلها الماء إلا عند سماع صوتك .
***
الجميع بإمكانهم الكتابة عنك ،
وحدي من يصفك
بالجلوس تحت ظل شجرة .
***
منشغل جدًا فاعذريني،
كلَّ صباح أكنس رأسي
من بقايا جنودٍ جرحى
وقبائلَ تناحرتْ على الحكم
وأراملَ تُقشِّر الخوفَ عن أطفالها،
أما في الليل فأكون أكثر انشغالًا بإطفاء الحرائق،
في كل لحظةٍ تشتعل نار
في بقعةٍ من رأسي، فأركض لإخمادها،
إلى أن أنام مثقلًا
بالرماد ..!