رأي

تساؤلات

معمر الزايدي

نحتاج‭ ‬جدياً‭ ‬لآلية‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فهم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المعلم‭ ‬والتلميذ‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬التلميذ‭ ‬ووزارة‭ ‬التعليم‭ ‬بإعتبارها‭ ‬المسؤلة‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬التعلم‭ ‬وتجهيز‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬للبلد‭ .‬

فمن‭ ‬حيث‭ ‬الفهم‭ ‬البدهي‭ ‬فهي‭ ‬علاقة‭ ‬طيبة‭ ‬تتخللها‭ ‬الأمانة‭ ‬وحسن‭ ‬النية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المثل‭ ‬والأخلاق‭ ‬وبإفتراض‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬بإعتبار‭ ‬المعلم‭ ‬ممثلا‭ ‬لوزارة‭ ‬التعليم‭ ‬كموظف‭ ‬مؤتمن‭ ‬من‭ ‬طرفها‭ ‬والطالب‭ ‬هو‭ ‬مشروعها‭ ‬الإستثماري‭ ‬فإننا‭ ‬نتوقع‭ ‬وخصوصا‭ ‬عند‭ ‬توفر‭ ‬النية‭ ‬للطالب‭ ‬نتوقع‭ ‬تطوراً‭ ‬ملموساً‭ ‬ونلامس‭ ‬فرقاً‭ ‬جليا‭ ‬بين‭ ‬مستويات‭ ‬ومراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة‭ ‬

‭ ‬وهذا‭ ‬أيضا‭ ‬مازال‭ ‬بداهة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التصورات‭ ‬والمثل‭ ..‬

غير‭ ‬أننا‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬داخل‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وآلياتها‭ ‬لانلمس‭ ‬تلك‭ ‬الرغبة‭ ‬الحية‭ ‬والحقيقية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطالب‭ ‬حقيقة‭ ‬كبشري‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬التحولات‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأدوات‭ ‬الماسة‭ ‬لتنمية‭ ‬وإخراج‭ ‬متعلم‭ ‬سوي‭ ‬نفسياً‭ ‬وواثق‭ ‬من‭ ‬نفسه‭ ‬ليشق‭ ‬طريقة‭ ‬وهو‭ ‬ممتشقا‭ ‬سلاح‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬يعي‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬تغير‭ ‬وإبداع‭ ‬فيه‭ .‬

الناظر‭ ‬الى‭ ‬آليات‭ ‬التعليم‭ )‬بموضوعية‭( ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬سوى‭ ‬روتين‭ ‬حاد‭ ‬وبارد‭ ‬يحترم‭ ‬المنظومة‭ ‬ولايحترم‭ ‬الطالب‭ ‬يقدر‭ ‬الآلية‭ ‬ولايقدر‭ ‬الطالب‭ ‬يقدم‭ ‬المنظومة‭ ‬والروتين‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الطالب‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مصلحة‭ ‬البلد‭ .‬

قد‭ ‬لايرى‭ ‬الكثيرون‭ ‬كلامي‭ ‬هذا‭ ‬صحيحا‭ ‬وقد‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬أنني‭ ‬أدعو‭ ‬للتراخي‭ ‬وتسهيل‭ ‬مالايقبل‭ ‬التساهل‭ ‬ولكني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الصارم‭ ‬برغم‭ ‬ضرورته‭ ‬وأهميته‭ ‬فإنه‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬مراحل‭ ‬عمرية‭ ‬حرجة‭ ‬تستوجب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬والتفهم‭ ‬وكذلك‭ ‬التعاطف‭ ‬ومنح‭ ‬الفرص‭ . ‬

ما‭ ‬جعلني‭ ‬أقول‭ ‬قولي‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬امتحانات‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬عادة‭ ‬كروتين‭ .‬

فعندما‭ ‬يرسب‭ ‬طالب‭ ‬ما‭ ‬بسبب‭ ‬درجتين‭ ‬أو‭ ‬ثلاث‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬تقدير‭ ‬ويعيد‭ ‬امتحانه‭ ‬للدور‭ ‬الثاني‭ ‬ليرسب‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجات‭  ‬ليعيد‭ ‬السنة‭ ‬وتتكرر‭ ‬نفس‭ ‬الحكاية‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجات‭ ‬تماما‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يدعونا‭ ‬للإنتباه‭ ‬والتوقف‭ ‬فوراً‭ ‬ومسآئلة‭ ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تصحيح‭ ‬الإجابات‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬متعلقا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلد‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬المادة‭ ‬تحديدا‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬كاملين‭ .‬

نحن‭ ‬عادة‭ ‬ننحو‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬الطالب‭ ‬ونعتيره‭ ‬متقاعسًا‭ ‬وغير‭ ‬مهتم‭ ‬وأنه‭ )‬ماهوش‭ ‬متاع‭ ‬قراية‭( ‬ولكننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬وفي‭ ‬مشغليها‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المصححين‭ ‬للمواد‭ ‬ليسوا‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بتصحيحها‭ .‬

المادة‭ ‬المشبوهة‭ ‬هي‭ ‬الجغرافيا‭ ‬للتعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬وقد‭ ‬رسب‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬اليلاد‭ ‬وغربها‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭  ‬ولم‭ ‬نرَ‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفيد‭ ‬الطلبة‭ ‬ويمنحهم‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى‭ ‬لتصحيح‭ ‬خطأ‭ ‬أعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬مسؤلين‭ ‬عنه‭ . ‬

أتساءل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التعثر‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬الطالب‭ ‬ومن‭ ‬سيعيد‭ ‬له‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وينفض‭ ‬عنه‭ ‬ماتراكم‭ ‬على‭ ‬كاهله‭ ‬من‭ ‬إضطراب‭ ‬وعبث‭ ‬بنفسيته‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حريصين‭ ‬عليها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬قد‭ ‬لاتكون‭ ‬صحيحة‭ .‬

هذا‭ ‬نداء‭ ‬لوزير‭ ‬التعليم‭ ‬لينظر‭ ‬بعين‭ ‬العناية‭ ‬وبشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬لحالة‭ ‬إستثنائية‭ .‬

هناك‭ ‬درجات‭ ‬الرحمة‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نرحم‭ ‬أبناءنا‭ ‬وخصوصا‭ ‬أنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬بحاجة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬درجات‭ ‬لا‭ ‬غير‭ . ‬فلندعها‭ ‬خمس‭ ‬درجات‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬لأبنائنا‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وتدفع‭ ‬بهم‭ ‬لمستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬آخر‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تحويلهم‭ ‬لطلبة‭ ‬راسبين‭ ‬وماهمش‭ ‬متاعين‭ ‬قراية‭ ‬وتصنيفهم‭ ‬كنشاز‭ ‬ستعاني‭ ‬منه‭ ‬البلاد‭ ‬مستقبلا‭ .‬

الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬تحديدا‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬مقدس‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى