إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل .. وإذا أردنا أن نعرف ماذا في البرازيل يجب علينا أن نعرف ماذا في إيطاليا هذي المقولة للمرحوم نهاد قلعي المعروف بحسني البورزان الفنان السوري الجميل في سلسلة غوار الطوشي «دريد لحام» .. ونحن بدورنا إذا أردنا أن نعرف معنى هذه الجملة يجب علينا أن نعرف العلاقة بينها وبين مانعيشه الآن في بلادنا وعبر واقع جدلي متشابك يحتوي على الكثير من الإشكاليات الفكرية التي تجعلنا مقيدين الى الجمود وممنوعين من الحركة في مختلف أنواع الحراك سواء أكان السياسي منه أو الإجتماعي او الثقافي أو التعليمي والصحي والاقتصادي وعدد ولاحرج .. فنحن اذا ماأردنا أن نعرف ماذا يحدث في قطاعات البلد فإنه يتوجب علينا تفصيلها وتفكيكها ومعرفة مكوناتها وبالتالي التعرف على النسق الطبيعي في العلاقات مابين المكونات .
التعليم مثلا :
إذا أردنا أن نعرف لماذا هو منهار وكارثي .. فيجب علينا أن نرى الى العلاقة بين مكونات العملية التعليمية المباشرة وبالتجريد الى أبسط الصور نجد أن المعنيين الاساسيين بالتعليم كهدف سامي هما الطالب أو التلميذ والمعلم أو المدرس الفاعل والمنفعل اللذين تحولا بسبب العدمية الى مفعولين بهما غير قادرين على التنفس والحركة . وأقول العدمية باعتبارها شطلا من أشكال التراكمات السلبية من كليهما بالاضافة للمحيط الذي يبدو أن لايعي بشكل واضح أنه يخنق نفسه بإرادة غيره . وفي هذا جدل يتنوع ليس هنا محله توضيحه وإن كنت أتطلع لطرحه في سانحة مقبلة بعون الله .
العلاقة السيئة جدا بين الطالب والأستاذ ولا يعترض أحد على هذا الوصف تشي بأننا مضروبون في المقتل وأن أهدافنا كلها مصابة ومانجا منها فهو يترنح .. كيف ؟.. نحن نعتقد أن الطالب هو إبن الوعي والعلم للمعلم وأن المعلم هو الاب العلمي للطالب في علاقة راقية مضمخة بالمعاني الأخلاقية النبيلة والروحية السامية التي تمنح المساحة للأستاذ ليكون القدوة التي تقود الطالب ليترقي أخلاقيا وروحيا وعلميا على يد هذا المستنير والمؤتمن من ألاباء والامهات على ابنهم أو ابنتهم بل من المجتمع والإنسانية بأسرها .. حتى كاد المعلم أن يكون رسولا . وبإضفاء هذه القداسة على المعلم لايكون أمام الطالب أن ان ينصاع بالكامل ويفتح ورقة قلبه حتى يكتب في أستاذه بصمته التى سيواجه من خلالها الزمن وتقلباته والحياة بمعتركاتها العديدة .
أنا أرى الطالب في براءته )وان كانت غير مطلقة( يعافر ويجاهد لينال طريقه ورضى أهله ومعلميه .
هذا كله كلام قد لايراه البعض ضروريا لأنه بديهي ولكن أعيد القول بأن الصدمات التي يتعرض لها الطالب تفوق الحصر بسبب الحالة العامة للجشع الذي يمارسه الكثير من المعلمين والمعلمات دون استثناء لجنس .. المدرسين وهنا أشمل المدرسات بكثير من التركير يحابون طلاب على حساب آخرين لايبذلون جهدا لتعليم طلابهم في المدرسة العامة يتعاملون مع الحصة بعقلية الحضور والانصراف والمرتب المضمون يضيقون الخناق على الطلبة حتى يهرعوا للدروس الخصوصية والدورات المنهجية للتقوية .
أبلة اللغة العربية تتكلم باللغة الانجيزية المتكسرة وتندب حظها لأنها جاءت مدرسة لغة عربية أبلة علم النفس لديها عقد نفسية تفرغها على الطلاب بكل سادية ممزوجة بمازوخية وهردميسة مدرس الدين يشطب على ماجاء في كتب المنهج وينصح التلاميد باتباع طريق السلف الصالح كأننا كفار قريش أو أن من أعد المنهج لايفقه في الدين .. مدرسي العلوم ينصحون الطالب بحل الدروس في البيت فضلا عن ممارسة مهمتهم وواجبهم .. هناك الكثير من الغلط يحدث في مدارسنا ومع أبنائنا بل يمكنني إعتباره تآمرا على مستقبل بلادنا ولا يمكن القول إذا ماكنا صادقين أن ماأشرت إليه هو إستثناء وأنه فعل البعض الذي لايؤاخذ به الجميع لأننا بذلك سنصبح مشاركين في جريمة لاتغتفر ونتذوق حاليا بعضا من مراراتها .
ألم نعرف أن تفاحة فاسدة كفيلة بإفساد الصندوق بأكمله ؟!.. نحن حاليا لدينا صناديقا من التفاح الفاسد بكل صندوق تفاحة سليمة تستغيث لإنقادها من الفساد المستشري في المدرسة .. المعلم ليس بشهادته فقط فهي تجيز له فقط ان يمارس المهنة . لكن المعلم بقيمه وأخلاقه وثقافته ومعرفته لاهمية دوره في بناء المجتمع .نحتاج فعلا لفحص العقل الذي بجعل المعلم يقسم للطالب بأنه لن ينجح وأنه وحده من يتحكم في مصيره ومستقبله وهذا الحديث عام جدا ومنوفر بكثرة مخيفة في جميع مستويات التعليم وخصوصاً الجامعي .. فنحن إذا ماأردنا أن نعرف لماذا نحن هكذا ندور في الحلقة المفرغة ذاتها فانه يجب علينا أن نعرف ماذا يجري ومالذي تعانيه مواردنا البشرية وكاقاتنا المتجددة وشبابنا الذي نرى المستقبل من خلاله ونرى مالذي بحدث معهم ومامدى معاناتهم .وزي ماقالوا المكتوب من عنوانه .