توم وجيرىوسلاحف النينجاوباربى أبطال لشخصيات كارتونية غريبة «غزت» قلوب الأطفال عبر الإعلام خاصة الفضائيات العربية وتتربع الآن على أغلفة كراسات وكشاكيل التلاميذ وحقائبهم والطلبة فى بلدنا ليبيا الحبيبة من بينهم تلاميذ وطلاب مدارس وجامعات .
ومع بدء العام الدراسي الجديد لوحظت هذه الظاهرة بشكل لا تخطئه عينا الزائر لمدينة طرابلس عروس البحر حيث تتركز فيهما المكتبات، علاوة على المستلزمات الدراسية بالمكتبات.
فانتشرت الكراسات والكشاكيل والملصقات والحقائب المدرسية و بيانات الطالب التي تحمل صورا لهذه الشخصيات الكارتونية الغربية، في حين تكاد تكون اختفت مثيلتها العربية أو الليبية كالحاج حمد.
عبدالله» صاحب مكتبة بمدينة طرابلس عروس البحر قال: «نحن مع ما يريده الزبون، والشخصيات هذه يطلبها الزبون (الطفل) وأردف وأكد على مقولته صراخ طفل في العاشرة من عمره أخذ يردد أمام مكتبة لبيع الكراسات والكشاكيل: (نبى ) كراسة «سلاحف النينجا» (إحدى الشخصيات الكرتونية الغربية)، وبعد محاولات فاشلة لإثنائه، اضطرت الأم إلى الرضوخ وشراء مجموعة من كراسات عليها أغلفة سلاحف النينجا .
البائع «حسن» فسر ذلك قائلا: «هذه الشخصيات الكرتونية تدخل الفرحة على قلب الطفل أفضل من مشاهد النكد والدم اللي نشوفها في نشرات الأخبار العالمية
وتدخل أحد أولياء الأمور قائلا: الطفل معذور؛ فلا بديل جيدا ومناسبا أمامه المسئول الأول في رأيي هو إعلامنا الذي روج لثقافة ميكي ماوس وغيره من الشخصيات وكأنهم من نسيج الشخصية الليبية.
أن طبع صورة شخصيات كرتونية مثل المتواجد الآن على أغلفة كراسات أبنائنا وما تبثه الفضائيات من أفلام كرتون وما تخلقه في أذهان ووجدان الأطفال من صور للبطولة الغربية غزو فكري؛ يؤدي حتما إلى خلخلة في الهوية العربية والإسلامية حين تصبح رموز البطولة كلها دخيلة على ثقافتنا كما يؤدي انطباع الصورة في أذهان أبنائنا الطلبة إلى حالة من الاغتراب الثقافي و أن الطفل لا يعي كل هذه الأبعاد، وهو معذور لأنها قدمت إليه في صورة جذابة مبهرة ويجب علينا أن لا نأخذ الأمر ببساطة بحجة أنها مجرد ألعاب وتصورات طفولية، لأنها في الحقيقة تشكل شيئا فشيئا عملية برمجة لعقل الطفل ووجدانه يبني عليها تصوراته للبطولة بقية حياته وربما يصعب اقتلاعها أو زرع نماذج أخرى مكانها
وعلينا أيضا ألا نظل طوال الوقت نتصرف وكأننا مفعول بنا من الخارج الغربي لدينا عقول وإرادات، علينا أن نستخدمها لنحمي هويتنا وقيمنا الثقافية بصرف النظر عن مقاصد الآخرين.