إجتماعيرأي

تو تجرب الكبد وتعرف

عصام سراح

كلمات لطالما كان ابي  يقولها ويرددها لي عندما كنتُ شابا عندما اغضب من بعض قراراته أو اتهمه بالانحياز إلى أحد اخوتي في بعض المواضيع العائلية

لم يخطر ببالي ان اتمعن في التفكير ولو للحظة في معني هده الكلمات  كان عنفوان الشباب وسرعة الاندفاع وعدم التفكير في المعاني والعواقب يغلب علي

بل كان يغلبني ويمتلك الجزء الاكبر من شخصيتي

اما اليوم بعد بلوغي العقد الخامس من عمري صرت اعي كل ما قال  بل صار ما كان يقول لي هو الواقع الذي اعيشه يوميا واشعر به في كل دقيقة عند مرض ابنائى او عند سقوطهم وهم يلعبون او مشاجراتهم مع اصدقائهم

او عندما يأخدني التفكير وانا انظر لوجه احدهم وكل ما اتمنى ان اراهم في افضل صورة  وان اربيهم كما رباني ابي وجل أحلامي ان يذكروني ذات يوم كما اتذكر اليوم ابي بكل احترام وحب وعرفان بما جعلني اليوم عليه

احساس  الابوة هوا اختصار لكل الاحاسيس في جميع مراحل الحياء الرجل

فلا حب يعادل حب الرجل لابنائه ولا خوف يضاهي خوفه عليهم، فالابوة هي اكبر انجازات الرجل والابناء هم فخر ابيهم فهم الضماد لجروح الحياة والمعانات اليومي والام كسب لقمت العيش

بل ان اكبر انتصارات الرجل هيا عند نجاح احد ابنائه  وتفوقه

فالعين لا تدمع إلا لهم والقلب لا يهنئ إلا بهم

ومعهم تستقر الحياة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى