
نحن نستقبل شهر رمضان المبارك في كل عام بفكر إحتفائي يخصه ويميزه عن باقي شهور السنة بكل مافيه من أجواء متنوعة بدأً من سفر الفطور التي نتفنن في إخراجها على نوع يليق بإشتهاءات تتعدد وتتجدد تبرز فيها امكانيات ومواهبةمطموسة طيلة العام لتكرس لإرتباط شرطي بين الشهر الكريم وموائده الرمضانية تحت العديد من المسميات الخيرة والطيبة . كما أن الأمر لايقتصر على المائدة فقط بل يمتد للسهر وممارسة العبادات والتراويح الامر الذي يجعل روحانية الشهر تعبق بالأجواء في مشهد حميمي متحانس وجميل فضلا عن المسابقات الرمضانية والمواسم الثقافية والأمسيات الشعرية ومختلف الأنشطة التي تجعل من هذا الشهر مميزا عن غيره من الشهور بالرغم من كونه مبني على تجربة التصبر والتجلد ومزاملة الفقراء في الشعور بالحاجة والجوع والعطش وغيرها من المنبهات المعنوية اللازمة لتهذيب النفس البشرية .
ونعلم ايضأ أنه يسبقه شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال على مدار السنة استعدادا لبدء جديد من خلال عبادة أجرها لله (الا الصوم فهو لي وأنا أجزي به) حديث قدسي .
لكن الغريب في الامر أن الذي يحدث في بلادنا هو إرتفاع للأسعار في شعبان وليس للاعمال استعداداً من المتاجرين بإجتياجات الناس لذبحهم دونما رحمة ولا أعتبار لآدميتهم ودونما إعتبار أيضا لمقدم هذه الشهور الفضيلة .
ولايعني هذا أننا نعيش الرخاء طيلة العام فالأعمى يرى بوضوح حال الضنك الذي يرزح تحته الشعب إبتداء من ارتفاع ثمن الخبز الى تدني مستوى الإحترام والحياة الكريمة ولنكن واضحين فمنذ أن يستيقظ المواطن وهو يجري ويلهث وراء لقمة عيشه من طابور الى آخر ومن زحمة الى أخرى ومن مصرف الى آلات السحب التي زادت الطين بلة وإتكأ عليها موظفو المصارف لتقدم الخدمات للناس بدلا عنهم .
وفي السوق وعلى قولة ذاك الرجل ( نظم أمورك) ..
وتحقها ولا تطقها وتحط إيدك عالجمر وماتلمسهاش .. وحدث ولا حرج .
أنا أتحدث لاعن أولئك الذي حطبت لهم الريح ونودوا من مكان غير بعيد لتناول الترف والبذخ والترندات والمطاعم التي أعتقد أنها استحدثت لا للمواطن البسيط وإن كان من روادها أحيانا ليذبح من (زنقرته) حتى ( لايعاود صنعته ) مرة أخرى بل عن المواطن البسيط الغلبان صاحب المصلحة الحقيقية في الوطن الموظف والعامل والأب والمعيل الصفة الادبية للوطن هو المواطن وليس الفترينا ولا الدولة وإن كانا ضروريان فمن أجل المواطن فلا توجد دولة بدون شعب ولا سوق بدون مشترين ..
لقد انقلب المعادلة وانعكست الأمور حتى صار المحور هامشا والهامش محوراً مهما أيضا .
لانطيل فالغلاء الجنوني لايوصف وإنفلات السوق كارثي وليس ثمة من رادع ولا وجود حقيقي للدولة التي يجب أن تزجر هذا التغول وتمنع هذا الاستغلال غير الأخلاقي لإحتياجات الناس في مسارب الحياة اليومية فضلا عن شهر رمضان الكريم .
لنشعر بطعم الحياة على الأقل في أدنى مستوياتها ونستشعر روحانية هذا الشهر الكريم ونسير في العبادة والتقرب الى الله وتعديل سلوكياتنا ونحن لا نتضور جوعا ولا (صايرلنا هبوط) .
تأخر المرتبات ، ضعفها، ارتفاع الاسعار،جودة السلع، الانفتاح الانشكاحي للسوق وتجارة الانترنت، غياب السلطة التنفيدية ،موازنة الاسعار، إحترام المواطن بالشكل الذي يجعله يشعر بأهميته وأنه جزء من وطن يحبه سيجعل منه مصدرا لغرس حب الوطن في ابنائه الذين هم موارد البلد وثروته الحقيقية .
إن مايحدث يكرس للنقمة وتغييب الأخلاق وهو ليس من شيم الدولة التي تجعل مواطنيها أقدس إهتماماتها .
وعلى قولة شكسبير (ماضنيش غلاك يطول.