حافة العشق
السحارية..!!
سحارية عمتي سدينا الخزنة الأكثر أمانا..كل مدخراتها تحتفظ بها في السحارية .. الفضة والحرير والعطور والبخور وبعض الإكسسوارات كالمكحلة والمشط والشملة المقزولة وقبل ذلك الكفن ..إلى جانب قشور الرمان و الزعتر والشيح والبربش .. فعندما تفتح عمتي سدينا سحاريتها تنبعث منها روائح زكية تطلق عليها أفواه غابة .. كل ذلك يستقر في قاع السحارية المصنوعة من الخشب الثقيل والمطرزة بمسامير ملونة وصفائح نحاسية وفضية بأشكال هندسية مختلفة ورسومات عديدة .. مع مرايا دائرية .. سحارية عمتي سدينا ثقيلة الوزن لا يستطيع حملها شخصان .. حتى أن صغار التجار يودعون أموالهم الصغيرة عند عمتي سدينا فتضعها في سحاريتها وتقفلها بإحكام.. كان هذا قبل انتشار حركة المصارف بتوسع.. كذلك نساء الحي يودعن حليهن وأشياءهن في سحارية عمتي سدينا بعيدا عن عبث الأطفال..
سحارية عمتي سدينا بين الحين والآخر وكلما أقدمت امرأة على زفاف ابنتها تستعملها الحاجة فاطيمة التقازة في طقوس فك بعض الطلاسم الخاصة بالعذرية وذلك باستعمال بعض التعاويذ التي تثير السخرية والضحك..
الحاجة فاطيمة إلى جانب أنها وشامة تجيد الرسم على وجوه الفتيات فهي خبيرة بأمراض الأطفال وتطبيب النساء.. ثقافة البدو تتنوع عناصرها بين التقاليد الأمازيغية والعادات الليبية القديمة والطقوس الإغريقية والفينيقية والرومانية المتوارثة ..