حديث الاثنين.. تسمم غذائي.. لنوال عمليق
حالتا وفاة و80 حالة تسمم إلى غاية الآن عائلة تعبر عن فرحتها بمولودها الجديد بإقامة حفل في صالة أفراح يضم الحفل الأقارب والأصحاب بعد يوم وبعد أول حالة وفاة نكتشف أن أغلب الحضور وأولهم العائلة صاحبة المناسبة يرقدون موزعين على مستشفيات ومصحات طرابلس والعامل المشترك بينهم هو الأكل الذي كان ضيافة الحفل.
الحرس البلدي ومكتب الصحة والبحث الجنائي يبدؤون التحقيق في الموضوع يدرسون يتقصون ويبحثون القضية التي أصبحت رأياً عاماً وحديث الشارع بكونها فاجعة إنسانية ويرجحون التسمم إلى سوء تخزين للدجاج واللحم وأهل الفرح يرجعون التسمم إلى وضع سم في الأكل لأن الأكل كان أكلاً بيتياً؛ والتحقيقات تتواصل للوصول للحقيقة رأي الشارع كالعادة يبدأ بالتهجم على الصالات وعلى شركات التموين وعلى الأكل خارج البيت وكل راو يحكي قصة إلى أن تثبت الحقيقة .. كونها فاجعة نعم إنها فاجعة والفاجعة الأكبر عندما نجد مستشفياتنا عاجزة على إيواء الحالات .. كما قرأنا في تقرير الحرس البلدي من داخل المستشفيات التي قام بزيارتها للاطلاع على الوضع الصحي للحالات .. هذا يجعلنا نتأكد من انهيار المنظومة الصحية لدينا منظر مخز لأطفال ينامون على سرير واحد ولحالات تنتقل من مستشفى لآخر بحجة «مفيش أطباء» أو معندناش حل لحالات التسمم هذا ما جعل المقتدرين منهم من التوجه للمصحات الخاصة وأصبح النداء من مستشفى طرابلس الطبي للاطباء للالتحاق بالمستشفى الذي وصله ليلاً 48 حالة وتوفي منهم حالتان لمجرد نداء طواريء أو أزمة بسيطة مثل هذه تخنق مستشفياتنا حالات تسمم فماذا لو تباغتنا كارثة طبيعية تصيب الآلف طبعا لا أريد التطرق لجائحة كورونا وما عانته المستشفيات من أزمة خانقة في نقص الأكسجين والأدوية.
قضية شغلتْ الرأي العام وتعاملنا معها بسلبية كعادتنا ليش النَّاس تمشي للصالات وليش يأكلوا من الشركات وليش المناسبات متندارش في الحياش ونسينا أن لكل شخص ظروفه وهذا قضاء وقدر وممكن المشكلة في الأساس في الدجاج وسوء تخزينه.