ثقافة

حوار مع أ.د. فريدة المصري عن الكتابة للطفل الواقع والخيال

في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬انعدمت‭ ‬فيه‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأطفال،‭ ‬والقراءة،‭ ‬وبدخول‭ ‬مؤثر‭ ‬كبير‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أسهم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الطفل‭ ‬والكتاب،‭ ‬

وفي‭ ‬غياب‭ ‬واضح‭ ‬لدور‭ ‬المكتبة‭ ‬المدرسية‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بوجود‭ ‬أدب‭ ‬للطفل،‭ ‬وإلى‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬جيل‭ ‬قارىء‭ ‬مستقبلا‭..‬؟‭!.‬

هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وغيرها‭ ‬توجهنا‭ ‬بها‭ ‬للدكتورة‭ ‬‮«‬فريدة‭ ‬المصري‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أكاديمية‭ ‬وكاتبة‭ ‬معروفة،‭ ‬ولها‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص،‭ ‬ومهم‭ ‬بأدب‭ ‬الطفل‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬مؤلفاتها‭ ‬منها‭ : ‬كتاب‭ ‬‭)‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭(‬،‭ ‬وكتاب‭ ‬‭)‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬ومسرحه‭(‬،‭ ‬وأيضًا‭ ‬رواية‭ ‬‭)‬أسطورة‭ ‬البحر‭(‬‭.‬

ولها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬والنّدوات‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها‭.‬

هل‭ ‬برأيك‭ ‬مستقبلاً‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬الكتاب‭ ‬؟،‭ ‬هل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬أمل‭ ‬؟‭ ‬

في‭ ‬رأيي‭ ‬الأمل‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حدود،‭ ‬الأفكار‭ ‬تتجدّد‭ ‬بتجدد‭ ‬العصر،‭ ‬والإمكانات،‭ ‬ولا‭ ‬شئ‭ ‬يحد‭ ‬طريقها،‭ ‬والأهم‭ ‬هي‭ ‬النوايا،‭ ‬والسؤال‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬نريد‭ ‬للطفل‭ ‬أن‭ ‬يقرأ،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬بالقراءة،‭ ‬وعلى‭ ‬حسب‭ ‬مستوى‭ ‬إرادتنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬الأجواء‭ ‬القرائية‭ ‬المناسبة،‭ ‬والوسائل،‭ ‬والخطط‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الطفل‭ ‬قارئًا‭ ‬جيدًا‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الكتابُ‭ ‬ورقيًا،‭ ‬أم‭ ‬إلكترونيًا‭.‬

بحكم‭ ‬اهتمامكِ‭ ‬بالكتابة‭ ‬للطفل،‭ ‬وأيضًا‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬لكَ‭ ‬كتابًا‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مواصفات‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬؟‭.‬

طبعاً‭ ‬كما‭ ‬ذكرتُ‭ ‬سابقًا‭ ‬الطفلُ‭ ‬يمر‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬لكل‭ ‬مرحلة‭ ‬خصائص‭ ‬تميزها،‭ ‬والأدب‭ ‬الموجه‭ ‬للطفل‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬المسرح‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يراعي‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬سواءً‭ ‬اللغوية،‭ ‬أو‭ ‬المعرفية،‭ ‬والإدراكية‭ ‬وغيرها‭. ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تراعى‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬توصيل‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬شخصيات،‭ ‬وديكورات‭ ‬وإضاءة‭ ‬وغيرها‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬ادراك‭ ‬الطفل‭ ‬وترضي‭ ‬رغباته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقناعه‭ ‬بتلك‭ ‬الأفكار‭ ‬والقيم‭ ‬التى‭ ‬يحتوى‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ . ‬

النَّدوات‭ ‬الحوارية،‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الأدبية‭ ‬عن‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬أى‭ ‬مدى‭ ‬تحقَّق‭ ‬أهدافها‭ ‬المرجوة‭ ‬؟

من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬بالعمل‭ ‬والندوات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬هي‭ ‬جزءٌ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ولكنه‭ ‬عمل‭ ‬يصنع‭ ‬ويضع‭ ‬أصبعه‭ ‬على‭ ‬مكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يصنع‭ ‬لها‭ ‬الحلول‭ ‬والتصورات‭ ‬والخطط‭ ‬والتوصيات،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الجهة‭ ‬المنفذة،‭ ‬والتي‭ ‬المفترض‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬أقامت‭ ‬هذه‭ ‬الندوات‭ ‬و‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬فيأتي‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬بدأت‭ ‬به‭ ‬وما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬التوصيات‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬المقامة‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬كله‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬نظرًا‭ ‬لحساسية‭ ‬الموضوع‭ ‬وأهمية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬محتوى‭ ‬مؤتمراتها،‭ ‬وإلا‭ ‬تبقى‭ ‬تلك‭ ‬التوصيات‭ ‬فى‭ ‬طي‭ ‬النسيان‭ ‬والاهمال‭ ‬مثل‭ :‬

‭)‬رسائل‭ ‬الماجستير،‭ ‬والدكتوراة‭(‬،‭ ‬والبحوث‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬المركونة‭ ‬فى‭ ‬أدراج‭ ‬المكتبات‭.‬

وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬هل‭ ‬أولتْ‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكافي‭ ‬في‭ ‬رأيكِ‭ ‬بمسألة‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬؟

فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬أقولها‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬تصور‭ ‬واضح،‭ ‬أو‭ ‬استراتيجية‭ ‬ملموسة،‮ ‬الوزارة‭ ‬والدولة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تشتغل‭ ‬بنظام‭ ‬المناسبات‭ ‬مثل‭ : ‬احتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الطفل،‭ ‬أو‭ ‬احتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الأم،‭ ‬أما‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬والمؤرخية‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ملموس‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬له،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بثقافة‭ ‬الطفل‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى