في زحام الحياة وضجيج الشوارع، اعتاد “عم سالم” أن يقود سيارته التاكسي من الفجر حتى حلول الظلام. لم يكن التاكسي مجرد مركبة بأربع عجلات، بل كان شريان حياته، ورفيق أيامه، ومصدر قوته اليومي.
اليوم، يجلس عم سالم على كرسي بلاستيكي أمام باب منزله، ينظر إلى الطريق الطويل الذي اعتاد أن يسلكه. السيارة؟ لم تعد هناك. سرقتها ظروف الحياة القاسية، بين أعطال متكررة وعجز عن دفع ثمن الإصلاح، أو ربما حادث لم ترحمه، أو ديون تراكمت عليه فاضطر لبيعها.
في وجهه تقرأ تعب السنين، وفي عينيه سؤال لا يحتاج إلى ترجمة: “كيف نوكل أولادي اليوم؟”
ليست هذه مجرد قصة فردية، بل واقع يعيشه كثير من المواطنين البسطاء الذين يعانون في صمت، تُركوا يواجهون الحياة بأذرع متعبة وجيوب فارغة، دون دعم حقيقي أو بديل عملي.
عم سالم وأمثاله لا يطلبون المستحيل، فقط يريدون أن يعيشوا بكرامة، أن يعودوا إلى الطريق، لا طلبًا للصدقة، بل للرزق بالحلال، كما تعودوا أن يفعلوا كل يوم