حوار

خالد‭ ‬معمر‭ :‬عشوائية‭ ‬منح‭ ‬التراخيص‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الكسب‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬

هناء‭ ‬عمار

تملك‭ ‬ليبيا‭ ‬الساحل‭ ‬الأطول‭ ‬نسبيًا‭ ‬بين‭ ‬سواحل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المطلِّة‭ ‬على‭ ‬شاطيء‭ ‬المتوسط،‭ ‬إذ‭ ‬تتمتع‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬لوحدها‭ ‬بمساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ساحلٍ‭  ‬بِكر‭ ‬امتاز‭ ‬بجمال‭ ‬تضاريسه‭ ‬المسطحة‭ ‬،‭ ‬والمنسابة‭ ‬ضمن‭ ‬تشكيلات‭ ‬طبيعية‭ ‬فتحتْ‭ ‬الآفاق‭ ‬أمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة،‭ ‬وصناعة‭ ‬الترفيه‭ ‬البحري،‭ ‬والشاطيء،‭ ‬لاستغلاله‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬القانون‭.‬

فإطلالة‭ ‬‮«‬عروس‭ ‬البحر‮»‬‭ – ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬بتسميتها‭ – ‬تُعَدُّ‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬إعمارها،‭ ‬لإحالة‭ ‬الرمال‭ ‬الصفراء‭ ‬إلى‭ ‬ذهبٍ‭ ‬حقيقي،‭ ‬وتغيير‭ ‬واجهة‭ ‬البحر‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬الاهمال،‭ ‬من‭ ‬مكبٍ‭ ‬لمخلفات‭ ‬البناء‭ ‬والردم،‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬يحتضن‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬المتعة،‭ ‬والاستجمام‭ ‬البحري‭ ‬للزائر‭ ‬والمقيم،‭ ‬وذلك‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬إنعاش‭ ‬المنطقة‭ ‬المَّمتدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬سيدي‭ ‬بلال‮»‬‭ ‬ببلدية‭ ‬جنزور،‭ ‬وحتى‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬الأندلسي‮»‬‭ ‬بتاجوراء،‭ ‬وما‭ ‬حولها‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬عدة‭ ‬مشروعات‭ ‬تحتاجها‭ ‬المناطق‭ ‬المطلّة‭ ‬مباشرةً‭ ‬على‭ ‬البحر‭ :‬

كـ‭)‬المصائف‭ ‬العامة،‭ ‬والمنتجعات‭ ‬السياحية‭(‬،‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ )‬الفنادق‭ ‬والمطاعم‭(‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المنتزهات،‭ ‬والمسطحات‭ ‬الخضراء‭ ‬بما‭ ‬تحويه‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬رياضية،‭ ‬وإستراحات،‭ ‬وفلل‭ ‬سياحية‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها‭(.‬

لكن‭ ‬صرنا‭ ‬نخشى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأماني‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬رجائها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحذيرات‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬السباحة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬توقف‭ ‬محطات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬

وأمام‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬صيفي،‭ ‬وهي‭ ‬تكرَّر‭ ‬نفسها،‭ ‬وتخلق‭ ‬أذى‭ ‬بصريًا،‭ ‬وبيئيًا‭ ‬بالتشكيلات‭ ‬العشوائية‭ ‬من‭ ‬العرائش،‭ ‬والعشش‭ ‬التي‭ ‬تُقَوِّض‭ ‬المساحات‭ ‬الفاصلة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الطريق‭ ‬الرئيس،‭ ‬والشط‭ .‬

ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬مصائف‭ ‬عُرِفَت‭ ‬بمسميات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهي‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عن‭ ‬مواصفات‭ ‬المصيف‭ ‬الصحية‭.‬

تلك‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭  ‬يُديرها‭ ‬أفرادٌ،‭ ‬ويتحكمون‭ ‬في‭ ‬تسييرها،‭  ‬ويفرضون‭ ‬رسومًا‭ ‬عالية‭ ‬أجرة‭ ‬دخولها،‭ ‬للإستنفاع‭ ‬من‭ ‬الشط‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬سنواتٍ‭ ‬مضتْ‭ ‬مكانًاحُرَّاً‭ ‬متاحًا‭ ‬للجميع،‭ ‬فلا‭ ‬يلقى‭ ‬النَّاس‭ ‬صعوبةً‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬للبحر،‭ ‬وقضاء‭ ‬يوم‭ ‬جميل‭ ‬صحبة‭ ‬أسرهم‭.‬

حول‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬استحواذ‭ ‬واضح‭ ‬لشواطئنا‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وأمام‭ ‬شكوى‭  ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬يخطط‭ ‬لـقضاء‭ )‬زردة‭ ‬البحر‭ ( ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬سيُقدم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تأشيرة‭ ‬لإجتياز‭ ‬السبعة‭ ‬بحور‭ !!‬

توجهنا‭ ‬بأسئلتنا‭ ‬للسيد‭ / ‬خالد‭ ‬عبدالله‭ ‬معمر‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والاستثمار‭ ‬ببلدية‭ ‬تاجوراء‭ ‬ليفيدنا‭ ‬بالرّد‭ ‬في‭ ‬الأسطر‭ ‬التالية‭ :‬

ما‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني،‭ ‬أو‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬استغلال‭ ‬الشواطئ‭ ‬لأغراض‭ ‬تجارية،‭ ‬أو‭ ‬سياحية؟

وهل‭ ‬يتم‭ ‬احترامه؟

الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭:‬

‭ – ‬القانون‭ ‬رقم‭ )‬15‭( ‬لسنة‭ ‬2003‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬وتحسين‭ ‬البيئة،‭ ‬الذي‭ ‬يُلزم‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬سياحي،‭ ‬أو‭ ‬تجاري‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬بإجراء‭ ‬دراسة‭ ‬تقييم‭ ‬الأثر‭ ‬البيئي‭.‬

‭- ‬القانون‭ ‬رقم‭ )‬9‭( ‬لسنة‭ ‬2010‭ ‬بشأن‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬الذي‭ ‬يشترط‭ ‬التقيد‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬البيئية‭.‬

‭- ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬الشواطئ‭ ‬رقم‭ )‬3‭( ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬بشأن‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭.‬

لكن‭ ‬من‭ ‬النَّاحية‭ ‬الواقعية،‭ ‬لا‭ ‬يُحترم‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تقام‭ ‬مشروعات‭ ‬دون‭ ‬رقابة‭ ‬فعلية،‭ ‬أو‭ ‬دراسة‭ ‬أثر‭ ‬بيئي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية،‭ ‬وغياب‭ ‬التنسيق‭ ‬الفعلي‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭.‬

مَنْ‭ ‬يمنح‭ ‬التراخيص‭ ‬للأفراد‭ ‬لإقامة‭ ‬عشائش‭ ‬أو‭ ‬منتجعات‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسباحة؟

الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬رسميًا‭ ‬هي‭:‬

البلديات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬جهاز‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬ووزارتي‭ ‬السياحة،‭ ‬أو‭ ‬الاقتصاد‭.‬

‭ ‬أحيانًا‭ ‬تدخل‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للمناطق‭ ‬الساحلية‭ )‬إنّ‭ ‬فعلتْ‭( ‬في‭ ‬منح‭ ‬الموافقات‭ ‬الفنية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التراخيص‭ ‬تمنح‭ ‬دون‭ ‬دراسات‭ ‬جدوى،‭ ‬أو‭ ‬تقييم‭ ‬بيني‭ ‬دقيق،‭ ‬وفي‭ ‬أحيانٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬يتم‭ ‬تجاوز‭ ‬الاختصاصات‭ ‬القانونية‭.‬

كيف‭ ‬تؤثر‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬الساحلية،‭ ‬والبحرية؟‭ ‬وما‭ ‬تقييم‭ ‬الأثر‭ ‬الصحي‭ ‬لها؟

الأثر‭ ‬البيئي‭ ‬يشمل‭ :‬

‭. ‬تآكل‭ ‬التربة‭ ‬الساحلية‭ ‬نتيجة‭ ‬إزالة‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي‭.‬

‭. ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬تصريفات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬غير‭ ‬المعالجة‭.‬

‭. ‬اختلال‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬البحري‭ ‬نتيجة‭ ‬ردم‭ ‬الشواطئ،‭ ‬أو‭ ‬تشييد‭ ‬منشأت‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭.‬

الأثر‭ ‬الصحي‭:‬

‭. ‬قد‭ ‬تتسبَّب‭ ‬في‭ ‬انتقال‭ ‬الأمراض‭ ‬الجلدية‭ ‬والمعوية‭ ‬بسبب‭ ‬التلوث‭.‬

‭. ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التسمَّمات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المحاذية‭ ‬بسبَّب‭ ‬استهلاك‭ ‬منتجات‭ ‬بحرية‭ ‬ملوثة‭.‬

هل‭ ‬يشترط‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬السياحية‭ ‬أنظمة‭ ‬صرف‭ ‬صحي،‭ ‬وعدم‭ ‬تلويث‭ ‬البحر؟

نعم،‭ ‬قانونيًا‭ :‬

‭. ‬يلزم‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ )‬15‭( ‬لسنة‭ ‬2003‭ ‬المستثمرين‭ ‬بوجود‭ ‬نظام‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬بيئي‭ ‬آمن‭.‬

‭. ‬كما‭ ‬يشترط‭ ‬في‭ ‬الترخيص‭ ‬أنّ‭ ‬تعرض‭ ‬المخططات‭ ‬على‭ ‬جهات‭ ‬مختصة‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة‭ ‬والبيئة‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬الممارسة

‭. ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬تتجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الاشتراطات‭.‬

‭. ‬ولا‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬غرامات‭ ‬كافية،‭ ‬أو‭ ‬سحب‭ ‬الرخص،‭ ‬مما‭ ‬يفاقم‭ ‬التلوث‭.‬

برأيكم‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬تستنفع‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬الشواطئ؟،‭ ‬وهل‭ ‬تمرّر‭ ‬التراخيص‭ ‬مقابل‭ ‬السكوت؟

وفقًا‭ ‬لشهادات‭ ‬وتقارير‭ ‬إعلامية،‭ ‬وملاحظات‭ ‬ميدانية‭:‬

‭. ‬نعم،‭ ‬توجد‭ ‬شُبهات‭ ‬بوجود‭ ‬تواطؤ‭ ‬بين‭ ‬مستثمرين،‭ ‬وبعض‭ ‬موظفي‭ ‬البلديات،‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬محلية‭.‬

‭. ‬تمرّر‭ ‬بعض‭ ‬المشروعات‭ ‬دون‭ ‬دراسات‭ ‬مقابل‭ ‬رشاوى،‭ ‬أو‭ ‬عمولات‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭.‬

‭. ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬تستفيد‭ ‬ماليًا‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭.‬

وإن‭ ‬وجدتْ‭ ‬حقًا،‭ ‬هل‭ ‬تتم‭ ‬محاسبة‭ ‬أفرادها؟

رغم‭ ‬وجود‭ ‬تقارير‭ ‬ديوان‭ ‬المحاسبة‭ ‬الليبي‭ ‬التي‭ ‬ترصد‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات،‭ ‬فإنّ‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة‭ ‬قليلٌ‭ ‬جدًا‭ ‬مقارنةً‭ ‬بحجم‭ ‬الانتهاكات‭.‬

‭. ‬في‭ ‬حالات‭ ‬نادرة‭ ‬فقط‭ ‬تمت‭ ‬إحالة‭ ‬بعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬البلديات،‭ ‬أو‭ ‬الإدارات‭ ‬للتحقيق‭.‬

‭. ‬هناك‭ ‬ضعفٌ‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة،‭ ‬والمحاسبة‭ ‬القضائية‭ ‬والإدارية،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬متابعة‭ ‬فاعلة‭.‬

ما‭ ‬قولكم‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬وجود‭ ‬تواطؤ‭ ‬من‭ ‬البلديات‭ ‬للسماح‭ ‬باستغلال‭ ‬الشواطئ‭ ‬رغم‭ ‬مخاطرها؟

ليست‭ ‬إشاعة‭ ‬بالكامل،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬توثيق‭ ‬لحالات‭ ‬تواطؤ‭ ‬واضحة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الإعلام،‭ ‬أو‭ ‬تقارير‭ ‬الرقابة‭.‬

‭. ‬بعض‭ ‬البلديات‭ ‬تمنح‭ ‬موافقات‭ ‬دون‭ ‬دراسة‭ ‬فنية،‭ ‬أو‭ ‬بيئية‭.‬

‭. ‬ضعف‭ ‬الدولة‭ ‬المركزية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تنامي‭ ‬سلطة‭ ‬محلية‭ ‬توظف‭ ‬صلاحياتها‭ ‬بطريقة‭ ‬خاطئة‭ ‬أحيانًا‭ ‬بسبَّب‭ ‬الجهل،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬بمقابل‭ ‬مادي‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬توسع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السياحية‭ ‬العشوائية،‭ ‬والتدهور‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬ساحل‭ ‬طرابلس؟

نعم‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة

‭. ‬طرابلس‭ ‬شهدتْ‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إنشاءات‭ ‬عشوائية‭ ‬على‭ ‬الشواطئ‭ ‬دون‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬بيئية‭.‬

‭. ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الرملية‭ ‬تآكلتْ،‭ ‬وأصبح‭ ‬الساحل‭ ‬أكثر‭ ‬تلوثًا‭.‬

‭. ‬تم‭ ‬طمر‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬وحرمان‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬لشواطئهم،‭ ‬مما‭ ‬فاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

هل‭ ‬لشبكات‭ ‬النفوذ‭ ‬والفساد‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مشروعات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬والبيئة؟

بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬نعم‭.‬

‭. ‬بعض‭ ‬المشروعات‭ ‬محمية‭ ‬سياسيًا،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬النفوذ‭ ‬المالي،‭ ‬مما‭ ‬يمنع‭ ‬حتى‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬من‭ ‬التدخل‭.‬

الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬يلعبان‭ ‬دورًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬مشروعات‭ ‬غير‭ ‬مستوفية‭ ‬للشروط‭.‬

‭. ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬يُعد‭ ‬شكلاً‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الكسب‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ..‬

‭- ‬الشواطئ‭ ‬ثروة‭ ‬وطنية،‭ ‬وملكية‭ ‬عامة،‭ ‬واستغلالها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولاً،‭ ‬متوازنًا،‭ ‬وخاضعًا‭ ‬لرقابة‭ ‬بيئية‭ ‬صارمة‭.‬

‭- ‬إنّ‭ ‬استمرار‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬التراخيص‭ ‬والانتهاك‭ ‬البيئي‭ ‬الممنهج‭ ‬سيفضي‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬صحية،‭ ‬وبيئية‭ ‬يصعب‭ ‬تداركها‭.‬

‭- ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬القانون،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المخالفين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬وعي‭ ‬المواطنين،‭ ‬لأن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬الساحلية‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى