خيانات سوداء
مقال :
سميرة البوزيدي
النخب في ليبيا المثقفون هم أقدر النَّاس على الخيانة لأنهم أقدر النَّاس على تبريرها لينين في ليبيا لطالما كانت النخب مخيبة للآمال، والتي هي بمعايير النخب لا تساوي الكثير ، ولطالما أيضا كانت النخب الحقيقية معدودة على اصابع اليد الواحدة أرغمها الوقت وطغيان الفساد على الانزواء نائية بنفسها عن الخوض في هذا الخراب مما أفسح المجال أكثر لطغيان نوعية استطاعت أن تستأسد بل وبالغت بمحاولات الاقصاء والإبعاد لكل حقيقي من شأنه أن يكشف فسادهم، في عهد القذافي كانت حالة التطبيل والتمسح بالسلطة هي السائدة رموزها كتاب من النساء والرجال أسماء لايمكن حصرها، منها اسماء وصلت للعالمية لم يجعلها حتى ذلك ترعوي عن التمسح باذيال السلطة،هذه هي انفصامية المثقف الذي يخون فكره وأرآه في الحرية والانسانية ويكون مجرد مزمار صغير وبائس للقطيع الانهائي من المثقفين الذين اصبحو اقلاما تتغنى بأمجاد الطغاة، أمافي فبراير الحال ساء كثيرا أصبح الأمر في غاية العري ،فضائح لاتنتهي لمثقفين امتلئت بهم المنابر على هيئة كتَّاب او محللين سياسين غصت بهم القنوات،وبدلا من أن يكون المثقف في صف الناس ومرشدا لوعيهم ودالا على خلاصهم أصبح عكس ذلك دلالة فساد فكري ونفسي شنيع.
فجيعة ليبياالحقيقية كانت في هذه النخب التي فضلت النباح مع قوافل السلطة وصارت تنادي بمصطلحات الجهوية والوطنية الزائفة، الليبيون في غمار مأساة حقيقية وبتعدادهم الصغير وبظروف الحرب والنزوح ووباء الكورونا كم سيبقى منهم من أجل هذا الوطن الذي يسير نحو الاندثار بقوة الصاروخ، صار التفاؤل صعبا مع معطيات ومقدمات لابد أنها ستقود لنتائج مرعبة.