ثقافة

«دليل المسلم الحزين» : هل ما زلنا في حاجة لإصلاح ديني؟

سميرة البوزيدي

كتب‭ ‬حسين‭ ‬أحمد‭ ‬أمين‭ ‬كتابه‭ )‬دليل‭ ‬المسلم‭ ‬الحزين‭( ‬مطلع‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وفي‭ ‬تقديمه‭ ‬للطبعة‭ ‬العاشرة‭ ‬سنة‭ ‬2006،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مقالات‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬صالحة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولم‭ ‬يُعدَّل‭ ‬فيها‭ ‬شيء؛‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأوضاع‭ ‬أصبحتْ‭ ‬أكثر‭ ‬سوءًا،‭ ‬وأن‭ ‬المسلم‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬العصور،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭..‬أعادت‭ ‬دار‭ )‬العين‭( ‬نشر‭ ‬الكتاب‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬صدوره‭ ‬الأول؛‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعدنا‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬تراثنا‭ ‬وفهم‭ ‬واقعنا‭ ‬المعاصر؟

من‭ ‬لوثر‭ ‬إلى‭ ‬عبده‭: ‬لماذا‭ ‬فشلنا‭ ‬في‭ ‬اللحاق‭ ‬بالقطار؟‮ ‬‭ ‬

ظهر‭ ‬الإصلاح‭ ‬الديني‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الراهب‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬لوثر»؛‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الكنيسة‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬مزرية،‭ ‬توجت‭ ‬آنذاك‭ ‬بصكوك‭ ‬الغفران‭.‬

تتلخص‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬لوثر‮»‬‭ ‬للدين‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬خلاص‭ ‬فردي،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬الدين‭ ‬ويفهمه‭ ‬لوحده‭ ‬بدون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وسيط‭. ‬أزعجت‭ ‬رؤية‭ ‬لوثر‭ ‬السلطة‭ ‬الدينية‭ ‬وحكم‭ ‬عليه‭ ‬بالهرطقة،‭ ‬ولكن‭ ‬بمساعدة‭ ‬فريدريك‭ ‬الحكيم،‭ ‬حاكم‭ ‬ساكسونيا،‭ ‬استطاع‭ ‬النجاة‭ ‬وقدّم‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭ ‬الألماني‭ ‬أول‭ ‬ترجمة‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬فبات‭ ‬عامة‭ ‬الشعب‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬قراءته‭ ‬وفهمه‭. ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬عصر‭ ‬التنوير،‭ ‬وهي‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الفعلية‭ ‬لنهضة‭ ‬الغرب‭.‬

في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬تأخر‭ ‬الإصلاح‭ ‬عدة‭ ‬قرون،‭ ‬وشهد‭ ‬بداياته‭ ‬الفعلية‭ ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬عبده‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ووصل‭ ‬لذروته‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬اسماء‭ ‬مثل‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬وأحمد‭ ‬أمين‭ ‬وعلي‭ ‬عبد‭ ‬الرازق؛‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬التوقعات،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬وقعت‭ ‬الانتكاسات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬فلم‭ ‬يؤدِ‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬المطلوب،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التفكير‭ ‬الجماهيري‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحكومات،‭ ‬ورجعت‭ ‬الدعاوى‭ ‬الأصولية‭ ‬وترسخت‭ ‬سلطة‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭. ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المدخل‭ ‬يمكن‭ ‬قراءة‭ ‬كتاب‭ ‬أحمد‭ ‬أمين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬محاولة‭ ‬لإنعاش‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح،‭ ‬بل‭ ‬ونقده‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬توصل‭ ‬إليه،‭ ‬والإضافة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لوضع‭ ‬أسس‭ ‬قد‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كأفراد‭.‬

يعيب‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬مقالاته‭ ‬الأولى‭ ‬تأثر‭ ‬المصلحين‭ ‬الأوائل‭ ‬المفرط‭ ‬بالحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬مما‭ ‬جعلهم‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬تراثهم‭ ‬بنظرة‭ ‬النقص‭ ‬والدونية؛‭ ‬وبالتالي،‭ ‬جاء‭ ‬إصلاحهم‭ ‬أشبه‭ ‬بالترقيع،‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬المفكرون‭ ‬الغربيون،‭ ‬ولكن‭ ‬بلسان‭ ‬عربي،‭ ‬مهملًا‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ومفرغاً‭ ‬لمضامينه‭ ‬مقابل‭ ‬الإعلاء‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الغربية‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬غير‭ ‬المدروس‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬خلقية‭ ‬ومعرفية؛‭ ‬فقد‭ ‬استوردنا‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وأسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬مقابل‭ ‬خواء‭ ‬فكري‭ ‬وروحي‭. ‬يستمر‭ ‬الكاتب‭ ‬بنقده‭ ‬فيعقد‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬كتب‭ ‬السيرة‭ ‬الأوائل‭ ‬والمعاصرين؛‭ ‬فبينما‭ ‬ركز‭ ‬القدماء‭ ‬على‭ ‬الدقة‭ ‬والأمانة‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬دون‭ ‬حرج،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬متقبلة‭ ‬أو‭ ‬مناسبة‭ ‬للعصر،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬معرفتها‭ ‬لفهم‭ ‬سياقات‭ ‬وأحوال‭ ‬ذلك‭ ‬العصر،‭ ‬ركزت‭ ‬كتاب‭ ‬السيرة‭ ‬الأحدث‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬الانتقائية،‭ ‬بل‭ ‬واختلاق‭ ‬الأحداث،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لخلق‭ ‬رسول‭ ‬معاصر‭ ‬يحمل‭ ‬صفات‭ ‬عصرنا،‭ ‬مع‭ ‬إزالة‭ ‬كل‭ ‬الصفات‭ ‬البشرية‭ ‬عنه،‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الآلهة‭ ‬والتقديس‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬النبي‭ ‬نفسه‭ ‬يخشى‭ ‬منه‭ ‬ويشدد‭ ‬عليه‭ ‬أصحابه‭.‬

يُقَسمُ‭ ‬أحمد‭ ‬أمين‭ ‬رؤيته‭ ‬للإصلاح‭ ‬إلى‭ ‬قسمين؛‭ ‬الأول‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تنقيح‭ ‬التراث،‭ ‬وبالأخص‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬التي‭ ‬تأثرتْ‭ ‬جراء‭ ‬الصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬فيشرح‭ ‬آلية‭ ‬كتابة‭ ‬الحديث،‭ ‬ويبين‭ ‬مدى‭ ‬سهولة‭ ‬تلفيق‭ ‬الأسانيد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الحديث‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬بتقييم‭ ‬متنه‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬الزمني؛‭ ‬وعندها‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحاديث‭ ‬وضعتها‭ ‬فرق‭ ‬لتمدح‭ ‬وتعلي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الخاص‭ ‬أو‭ ‬لتحط‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬خصومها،‭ ‬أو‭ ‬لتتنبأ‭ ‬بالمستقبل‭ ‬وتروي‭ ‬قصصًا‭ ‬وأخبارًا‭ ‬من‭ ‬الماضي،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬القصاصون‭ ‬يختلقونها‭ ‬لما‭ ‬تثيره‭ ‬من‭ ‬حماسة‭ ‬وعواطف‭ ‬لدى‭ ‬مستمعيهم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يمارسه‭ ‬فقهاء‭ ‬السلطان‭ ‬لتبرير‭ ‬أفعال‭ ‬الخليفة‭ ‬عبر‭ ‬الأحاديث‭. ‬أما‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بروح‭ ‬الشريعة‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أخلاق‭ ‬وقيم‭ ‬بدل‭ ‬الانشغال‭ ‬بالأمور‭ ‬الشكلية‭ ‬والتشريعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بزمان‭ ‬وعصر‭ ‬محددين‭.‬

التصوف‭: ‬من‭ ‬الزهد‭ ‬إلى‭ ‬الدجل‭… ‬كيف‭ ‬تحوّل‭ ‬المشروع‭ ‬الروحي‭ ‬إلى‭ ‬سوقٍ‭ ‬للخرافة؟

يخصص‭ ‬الكاتب‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬لدراسة‭ ‬تاريخ‭ ‬التصوف‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬معترفًا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬الإسلام،‭ ‬بل‭ ‬نشأت‭ ‬نتيجة‭ ‬أمرين‭: ‬أولها،‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تختلط‭ ‬بثقافات‭ ‬وديانات‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المسيحية‭ ‬التي‭ ‬تأثّر‭ ‬بها‭ ‬المسلمون‭ ‬بالأخص‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الرهبنة؛‭ ‬وثانيًا،‭ ‬انتشار‭ ‬حياة‭ ‬اللهو‭ ‬والترف‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬ملامح‭ ‬العصر‭ ‬الأموي‭ ‬والعباسي‭ ‬وإنغماس‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الشهوات‭ ‬وحب‭ ‬الدنيا‭. ‬و‭ ‬يقسم‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬الصوفية‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭: ‬الأولى‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬الهجري‭ ‬ولم‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬إذ‭ ‬ركّز‭ ‬دعاة‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأصل‭ ‬القرآني‭ ‬وعلاقة‭ ‬العبد‭ ‬بربه،‭ ‬مع‭ ‬تفضيل‭ ‬حياة‭ ‬الزهد‭ ‬والتقشف‭ ‬دون‭ ‬اعتزال‭ ‬الناس،‭ ‬وظلت‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬الطقوس‭ ‬والشعائر‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬ومع‭ ‬دخول‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬وتطور‭ ‬الحركة،‭ ‬نشأت‭ ‬نظرية‭ ‬معقدة‭ ‬حول‭ ‬علاقة‭ ‬العبد‭ ‬بربه‭ ‬والعشق‭ ‬الإلهي،‭ ‬حيث‭ ‬تخلّى‭ ‬المتصوفة‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الطقوسي‭ ‬واستبدلوه‭ ‬بطقوس‭ ‬مثل‭ ‬الرقص‭ ‬والغناء،‭ ‬مدعين‭ ‬بذلك‭ ‬قربهم‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أكثر؛‭ ‬ووصل‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬تقديس‭ ‬شيوخهم‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬تتعدى‭ ‬الأنبياء،‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬يخطابهم‭ ‬مباشرة‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هيج‭ ‬الفقهاء‭ ‬عليهم،‭ ‬الذين‭ ‬بدأوا‭ ‬بشن‭ ‬حملات‭ ‬ضدهم‭ ‬وتكفيرهم‭ ‬وقتل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الحلاج‭. ‬أما‭ ‬الطور‭ ‬الثاني‭ ‬فيعتبره‭ ‬الكاتب‭ ‬ثمرة‭ ‬لجهود‭ ‬الإمام‭ ‬أبو‭ ‬حامد‭ ‬الغزالي،‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬ينتقي‭ ‬من‭ ‬التصوف‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬فيه،‭ ‬ويأصله‭ ‬فقهيا،‭ ‬ووضع‭ ‬منهاجه‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ “‬إحياء‭ ‬علوم‭ ‬الدين‭”‬،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬رؤيته‭ ‬على‭ ‬الإعلاء‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬المعرفة‭ ‬والحكمة‭ ‬الإلهية‭ ‬مع‭ ‬تنقيحها‭ ‬من‭ ‬العقائد‭ ‬الفاسدة‭ ‬مثل‭ ‬العرفان‭ ‬والحلول،‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬متوازي‭ ‬مع‭ ‬العبادات‭ ‬والشعائر؛‭ ‬وقد‭ ‬ساعد‭ ‬هذا‭ ‬الدمج‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬واستحسان‭ ‬كبير‭ ‬للقيم‭ ‬الصوفية‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬مبادئها‭ ‬وأهدافها‭. ‬هذا‭ ‬الوضوح‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬الطور‭ ‬الأخير،‭ ‬وهو‭ ‬عندما‭ ‬تحول‭ ‬التصوف‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬جماعية،‭ ‬وأنشئت‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وأصبح‭ ‬لكل‭ ‬جماعة‭ ‬شيخ‭ ‬طريقة،‭ ‬مضفين‭ ‬عليه‭ ‬صفات‭ ‬الكمال‭ ‬والقدسية‭. ‬وقد‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬حلقات‭ ‬الذكر‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تُنشد‭ ‬فيها‭ ‬الأشعار‭ ‬والأغاني‭ ‬التي‭ ‬تمدح‭ ‬الإله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى