
بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال ليبيا، أُقيم بمكتبة اليونيسكو في مدينة سبها، ملتقى فكري بعنوان: «فزان والدور المحوري في استقلال ليبيا».
وشهدت الندوة حضور نخبة من الباحثين والأكاديميين، إلى جانب مشاركة مميزة لأبناء وأحفاد رجال الحركة الوطنية، الذين أسهموا في تحقيق حلم الاستقلال وبناء دولة ليبيا الحديثة.
وسلّطت الندوة الضوء على الدور البارز الذي لعبه إقليم فزان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت الأقاليم الليبية تحولات جيوسياسية مهمة أسهمت في تنامي الوعي الوطني، وولادة الحركة الوطنية في فزان، باعتبارها جزءًا فاعلًا في المسار العام نحو الاستقلال.
وتناولت الندوة أربعة محاور رئيسية، تمحور أولها حول الأحوال السياسية والإدارية في ليبيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث ناقش المشاركون طبيعة الإدارة الأجنبية وانعكاساتها على المجتمع المحلي، ودورها في بلورة موقف وطني رافض للحكم الأجنبي.
أما المحور الثاني، فقد خُصّص لمواقف واتجاهات النخبة الوطنية في فزان ودورها في دعم مشروع الاستقلال.
وجاء المحور الثالث ليتناول دور الإدارة الدولية في مرحلة التأسيس وبدايات تشكّل الدولة الليبية الحديثة، فيما ركّز المحور الرابع على الاستقلال في ذاكرة الأجيال وأهمية ترسيخ هذا الحدث في الوعي الجمعي.
وقد قُدِّمت خلال الندوة مجموعة من الأوراق العلمية التي تناولت هذه المحاور من زوايا تاريخية وسياسية وفكرية متعددة، وأسهمت في إثراء النقاش وتسليط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ الحركة الوطنية في الجنوب الليبي.
وتأتي هذه الندوة ضمن الجهود الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ النضال الوطني في فزان، والدور المحوري الذي لعبه أبناؤها في تحقيق استقلال ليبيا، والحفاظ على وحدتها، وبناء دولتها الحديثة.
وفي ختام الندوة، أكّد المشاركون أن الدرس التاريخي الأبرز والعامل الحاسم في تحقيق الاستقلال يتمثل في وجود نخبة وطنية واعية، آمنت بحرية ليبيا واستقلالها ووحدتها، وعملت بإخلاص من أجل هذا الهدف المشترك.



